رئيس التحرير
عصام كامل

100 عام على إلغاء الخلافة وسقوط الإمبراطورية العثمانية في تركيا

الخليفة الأخير عبد
الخليفة الأخير عبد المجيد الثاني مع ابنته وصهره، فيتو

تتواكب هذه الأيام مع مرور 100 عام على إلغاء الخلافة الإسلامية في تركيا، وسقوط الإمبراطورية بقرار "مجلس الأمة التركي الكبير" إلغاء الخلافة التي استمرت 1300 عام وذلك في مارس 1924.

جاء إلغاء الخلافة العثمانية عام 1924 كجزء من مسعى مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك إلى "تحديث الدولة وفصلها عن الدين".
استمرت الإمبراطورية العثمانية لمدة 412 عامًا، منذ عام 1512 حتى 1924.
فيما أمضى الأمير عبد المجيد، الذي ولد عام 1868، معظم حياته البالغة تحت المراقبة المشددة والتقييد الذي فرضه السلطان عبد الحميد الثاني على أمراء الأسرة الحاكمة.
وبعد الإطاحة بعبد الحميد في انقلاب عام 1909 وإقامة "الخلافة الدستورية" أصبح عبد المجيد -وهو رسام موهوب وشاعر متحمس للموسيقى الكلاسيكية- شخصية عامة عصرية حيث أطلق على نفسه لقب "الأمير الديمقراطي". ولم يقتصر الأمر على رسم لوحة لسلفه السلطان عبد الحميد أثناء إقالته من السلطة بل إن عبد المجيد التقط صورة مع الرجال الذين نفذوا الخلع.

وأصيب الأمير باليأس خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918) بسبب الهزائم العسكرية التي منيت بها الإمبراطورية، بل أصبح أكثر يأسًا خلال احتلال الحلفاء للأراضي العثمانية، بما في ذلك عاصمتها إسطنبول.

الحركة القومية الناشئة لمصطفى كمال باشا

وأصبح محمد وحيد الدين لاحقا الخليفة والسلطان، وكان عبد المجيد وليا للعهد، مما جعله التالي في ترتيب ولاية العرش، ولكن عام 1919 رفض وحيد الدين دعم الحركة القومية الناشئة لمصطفى كمال باشا (أتاتورك لاحقا) أثناء قتالها ضد قوات الحلفاء في منطقة الأناضول.

وقد أنشأ القوميون (حركة الاستقلال) أنشأوا الجمعية الوطنية الكبرى في أنقرة يوم 23 أبريل 1920 كأساس لنظام سياسي جديد. 
وفي وقت لاحق من ذلك العام، دعا أتاتورك السلطان عبد المجيد إلى الأناضول للانضمام إلى النضال القومي.

إسطنبول مطلع القرن العشرين، فيتو

لكن قصر دولمة بهجة في إسطنبول، حيث كان يعيش الأمير، حاصره الجنود البريطانيون.

عبد المجيد يرفض العرض

ولم يكن أمام عبد المجيد أي خيار سوى رفض العرض، وهو الموقف الذي سيستشهد به الجمهوريون في وقت لاحق عندما يتحول المد ضد الخلافة.
الهدنة أسفرت عن انتصار القوميين ومهدت الطريق لإنشاء ما سميت تركيا الحديثة، في أكتوبر 1922، وكان السلطان وحيد الدين مكروهًا على نطاق واسع من قبل شعبه. 
وفي الأول من نوفمبر ألغت الحكومة الجديدة السلطنة ومعها الإمبراطورية العثمانية.

وغادر  وحيد الدين بطريقة "مخجلة" إسطنبول على متن سفينة حربية بريطانية في 17 نوفمبر.
وفي غيابه، عزلته الحكومة من الخلافة، وعرضت بدلًا من ذلك لقب الخليفة على عبد المجيد الذي قبله على الفور وصعد إلى كرسي الخلافة في 24 نوفمبر 1922.

ولأول مرة، كان من المقرر أن يصبح أمير عثماني خليفة وليس سلطانًا، ويتم انتخابه لهذا الدور من قبل الجمعية الوطنية الكبرى (برلمان الجمهورية التركية).

وفي دوره الجديد، مُنع عبد المجيد من الإدلاء بتصريحات سياسية. وبدلًا من ذلك، طرحت الحكومة في أنقرة رؤية جديدة للإسلام يكون فيها الخليفة مجرد شخصية صورية، ولكن كما كتبت حفيدته الأميرة نسليشاه في وقت لاحق، فإن عبد المجيد "لم يكن لديه أي نية للالتزام بالإرشادات المحددة".

مواكب عبد المجيد الأسبوعية إلى المساجد

هذا كان تناقضا صارخًا مع الواقع في تركيا، حيث كانت عظمة وشعبية مواكب عبد المجيد الأسبوعية إلى المساجد المختلفة في إسطنبول لأداء صلاة الجمعة تثير قلق أنقرة بشكل متزايد. 
وفي إحدى المناسبات، وصل الخليفة إلى أحد المساجد عن طريق عبور مضيق البوسفور على متن بارجة كبيرة، مزينة برسومات وترفع راية الخليفة.

ولم يكن الخليفة عبد المجيد دمية صامتة، بل على النقيض من ذلك، أقام الولائم، وأنشأ "أوركسترا الخلافة" واستضاف اجتماعات سياسية في قصره، الأمر الذي أثار ذعر أنقرة كثيرًا.
وبعد تحرير إسطنبول، أُعلنت تركيا جمهورية في 29 أكتوبر 1923، وكانت إحدى نقاط التوتر هي رد فعل الحكومة الغاضب على رسالة كتبها زعماء مسلمون في الهند إلى رئيس الوزراء التركي يوم 24 نوفمبر 1923. 
وحذروا من أن "أي انتقاص من هيبة الخليفة أو إلغاء الخلافة كعامل ديني في الجسم السياسي التركي سيعني تفكك الإسلام واختفاءه العملي كقوة أخلاقية في العالم".

الرسالة نُشرت في 3 صحف في إسطنبول، وتم القبض على محرريها ووجهت إليهم تهمة الخيانة العظمى، وتم استجوابهم في محاكم حظيت بتغطية إعلامية كبيرة قبل إطلاق سراحهم وقمع صحفهم.

إلغاء الخلافة

ورأى المسؤولون الحكوميون أن خلافة عبد المجيد تشكل تهديدًا خطيرًا لتماسك الجمهورية. 

وعندما توفي الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون في فبراير 1924، رفضت أنقرة تنكيس الأعلام على المباني الحكومية، حيث لم تكن لها علاقات دبلوماسية مع واشنطن. لكن في إسطنبول، أمر الخليفة بتنكيس الأعلام التركية على قصره ويخته.
بحلول أوائل عام 1924، قررت الحكومة إلغاء الخلافة، وبدأت الصحف الكبرى في نشر مقالات تهاجم العائلة الإمبراطورية العثمانية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية