هل تجوز صلاة التراويح في المنزل؟.. الإفتاء تحسم الجدل
مع دخول شهر رمضان يكثر الحديث عن أحكام صلاة التراويح والتي منها هل يجوز أدائها في المنزل.
ومن جانبه أوضح الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء أنه يجوز للمسلم أن يؤدي صلاة التراويح في المنزل.
حكم صلاة التراويح في المنزل
وأضاف “شلبي” أن صلاة التراويح في المسجد أفضل للمسلم لأنه سوف يؤديها في جماعة، والتي ورد في الحديث الشريف أنها تفضل عن صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة، وعلى ذلك فالأولى وللأفضل أن يؤدي الإنسان صلاة التراويح في المسجد وإذا أراد أن يؤديها في منزله فله ذلك.
المراد بصلاة التراويح وسبب تسميتها بذلك
التراويح في اللغة: جمع الترويحة؛ وهي المرة الواحدة من الراحة، مثل: تسليمة من السَّلام؛ قال العلامة ابن منظور في "لسان العرب" (2/ 462، ط. دار صادر): [التَّرويحةُ في شهر رمضان: سميِّت بذلك لاستراحة القوم بعد كلِّ أَربع ركعات؛ وفي الحديث: صلاة التراويح؛ لأَنهم كانوا يستريحون بين كلِّ تسليمتين. والتراويح: جمع تَروِيحة، وهي المرة الواحدة من الراحة، تَفعِيلة منها، مثل تسليمة من السَّلام] اهـ.
والتراويح اصطلاحًا: هي صلاة قيام الليل في شهر رمضان؛ قال الإمام النووي في "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج" (6/ 39، ط. دار إحياء التراث العربي): [المراد بقيام رمضان صلاة التراويح، واتفق العلماء على استحبابها] اهـ.
حكم صلاة التراويح في رمضان
اتفق العلماء على مشروعية صلاة التراويح في شهر رمضان المُعظَّم، للرجال والنساء، وأنها من السنن المؤكدة؛ سنَّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقولِهِ وفعْلِهِ؛ زيادةً في الأجر وتعظيمًا للثواب؛ فعن أبي بكرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الله افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"، وابن ماجه والنسائي في "سننهما".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقدَّمَ مِنْ ذَنْبهِ» متفقٌ عليه.
الأصل في قيام رمضان
والأصل في قيام رمضان أن يقرأ المسلم فيه القرآن الكريم بنفسه، حتى يجمع بين الصلاة والقراءة؛ تطبيقًا لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: 1-4]، ثم قال تعالى في آخرها: ﴿عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾.. ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾ [المزمل: 20]، وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ» أخرجه الإمام أحمد والبزار وأبو يعلى في "مسانيدهم"، وأبو داود وابن ماجه والترمذي والنسائي في "سننهم"، من حديث عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه. قال الترمذي: واحتج به إسحاق بن إبراهيم قال: إنما عنى به قيام الليل، يقول: إنما قيام الليل على أصحاب القرآن.
فسمى الله سبحانه الصلاة في الآية قرآنًا؛ تنبيهًا على أن مقصود القيام قراءة القرآن الكريم؛ كما قال الإمام الجصاص في "أحكام القرآن" (5/ 368، ط. دار إحياء التراث العربي): [لم يعبر عن الصلاة بالقراءة إلا وهي من أركانها] اهـ.
وقال الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب" (30/ 683، ط. دار إحياء التراث العربي): [لما أمره بصلاة الليل أمره بترتيل القرآن حتى يتمكن الخاطر من التأمل في حقائق تلك الآيات ودقائقها.. وحينئذ يستنير القلب بنور معرفة الله] اهـ.
وقال القاضي أبو بكر الإشبيلي في "القبس في شرح موطأ مالك بن أنس" (ص: 296، ط. دار الغرب الإسلامي): [فإنه إنما أراد بأهل القرآن الذين يقومون به ليلًا] اهـ.
وقال العلامة الكشميري في "فيض الباري" (2/ 564، ط. دار الكتب العلمية): [ولأجل القرآن شُرِعَت صلاةُ الليلِ، وهو الذي يَتَرشَّح من قوله: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: 4]، فالمأمورُ به هو القرآنُ والصلاة لأَجْلِ ترتيلِ القرآن فيها؛ ولذا خصَّصَ أهل القرآنِ بمزيدِ التأكيدِ بها، وقال: «فأوترُوا يا أهلَ القرآنِ»] اهـ.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.