حالة أحمد رفعت تفجر الأزمة.. الأطباء يكشفون سر غيبوبة اللاعب ويثيرون مشكلة الطب الرياضي في مصر.. الإنعاش القلبي الرئوي ضائع.. وسيارات الإسعاف في دائرة الإهمال
أحمد رفعت، فجرت أزمة اللاعب أحمد رفعت مشكلة الطب الرياضي في مصر، وحالة عدم تجهيز سيارات الإسعاف بالمعدات الكافية لعملية إنعاش القلب الرئوي، حيث استمر توقف قلب اللاعب لنحو ساعة من الزمن، الأمر الذي فاقم المشكلة، وأدى لحالة الغيبوبة التي دخل فيها اللاعب، وعدم استقرار حالته.
توقف قلب أحمد رفعت المفاجئ يفجر أزمة الإسعاف
إصابة أحمد رفعت بتوقف قلب مفاجئ وعدم التعامل معه بالشكل السليم من قبل الإسعاف، أثار جدلًا واسعًا حول الطب الرياضي وإسعاف اللاعبين في الملاعب، وخاصة بعد أن فجر طبيب اللاعب الأمر قائلا: "من وقت سقوط اللاعب حتى وصوله المستشفى خلف الاستاد مباشرة لم يتم عمل أى إسعافات للاعب مما أدى لبلع اللسان ونزول سوائل على الرئة رغم أنه كان راكبًا سيارة إسعاف، والمفروض فيها مسعفين طوارئ ومن الواضح أنه منذ الإغماء الذي تعرض وحتى وصوله للمستشفى كانت فترة طويلة لم يتم فيها عمل إنعاش للقلب".
الدكتور سامح صيام، استشاري العناية المركزة وأستاذ مساعد بطب الأزهر، قال: "مفيش شك أن هناك مشكلتين، الأولى هي الجهل الطبي في بلدنا، والكل عارفها وبيشوفها كل يوم، والجاهل طبيًّا يحس أنها مقصودة".
وتابع صيام: "المشكلة الثانية هي أن الصحة ليست في أولويات المسئولين أصلًا، وليس لها أي اعتبار حتى اللاعب طالما بيلعب وبنكسب منه ملايين تمام، إنما عندما يقع يتم التعامل معه مثل خيل الحكومه ومع السلامة".
تخصيص طبيب للإنعاش القلبي الرئوي
وأضاف صيام: "الإنسان ليس له أي لازمة طالما أننا لم نخصص له على الأقل طبيب فاهم في الإنعاش القلبي الرئوي، أو يعرف يشغل جهاز الصدمات الكهربائية حال احتاجه، الطبيب الموجود إذا كان طبيبًا، لو بيفهم ألف باء إنعاش قلبي رئوي كان رفض خروج اللاعب من الملعب إلا بعد رجوع النبض..".
وأردف استشاري العناية المركزة: "المصيبة الكبيرة، ولها علاقة بالجهل الطبي وهم من يقولون الحمد لله النبض رجع، وده في حد ذاته مصيبة لأنهم نسيوا أن المخ ظل من غير أكسجين لمدة قرابة الساعة!، وده معناه أن المريض لو عاش هيعاني من غيبوبه مدى الحياة!".
واختتم صيام قائلًا: “ المنظومة الطبية فاشلة”.
وعلق الدكتور أحمد الديب، بالاتحاد الدولي لرابطات طلاب الطب الأزهر، قائلًا: "هذا ما توقعته للأسف المجال الرياضي في مصر فاشل من الناحية الطبية ربنا يستر وميكونش فعلًا القلب توقف لأكثر من ساعة، مثلما يقال، وإلا كدا خلاص اللاعب انتهى".
المطلوب تعيين استشاري تخدير وعناية مركزة للاعبين
وقال الدكتور أحمد أبو سقايا، مدرس بقسم التخدير بكلية طب بنها: "ما حدث للنجم أحمد رفعت يحتم على وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة تعيين استشاري تخدير وعناية مركزة، ويفضل يكون أستاذ جامعي لكل فريق كرة لأنه التخصص الوحيد الذي يقوم بالإنعاش القلبي الرئوي بنجاح، ويكون معه مساعدين وتمريض ومعاهم crush cart أو عربة الإنعاش".
وأضاف أبو سقايا: "ما حدث يؤكد أهمية وجود فريق إنعاش قلبي رئوي CPR برئاسة استشاري أو أخصائي تخدير مع الأدوات اللازمة لذلك في كل مباراة لأن كل دقيقة تأخير في رجوع القلب تعرض حياة الإنسان للخطر والمضاعفات الصعب تداركها".
وتابع أبو سقايا: "90% من الأطباء لا يفقهوا شيئًا عن الانعاش القلبي الرئوي، وحده استشاري التخدير والعناية المركزة يعرف أسراره، مثلًا أهمية التنفس الصناعي والأكسجين وأهمية الضغط على القلب بمعدل عالي وتشخيص توقف القلب، وكذلك تركيب الأنبوبة الحنجرية وأهمية تركيب الكانيولا، وحقن الأدرينالين، وليس الأمر فقط في جهاز الصدمات كما يعتقد كثير ممن يجهلون، فقد رجع على يدي مئات القلوب بالإنعاش القلبي الرئوي بالضغط على الصدر مع التنفس الصناعي والأدرينالين، ولكن لا يعرف تركيب الأنبوبة ETTاو LMA أو Igel للتنفس الصناعي إلا استشاري تخدير خبير".
الملعب ليس به جهاز صدمات كهربية
وعلق الدكتور أحمد مروان، استشاري الباطنة العامة والكلى بمستشفيات جامعة الاسكندرية، قائلا: "دوري كرة قدم بيتصرف عليه ملايين… والملعب ليس به جهاز DC صدمات كهربية، لو فيه هيبقى لا يعمل أو لا يوجد إنسان مؤهل يعرف يتعامل به، المهم بس المنظر إن في عربية إسعاف..".
وقال الدكتور أحمد مروان: "اللي حصل مع أحمد رفعت شبه ما حدث مع اريكسون لاعب الدنمارك، ناس نزلت بجهاز صدمات يعملوله إنعاش في الملعب، قبل ما يتنقل من مكانه وقلبه رجع واللاعب عاش وكمل لعب كورة".
وعن حالة أحمد رفعت قال الدكتور مروان: "أحمد رفعت حالته حرجة ووصل المستشفى قلبه متوقف، ورجع بعد فترة إنعاش قلبي رئوي طويلة، وربنا يستر المخ ميكونش تأثر بدرجة كبيرة بنقص الاكسجين نتيجة توقف القلب والدورة الدموية".
أما الدكتور ماجد عبد الخالق الوراقي، أخصائي الطب الوقائي فوجه رسالة لاتحاد الكرة قائلا: "الاتحاد المصري لكرة القدم، طبعًا شاهدتم سقوط لاعب منتخب الدنمارك إريكسون وسقوط لاعبنا المصري أحمد رفعت، ربنا يشفيه ويعافيه، في كام سؤال محتاج اجابات لو عايزين نفهم الفرق... من غير توفر معلومات دقيقة ولا متحدث رسمي طلع قال تفاصيل اللحظات في عربية الإسعاف لحد وصوله مستشفى زمزم".
توقف تدفق الدم للدماغ لدقائق يقتل خلايا المخ
ووجه الدكتور الوراقي عدة أسئلة لاتحاد الكرة قائلًا: " هل الطاقم الطبي لفيوتشر والاتحاد السكندري حاصلين على دورة الانعاش القلبي الأولي والمتاحة في مصر ومش غالية خالص.، وهل سيارة الإسعاف الموجودة في الاستاد فيها جهاز نزيل الرجفان الأوتوماتيكي شغال وطاقم الإسعاف مدرب على استخدامه ومسموح باستخدامه، وهل اتعمل للاعب إنعاش قلبي رئوي في السيارة لحين الوصول للمستشفى مما يضمن استمرار وصول الدم للمخ مما يؤدي إلى تقليل التلف الحادث للمخ، علما بأنه إذا توقف تدفق الدم للدماغ لمدة ٦ دقائق بتبدأ خلايا المخ بالوفاة وحتى لو عاد القلب للنبض فإن كفاءة المخ للعودة لما قبل التوقف ضعيفة جدًّا".
وتابع الوراقي تساؤلاته: “ لو كل دا كان متوفر لماذا لم يتم إنعاش القلب داخل الملعب وإعطاء الصدمات الكهربائية داخل الملعب مما يضمن استجابة افضل، وهل في إجبار للأندية على أن الطاقم الطبي لديها يكون حاصل على هذا التدريب المتوفر في مصر، هناك حملة منظمها مجلس الانعاش الأوروبي لبطولة اليورو المقبلة تطالب الجميع بتعلم كيف يستجيب لهذه الحالات ومدة التعليم”.
الأجهزة الطبية للفرق تتعامل مع المسعفين كشيالين
ورد محمد الزيات، بنقابة العاملين بهيئة الإسعاف قائلًا: "أولًا: جهاز AED متوفر فى الإسعاف واستعمال مسعف (وبنستخدمه).. ثانيًا: فى تأمين ماتش كرة القدم فى تعليمات للمسعف عند سقوط أى لاعب بدون تدخل من الخصم نزول الملعب والتوجهه إليه بدون إذن من حكم المباراة والتعامل معه.. ثالثًا: جهاز ال AED ضمن الأدوات والشنطة الإسعافية الموجودة مع المسعف فى أرض الملعب. (المشكلة فين).. بعيدًا عن حالة كابتن أحمد رفعت، الأجهزة الطبية للفرق بتتعامل مع المسعفين على أنهم شيالين فقط لا غير، أنا مسعف وبروح تأمين مباريات والكلام ده من الواقع".
أما الدكتور أحمد محمد عطا، بكلية صيدلة الإسكندرية، فقال: (نحن في مصر متأخرين كثيرًا، افتكرت حالة كريستين أريكسن لاعب الدنمارك، وما حدث له في بطولة اليورو الأخيرة، الإنعاش والصدمات بدأت في الملعب والفريق الطبي رفض نقل اللاعب مباشرة واتبع الإجراءات الطبية المتعارف عليها علميا، اللاعب حي ويمارس كره القدم حاليًّا، نفس حالة أحمد رفعت تمامًا، لاعب فيوتشر وقع فجأة في الملعب وغالبًا دخل في اختلال في ضربات القلب من النوع "رفرفة بطينية" (VF)، وتوقف مفاجئ في عضلة القلب (sudden cardiac arrest)، السؤال هنا ما دور الجهاز الطبي في الفريقين، لماذا لم يحدث إنعاش قلبي رئوي وصدمات كهربائية في الملعب".
الإسعافات الوقتيه الحتميه ضرورة قبل نقل المريض
وأضاف عطا: “أصغر دكتور طوارئ في مصر عارف أن المريض يصعب نقله، وأن نقله لأي مكان قبل إجراء الإسعافات الوقتية الحتمية اللحظية مجازفة كبيرة جدًّا، والعلاج لا بد أن يبدأ من الملعب”.
وتابع: "توقف عضلة القلب عن العمل بسبب الرفرفة البطينية لدقائق قد يؤدي للأسف إلي شلل لبعض الاعضاء، والتي لا يصلها حينها الدم بشكل جيد، الأمر ليس توقف القلب لفترة فيتم عمل إنعاش قلبي ليعمل بعد فترة ويفوق الشخص مثلما يتخيل البعض، حاله أحمد رفعت على حسب تقرير المستشفي لم يحدث تأثير للمخ لكنه حدث للرئتين وكذلك للكلى، التأثير إذا حدث للمخ كان الأمر سيصبح أصعب مما تتخيل وقد يؤدي إلى شلل كلي أو جزئي، إذا عاش".
وأضاف: “الرفرفه علاجها الوحيد الصعق الكهربي الفوري وليس بعد ساعة ونصف كما حدث مع اللاعب، فهل حان الوقت أن يتوفر جهاز صعق كهربي واحد على الأقل في كل مباراه وشخص يجيد استخدامه ويكون شرطًا لاقامة أي مباراة”.
وعلق السيد علي منصور، أحد المسعفين، قائلا: "سيارة الإسعاف المفروض تكون مستشفى متحرك وتأخذ المصاب وتسعفه داخل السيارة حتى يصل للمستشفى والمسعف بياخد دورات في كده".
وفي تصريحات الدكتور أحمد أشرف عيسى استشاري القلب والقسطرة، عبر برنامج بوكس تو بوكس، ذكر أن هناك تخصص جديد يسمى "طب القلب الرياضي"، وأنه يقوم بالإشراف عليه حاليًّا في أحد المستشفيات، وأي لاعب يمارس رياضة تنافسية بمجهود بدني عالي، لابد أن يخضع لفحص دقيق على القلب، وهناك أمور لا تظهر في قلب بعض اللاعبين، ولا تظهر إلا في حالة حدوث بعض الضغوط، وما زال هناك قصور في الكشف على قلب الرياضيين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
