السفير ناصر كامل أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط لـ «فيتو»: الاتحاد يمكن أن يكون له دور في إعادة إعمار غزة بعد وقف الحرب.. وهناك اهتمام من القيادة السياسية بملف تمكين المرأة في مصر
أكد السفير ناصر كامل أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط في حديثه لفيتو، أن الاتحاد يمكن أن يكون له دور في المرحلة القادمة فيما يتصل بإعادة إعمار غزة بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، حيث إنه المحفل الوحيد الذي تشارك فيه إسرائيل وفلسطين ودول عربية.
وأشار إلى أن هناك تقدما في ملف تمكين المرأة في مصر نظرا لاهتمام القيادة السياسية بتحقيق تقدم في هذا الملف ولكن لا يزال هناك الكثير الذي يمكن فعله في منطقة المتوسط بشكل عام نظرا لأن النساء تقود أقل من 5 % فقط من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أي أقل بحوالي 20 % من المتوسط العالمي، في حين أن نقص المشاركة الاقتصادية للمرأة أدى إلى خسائر تقدر بنحو 575 مليار دولار سنويا.
وأضاف أن الاتحاد من أجل المتوسط يستطيع أن يحقق أكثر بكثير مما يحققه الآن إذا ما تم تمكين المنظمة من خلال ضخ مزيد من الموارد مشيرا إلى نجاح الاتحاد في إطلاق صندوق للشراكة من أجل الاقتصاد الأزرق في جنوب البحر المتوسط وهو صندوق سيحشد مليار يورو تمويلا زائد ٢٠٠ مليون منح وستستفيد منه مصر في المرحلة الأولى.
• ما هو تأثير ما يحدث في غزة على عمل الاتحاد من أجل المتوسط؟
- الاتحاد من أجل المتوسط هو الابن الشرعي لعملية برشلونة التي تم إطلاقها بعد اتفاقيات أوسلو عام ١٩٩٥ وكان هناك قدر كبير من التفاؤل بالوصول من خلال مسار التفاوض إلى حل شامل للقضية الفلسطينية بناء علي مبدأ حل الدولتين، ووجود عملية سلام لم تفض للأسف إلى سلام بالمعني الحقيقي، إذا سبب وجود الاتحاد من أجل المتوسط هو دعم التعاون بين الشمال والجنوب في إطار تفاؤل لقرب التوصل إلى تسوية وبالتالي عندما تتأزم الأمور كما هي حاليا ونصل لهذه المأساة الإنسانية في غزة والاستهداف المنظم من إسرائيل للفلسطينيين في غزة.
كل ذلك بالتأكيد له تأثيرات علي الاتحاد ولكن يحسب للدول الأعضاء أنه بمجرد اندلاع الأزمة قررت تخصيص الاجتماع الوزاري للاتحاد لبحث هذه القضية وليس قضية أخرى، حيث كانت أعلى نسبة مشاركة لوزراء الخارجية في تاريخ الاتحاد حيث شارك ٤٠ وزير خارجية من أعضاء الاتحاد الـ ٤٣، في الاجتماع الذي تم في برشلونة نوفمبر الماضي وغابت إسرائيل وصدر بيان واضح عن الرئاسة المشتركة للاتحاد لوقف إطلاق النار والعودة لحل الدولتين.
وحاليا يتم التركيز على ماذا سيكون دور الاتحاد في المرحلة القادمة فيما يتصل بإعادة إعمار غزة بعد وقف إطلاق النار، وما هي مساهمة الاتحاد في حالي بدأ المفاوضات من أجل حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية، ونحن المحفل الوحيد الذي تشارك فيه إسرائيل وفلسطين ودول عربية، وبالتالي يمكن للاتحاد ان يكون تحد اللاعبين الرئيسين في بناء السلام، بشرط توافر الإرادة السياسية للتوصل الي هذا السلام، وبالتالي هذه الأزمة نأمل أن تكون مفتاحا للتعامل أخيرا مع الجذور الحقيقية للصراع وهي استمرار الاحتلال الإسرائيلي.
وأرى أن دور الاتحاد من أجل المتوسط سيزداد ولن يقل خاصة وأن الأوضاع في غزة مأساة، وأرى أن مصر تقوم بدور كبير وتضطلع بدورها ومسئوليتها الإنسانية والتاريخية إزاء القضية الفلسطينية وقد أكدت مصر منذ بداية الأزمة على رفض التهجير القسري للفلسطينيين في غزة وحشد موقف دولي رافض للتهجير القسري وعملت مصر على إنقاذ القضية الفلسطينية من محاولات تصفيتها.
• ونحن نحتفل بيوم المرأة العالمي في ٧ مارس ما الذي قدمه الاتحاد من أجل المتوسط لتحقيق هدف تمكين المرأة في منطقة المتوسط؟
- هناك دعم للمرأة من خلال الاتحاد من أجل المتوسط على مستويات عديدة، كما أن القيادة السياسية في مصر برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي تولي ملف تمكين المرأة أولوية متقدمة منذ عام ٢٠١٣ لأن هناك قناعة لدى القيادة السياسية أن المرأة هي أحد الركائز الأساسية لاستقرار المجتمع سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي وهناك بالفعل تقدم في ملف تمكين المرأة ليس فقط في مصر بل في مجتمعات عربية أخرى، ولكن لايزال هناك الكثير أمامنا من أجل مزيد من إنفاذ المرأة في الاقتصاد، وهناك اتفاق تام بين جميع الفاعلين سواء منظمات أو دول بأهمية العمل سويا لتحقيق أهداف تمكين المرأة، والمعروف أنه ومنذ الإعلان عن إنشاء الاتحاد من أجل المتوسط في عام ٢٠٠٨ وبداية عمله في ٢٠١٠ وهو يقوم بعقد مؤتمرات مخصصة لقضايا المرأة يحضرها عدد من المسؤولين المختصين بقضايا المرأة في دول المتوسط والاتحاد الأوروبي.
ويتم وضع خطط واستراتيجيات اتصالا بتمكين المرأة في كل دول المنظمة، وقد تم الاتفاق من خلال تلك المؤتمرات على استراتيجية معينة لتمكين المرأة في خمس مجالات رئيسية وهي أولا تمكين المرأة اقتصاديا ومثال على ذلك المؤتمر الذي عقده الاتحاد من أجل المتوسط واتحاد المصارف العربية بالقاهرة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بمشاركة 100 من المسئولين والمعنيين من القطاعين العام والخاص يومي ٦ و٧ مارس الحالي حيث جرت على مدى يومين مناقشات وأنشطة استراتيجية لتعزيز الاندماج في عالم الأعمال الذي يهيمن عليه الذكور، تحت عنوان سد الفجوات بين الجنسين في القطاع المالي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: نحو تطوير الأعمال التي تقودها النساء، خاصة وأن النساء تقود أقل من 5 % فقط من الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أي أقل بحوالي 20 % من المتوسط العالمي، في حين أن نقص المشاركة الاقتصادية للمرأة أدى إلى خسائر تقدر بنحو 575 مليار دولار سنويا.
وثاني المجالات هي العمل على نفاذ المرأة للمواقع القيادية على المستوى السياسي والاجتماعي أما ثالث المجالات فيتصل بالعنف ضد المرأة ورابعا ما يتصل بالصورة النمطية السلبية عن المرأة في بعض المجتمعات وخامسا ما يتصل بالمرأة في مناطق النزاعات لأن المرأة هي الأكثر تضررا في النزاعات كما هو الحال في غزة حاليا وما يحدث من الانتهاك غير المسبوق لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في غزة.
وقد أنشأ الاتحاد من أجل المتوسط ومن خلال الاتفاق على هذه المعايير الخمس ولأول مرة آلية إقليمية للمراجعة حيث تم تحديد المعايير والمعلومات المطلوبة من كل دولة لتقدمها لنا حول مدى ما حققته من تقدم في تلك المجالات الخمس التي حددناها ثم قمنا بتقديم المساعدة لبعض هذه الدول التي لا تملك القدرة علي جمع البيانات من أجل جمعها بشكل علمي صحيح وبناء علي تلك التقارير نضع توصيات للدول لتحسين المؤشرات بالنسبة لتمكين المرأة وقد بدا ذلك في مؤتمر للاتحاد من أجل المتوسط حول المرأة عقد في ٢٠١٧ في القاهرة، وبجانب كل ذلك تم إنشاء تجمع للسيدات رائدات الأعمال لمساعدة النساء في النفاذ إلى الأسواق والتسويق والتصدير.
كما تم إنشاء منتدى لسيدات الأعمال لخلق شبكات اتصال بينهم للعمل معا، كما تم إطلاق من عدة أسابيع منحة للتجارة الإلكترونية وأعطينا الأولوية لمشروعات رائدات الأعمال حيث سيتم تقديم دعم مالي مباشر لإمكانية تحسين قدرتهم على النفاذ للأسواق من خلال استخدام أدوات التجارة الإلكترونية، وهناك تركيز في موضوع دمج المرأة في الحياة الاقتصادية لأنه يمثل احتياجا اقتصاديا حقيقيا في كل المجتمعات قد يزيد نسب الناتج القومي الإجمالي قد تصل إلى ١٢ %، أي زيادة ٦٠٠ مليار دولار لو تم إدماج المرأة اقتصاديا.
• ما هي أهم الإنجازات التي حققها الاتحاد من أجل المتوسط على مدى تقريبا ١٤ عاما منذ بدء عمله وما هي أهم الإخفاقات والتحديات؟
-الاتحاد من أجل المتوسط هو فكرة منطقية بمعنى أن هناك جوارا مباشرا بين شمال أفريقيا والشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي ويجمعنا البحر المتوسط والتجارة بين تلك الدول هي الشريك الاقتصادي والثقافي الأول وبالتالي فوجود منظمة معنية بتعزيز التعاون بين ضفتي المتوسط فهو أمر منطقي، وتكمن قوة هذه المنظمة منذ بدايتها انها تجمع هذه الدول حول طاولة واحدة لمناقشة قضايا للتعاون بعينها في مجالات متعددة مثل مكافحة التغير المناخي والحفاظ على البيئة وتمكين المرأة والشباب والتعاون الاقتصادي والتجارة والحماية المدنية بسبب الكوارث المدنية المرتبطة بتغير المناخ مثل حرائق الغابات في أوروبا والحرائق في دول شمال إفريقيا والسيول وكلها ظواهر جديدة على المنطقة، وقد تم تحقيق تقدم في عدة مجالات منها مثل تمكين المرأة والبيئة ومدارس الفرصة الثانية لتقديمها إلى الأطفال والشباب للعودة للتعليم لإعادة دمجهم بسوق العمل.
• وماذا عن الإخفاقات وأسبابها؟
- لدي الاتحاد من أجل المتوسط موارد محدودة ونستطيع أن نحقق أكثر بكثير مما نحققه الآن إذا ما تم تمكين المنظمة من خلال ضخ مزيد من الموارد، وفي بعض الأحيان فإن بعض التوترات السياسية تؤدي إلى عدم إحراز التقدم المطلوب في عدد من الملفات خاصة ملف التجارة حيث لم نستطع الوصول إلى ما كان مأمولا للوصول إلي وضع قواعد منشأ أورومتوسطية موحدة، الأمر الذي كان سيؤدي إلى زيادة معدلات التجارة بين الدول الأعضاء بشكل كبير، وقد حدث مثلا خلاف حول منتجات المستوطنات الإسرائيلية التي لا يمكن ان يقبلها العالم العربي، وكذلك لم يتم تحقيق المأمول بالنسبة لملف النقل البحري ولكن النقل البري وإنشاء شبكة نقل وطرق واجه عراقيل بسبب مشكلة الحدود بين بعض الدول الأعضاء وبالتالي فإن بعض التوترات الإقليمية تؤثر على قدرتنا على تحقيق كافة الأهداف، ومع ذلك فإن الاتحاد لا يزال قادرا على تحقيق نجاحات في عدد كبير وليس كل المجالات للتعاون في المجالات التي لدينا فيها تفويض من الدول الأعضاء للعمل عليها.
• هل ساهم الاتحاد في تحقيق التوافق على أهمية وجود انسياب أكبر للبضائع حتى برغم عدم وجود قواعد منشأ واحدة بين دول الاتحاد؟
- هناك قواعد منشأ ولكن لا يوجد تراكم منشأ أي أنه إذا سلعة جزء منها تم إنتاجه في مصر وجزء آخر في تونس فلا يوجد لها تراكم منشأ يسمح لها بالنفاذ إلى الأسواق الأوروبية، ولكن إذا نظرنا إلى كل مؤشرات التكامل الاقتصادي سواء نقل أو تجارة أو بنية أساسية سنجد أنه خلال العشر سنوات شهدت تم المؤشرات ارتفاعا ولكن هل هو بالقدر المأمول؟ والإجابة لا، وبالتالي هناك دور كبير المنظمات الإقليمية بما فيها الاتحاد من أجل المتوسط لتحسين ذلك ولكن بالتأكيد فإن مؤشرات التكامل الاقتصادي زادت خلال العشر سنوات الماضية بشكل جيد وهو تطور إيجابي، حتى في ظل الحروب والاضطرابات في السنوات الماضية، مع ملاحظة أن ميزانية الاتحاد من أجل المتوسط ضعيفة ولكن لدينا عدد من المشروعات الإقليمية الجيدة والقابلة للتكرار الأمر الذي يجعلنا بمثابة بيت خبرة، ومثال على ذلك أننا نجحنا في إقناع عدد من شركاء التنمية الدوليين من ضمنهم بنك الإنشاء والتعمير الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي ووكالات التنمية الفرنسية والإسبانية والألمانية لإطلاق شراكة من أجل الاقتصاد الأزرق في جنوب البحر المتوسط وهو صندوق سيحشد مليار يورو تمويل زائد ٢٠٠ مليون منح لمشروعات لتعزيز الاستدامة في المناطق الشاطئية في البحر المتوسط مثل مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة والسياحة المستدامة وتحويل المشروعات السياحية للعمل على مدار العام دون الأضرار بالبيئة.
وأيضا فيما يتصل بموضوعات مثل معالجة النفايات والمواني الخضراء وتقليل انبعاثات الصادرة عن أساطين الشحن الموجودة في البحر المتوسط وستستفيد ثلاث دول في المرحلة الأولى من هذا الصندوق وهي مصر والأردن والمغرب وسيمتد الصندوق بعد ذلك لدول أخرى مثل تونس ولبنان، وبالتالي فإن الاتحاد من أجل المتوسط قادر على جمع الأطراف حول مشروع أو فكرة وطرح آليات للتعاون وحشد الأموال وإدارة الصندوق بما يحقق الأهداف المرجوة منه، كما توجد دراسات حول تزايد فرص التكامل في مجالات الطاقة بين الشمال والجنوب بشكل كبير بحيث يمكن للجنوب أن يلبي احتياجات الشمال من الطاقة الجديدة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين ولكنها مشروعات تحتاج لاستثمارات.
• إلى أي مدى نجحت مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط للتوظيف في إيجاد فرص عمل ؟
-هي مبادرة ساهمت في توفير بضع مئات من فرص العمل وأهميتها ان تقدم نموذجا يمكن للدول أن تقوم به لتنظيم استخدام الأفكار المطروحة للتعامل مع قضية البطالة التي تعاني منها دول عديدة في المتوسط.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.