"مدفع الإفطار إضرب".. 3 روايات مختلفة تكشف مراحل ظهور مدفع رمضان.. "الآثار" تعيد تشغيله بعد 30 عاما من التوقف.. وصدفة غريبة تمنع إطلاقه مرة أخرى
مدفع شهر رمضان، يعد أحد الشواهد التاريخية لبدء شهر رمضان، وهو مدفع كان يستخدم كإعلان عن موعد الإفطار وإخبار العامة عن هذا الموعد، وهو تقليد متبع في العديد من الدول الإسلامية؛ بحيث يتم إطلاق قذيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشمس؛ معلنًا فك الصوم خلال شهر رمضان.
بداية ظهور مدفع شهر رمضان
ظهور مدفع شهر رمضان بدأ عندما انطلقت من ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة بالصدفة قذيفة مدفعية دوت في سماء القاهرة عندما كان أحد الجنود يقوم بتجربة أحد المدافع، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أول يوم من رمضان في أواخر القرن الخامس عشر.
مدفع رمضان
وظن الناس أن الحاكم تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم لتشكره، وعندما رأى سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بموعد الإفطار.
وانتشرت بعد ذلك الفكرة من القاهرة إلى العديد من الدول العربية والإسلامية في جميع أنحاء العالم، فأصبح من التقاليد الراسخة ومظهر من مظاهر الشهر الكريم.
إفطار المسلمين قديما
وكان المسلمون في بادئ الأمر أيام الرسول يفطرون عند سماع الأذان من الصحابيان بلال بن رباح، وابن أم مكتوم، واستمر هذا الوضع حتى ظهر بالصدفة مدفع الإفطار إلى الوجود، فكان المدفع في بادئ الأمر يعمل بالذخيرة الحية ولكن بعد اقتراب الزحف العمراني المجاور للقلعة، توقف عن الضرب حفاظًا على سكان القاهرة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي توقف فيها.
إعادة تشغيل مدفع شهر رمضان
وأعيد تشغيل المدفع مرة ثانية ولكن هذه المرة باستخدام ذخيرة فشنك (كتلة من البرود تعطى صوت مرتفع فقط) ثم توقف في عام 1992، حفاظًا على التراث المعماري الأثري لأسوار القلعة خوفًا من تأثير قوة الصوت وتفريغ الهواء على جدران القلعة، وكانت هذه هي المرة الثانية التي يتوقف فيها.
وفي عام 2021 بعد مرور 30 عامًا من توقفه، أحيت وزارة السياحة والآثار هذا التقليد بتشغيله مرة أخرى لأنه ظل في قلوب وأذهان المصريين ولكن بشكل رمزي بطريقة تضمن الحفاظ على التراث الأثري للقلعة وفي نفس الوقت مواكبة استخدام التكنولوجيا الحديثة عن طريق إطلاق شعاع ليزر بجوار المدفع يصل لمسافة بعيدة مع سماعات لإخراج صوت مماثل لصوت المدفع، ولكنه تعطل في العام التالي لإصلاحه.
وكشف الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الاسلامية والقبطية واليهودية بوزارة السياحة والآثار السابق، تفاصيل تعطل مدفع رمضان بقلعة صلاح الدين الأيوبي، قائلا: إن أعمال ترميم المدفع جاءت في إطار خطة الوزارة لرفع كفاءة الخدمات السياحية بالمتاحف والمواقع الأثرية ومنها قلعة صلاح الدين الأيوبي، مشيرا إلى أن المدفع يضرب لحظة غروب الشمس عند موعد الإفطار وذلك كل يوم طوال شهر رمضان، بما يضمن الحفاظ على التراث الأثري للقلعة وفي نفس الوقت مواكبة استخدام التكنولوجيا الحديثة وذلك عن طريق إطلاق شعاع ليزر بجوار المدفع ليصل لمسافة بعيدة.
أسباب تعطل إطلاق مدفع شهر رمضان
وأكد طلعت، أن أعمال ترميم المدفع شملت إزالة طبقة الصدأ المكونة على جسم المدفع وتنظيفه من الداخل، لافتا إلى أن المدفع انطلق بما كان مخططا له، ولكن بتأخير وصل لدقيقة لإدخال البهجة لقلوب المصريين.
وأشار إلى أن مدفع الإفطار بقلعة صلاح الدين الأيوبي، كان يعمل بدون استخدام ذخيرة حية، وكانت مجرد ذخيرة صوتية فقط.
وأوضح أنه تعددت القصص حول حقيقة قصة مدفع رمضان إلا أنها جميعا تؤكد أنها نشأت فى مدينة القاهرة، تحديدًا بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة.
وتروي إحدى القصص أن مدفع رمضان يرجع إلى عهد السلطان المملوكي خشقدم حين أراد أن يجرب مدفعًا جديدًا وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت غروب شمس أول يوم من رمضان عام ١٤٦٧م، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم لتشكره على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بموعد الإفطار.
وهناك قصة أخرى تقول إن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كانوا يقومون بتجربة أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أول يوم من رمضان، فظن الناس أن الخديوي اتبع تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، فصاروا يتحدثون عن ذلك، وعندما علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بما حدث، أعجبتها الفكرة فطلبت من الخديوى إصدار فرمان بأن يجعل من إطلاق المدفع عادة رمضانية جديدة وعرف وقتها باسم مدفع الحاجة فاطمة، وفيما بعد اضيف إطلاقه فى السحور والأعياد الرسمية.
ويُعتقد أن المدفع تم تغييره أكثر من مرة وانتقل إلى أكثر من مكان، ويعرض حاليا بساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ومواصفاته هى مدفع ماركة كروب إنتاج عام ١٨٧١م عبارة عن ماسورة من الحديد ترتكز على قاعدة حديدية بعجلتين كبيرتين من الخشب بإطارات من الحديد، وكان يقوم بتشغيله اثنين من الجنود أحدهم لوضع البارود فى الفوهة والأخر لاطلاق القذيفة.
وعلى الرغم من مرور ٣٠ عامًا منذ توقفه إلا أنه ظل في قلوب وأذهان المصريين، حيث أصبح من التقاليد الراسخة ومظهر من مظاهر الشهر الكريم.
ذخيرة مدفع رمضان
من جانبه، قال الخبير السياحي الدكتور عبدالرحيم ريحان، أن مدفع شهر رمضان استمر يعمل بالذخيرة الحية حتى عام 1859م وبعد امتداد العمران حول مكان المدفع قرب القلعة وظهور جيل جديد من المدافع التي تعمل بالذخيرة «الفشنك» غير الحقيقية تم الاستغناء عن الذخيرة الحية كما كانت هناك شكاوى من تأثير الذخيرة الحية على مبانى القلعة، ولذلك تم نقل المدفع من القلعة إلى نقطة الإطفاء في منطقة الدرَّاسة القريبة من الأزهر الشريف ثم نُقل مرة ثالثة إلى منطقة مدينة البعوث قرب جامعة الأزهر.
وأوضح أن هناك ستة مدافع في القاهرة حتى وقت قريب موزعة على أربعة مواقع اثنان في القلعة واثنان في العباسية وواحد في مصر الجديدة وآخر في حلوان تطلق مرة واحدة من أماكن مختلفة بالقاهرة حتى يسمعها كل سكانها وكانت هذه المدافع تخرج في صباح أول يوم من رمضان في سيارات المطافئ لتأخذ أماكنها المعروفة ولم تكن هذه المدافع تخرج من مكانها إلا في خمس مناسبات وهى رمضان والمولد النبوى وعيد الأضحى ورأس السنة الهجرية وعيد الثورة وكان خروجها في هذه المناسبات يتم في احتفال كبير حيث تحمل على سيارات تشدها الخيول وكان يراعى دائما أن يكون هناك مدفعان في كل من القلعة والعباسية خوفا من تعطل أحدهما.
وتابع أن أسباب توقف مدفع شهر رمضان في بعض الأعوام بسبب الحروب التي خاضتها مصر ومنها حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر مما أدى إلى إهمال عمل المدفع حتى عام 1983م عندما صدر قرار من وزير الداخلية المصرى بإعادة إطلاق المدفع مرة أخرى ومن فوق قلعة صلاح الدين الأثرية جنوب القاهرة ولكن استمرار شكوى الأثريين من تدهور حال القلعة وتأثر أحجارها بسبب صوت المدفع أدى لنقله من مكانه خصوصًا أن المنطقة بها عدة آثار إسلامية هامة.
وكان يطلق المدفع من فوق هضبة المقطم وهي منطقة قريبة من القلعة، ونصبت مدافع أخرى في أماكن مختلفة من المحافظات المصرية ويقوم على خدمة المدفع أربعة من رجال الأمن الذين يُعِدُّون البارود كل يوم مرتين لإطلاق المدفع لحظة الإفطار ولحظة الإمساك ومن اليوم سيطلق المتحف من قلعة صلاح الدين بالقاهرة قلب العالم الإسلامى بعد ترميمه واستخدام تقنيات حديثة لعدم تأثيره على القلعة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.