الحرب الأوكرانية تعيد تشكيل خريطة تجارة الأسلحة.. تضاعف واردات أوروبا وانخفاض الصادرات الروسية
تسببت الحرب الروسية الأوكرانية، التي دخلت عامها الثالث في تغير خريطة مبيعات السلاح في العالم، وذلك مع تصاعد المخاوف من نشوب صراع عالمي واسع تبدأ شرارته من كييف.
مبيعات السلاح حول العالم بسبب حرب أوكرانيا
فمنذ إعلان الدب الروسي الحرب على أوكرانيا في شهر فبراير 2022، بدأت أوروبا في شحن ترسانتها العسكرية من كافة أنواع الأسلحة خشية الدخول في مواجهة مباشرة مع موسكو بسبب أوكرانيا.
وتضاعفت مشتريات أوروبا من السلاح خلال العامين الماضيين، وذلك لتعويض الفاقد من ترسانتها الذي قدمته كمساعدات إلى أوكرانيا لمواجهة التقدم الروسي، في حين تراجعت مبيعات موسكو من الأسلحة وذلك لاستخدامها في الحرب.
وأكدت تقارير صادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام تضاعف واردات الأسلحة الأوروبية في السنوات الخمس الماضية بسبب الحرب في أوكرانيا، في حين انخفضت الصادرات الروسية إلى النصف.
وأكد معهد ستوكهولم في تقريره أن أوكرانيا أصبحت رابع أكبر مستورد للأسلحة في العالم، وحلت فرنسا محل روسيا بصفتها ثاني أكبر مصدر في العالم بعد الولايات المتحدة.
تراجع صادرات السلاح الروسية
وأوضح المعهد أن واردات الأسلحة إلى أوروبا قفزت نسبة 94 % خلال الفترة بين 2019 و2023، مقارنة بالسنوات الخمس السابقة، وفق المعهد، وترجع هذه الزيادة إلى حد كبير بسبب الحرب في أوكرانيا.
ونظرًا لأن حجم الشحنات يمكن أن يتقلب بشكل كبير من سنة إلى أخرى، قدم معهد ستوكهولم بيانات على مدى فترات من 5 سنوات، مما يوفر مقياسًا أكثر استقرارًا للاتجاهات.
وأشار التقرير إلى أنه منذ فبراير 2022، قدمت 30 دولة على الأقل مساعدات عسكرية كبيرة لأوكرانيا، لكن دولا أوروبية أخرى زادت أيضا من وارداتها، وجاءت حصة مهمة من الولايات المتحدة، أكبر مُصدر للأسلحة في العالم.
وما بين عامي 2019 و2023، جاءت 55 % من الواردات إلى أوروبا من الولايات المتحدة الأمريكية، بزيادة 35 % مقارنة بالفترة بين عامي 2014 و2018.
ويرجع ذلك إلى أن معظم الدول الأوروبية أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وشركاء في تطوير معدات عسكرية مثل الطائرة المقاتلة "إف 35".
وفي الوقت نفسه، فإن هذه القفزة في واردات الأسلحة من الولايات المتحدة تعكس هرع الأوروبيين للحصول على الأسلحة في أسرع وقت ممكن، على حساب ما قد يعنيه ذلك من عدم تركيزهم على تطوير أنظمة عسكرية جديدة.
وأكدت معهد ستوكهولوم أن صادرات الولايات المتحدة الأمريكية زادت بنسبة 17 % خلال الفترة المرصودة، وهو ما يمثل 42 % من إجمالي صادرات الأسلحة العالمية.
مضاعفة واردات السلاح الأوروبية
أما روسيا التي كانت لفترة طويلة ثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم، فلم تعد كذلك إذ شهدت البلاد انخفاض صادراتها بنسبة 53 % بين عامي 2014 و2023.
ولا تصدر موسكو أسلحة أقل فحسب، بل إنها تصدر أيضًا إلى عدد أقل من البلدان، ففي عام 2019 صدرت إلى 31 دولة، وفي 2023 إلى 12 بلدا فقط.
وفي هذا السياق وفي إطار المساعدات الأوروبية إلى أوكرانيا، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك إنها ترحب باقتراح وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بشأن شراء صواريخ "تاوروس" لنقلها إلى أوكرانيا.
وأوضحت التقارير أنه وفقا لمقترح وزير الخارجية البريطاني يمكن لبرلين أن تزود بريطانيا بصواريخ "تاوروس"، وبالمقابل، ستزود بريطانيا أوكرانيا بصواريخ إضافية من طراز "ستورم شادو" بعيدة المدى من مخزونات المملكة المتحدة.
وتتردد برلين في تزويد كييف بصواريخ تاوروس المتقدمة، والتي تكون أقل قابلية للرصد وقادرة على ضرب أهداف على بعد 500 كيلومتر.
وعلى الرغم من مناشدات كييف، منع المستشار الألماني أولاف شولتس إرسال الصواريخ إلى أوكرانيا خوفا من إمكانية استخدامها لضرب أهداف داخل روسيا نفسها وزيادة تصعيد الصراع.
ويتعرض شولتس لضغوط داخل ائتلافه لعكس موقفه من صواريخ "تاوروس". وقالت بيربوك على مدى أشهر إنها تؤيد إرسال الصواريخ إلى كييف.
وفي سياق متصل كشفت المفوضية الأوروبية عن خطة لمضاعفة الانتاج العسكري في أوروبا، فبحلول 2030 سيتم توفير "خمسين % من المعدات العسكرية" التي تطلبها الدول الأعضاء من الصناعة الأوروبية، وستكون لاستراتيجية الدفاع الأوروبية الجديدة، التي قدمتها المفوضية، ميزانية أولية قدرها 1,5 مليار يورو.
ويأتي هذا في مواجهة التهديد الروسي ولتقليل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الأسلحة الأمريكية.
ومن جانبها اقترحت المفوضية الأوروبية، تعزيز صناعة الدفاع في الاتحاد الأوروبي بشكل كبير في مواجهة التهديد الروسي، ومن أجل تقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في إنتاج الأسلحة.
القنبلة الوحشية، روسيا تجهز سيناريو مرعب لأوكرانيا
ووفقًا لما جاء في الوثيقة بالتفصيل أنه بحلول 2030، سيتم توفير "خمسين % من المعدات العسكرية" التي تطلبها الدول الأعضاء من الصناعة الأوروبية، كما أعلنت للصحافيين نائبة رئيسة المفوضية مارغريتي فيستاغر.
واعترفت المفوضية الأوروبية بأن هذا المبلغ ليس كبيرًا وأضافت أن هذا المبلغ سيشكل حافزا ومكافأة للدول الأعضاء في كل مرة ترغب فيها في تجميع مواردها للحصول على إنتاج الأسلحة أو تطويرها في أوروبا. وقالت فيستاغر "التمويل الحقيقي سيأتي من الدول الأعضاء".
وتقترح المفوضية استخدام الدخل الناتج عن الأصول الروسية المجمدة في أوروبا لزيادة هذه الميزانية الأولية. ويذكر أنه تم تجميد نحو مئتي مليار يورو من الأصول الروسية للبنك المركزي الروسي في أوروبا.
من جهته، قال المفوض الأوروبي تييري بريتون، المسؤول عن الصناعات الدفاعية، أن 68 بالمئة من مشتريات الأسلحة في الإتحاد الأوروبي لصالح أوكرانيا تأتي من منتجين أمريكيين. وقال بريتون "نحن لسنا هنا لتمويل" مشتريات الأسلحة، ولكن لمساعدة الدول الأعضاء على القيام بذلك بشكل أفضل ومعا.
وأشار بريتون إلى ميزانية تبلغ نحو مئة مليار يورو على مدى سنوات لتمكين الأوروبيين من تطوير صناعاتهم الدفاعية، وجعلها قادرة على المنافسة مع الولايات المتحدة وتعزيز المساعدات لأوكرانيا في الحرب التي بدأتها روسيا.
وقال بريتون: "إنه سيتعين علينا أن نعمل على ذلك في إطار الولاية المقبلة". وتنتهي ولاية المفوضية الحالية ومدتها خمس سنوات أواخر العام الجاري.
وقال جوزيب بوريل رئيس الدبلوماسية الأوروبية: إن دول الاتحاد الأوروبي أنفقت 58 مليار يورو العام الماضي لشراء أسلحة. وشدد على أن ميزانية الإتحاد الأوروبي لن "تحل محل" الميزانيات الوطنية للوصول إلى هذا المبلغ.
وتريد بروكسل تشجيع الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد للحصول على المعدات العسكرية معا عبر إيجاد ظروف مواتية لبرامج الشراء المشتركة. وتؤيد بعض الدول الأوروبية هذه الفكرة، لكن دولا أخرى مثل ألمانيا أكثر ترددا.
توجهت الحكومات الأوروبية، للحكومة الأميركية وشركات الصناعات الدفاعية، بقائمة مشتريات من الأسلحة تشمل طائرات مسيرة وصواريخ وأنظمة دفاع صاروخي، مع تجديد الهجمات الروسية على أوكرانيا.
تأتي هذه الطلبات في ظل تعزيز أوروبا ميزانيات الدفاع لمواكبة مشهد أمني يزداد غموضًا مع تعهد ألمانيا والسويد والدنمارك، ضمن دول أخرى، بزيادة كبيرة في الإنفاق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.