رئيس التحرير
عصام كامل

أين الدولة ؟!


لا أستعجل فض اعتصامي رابعة والنهضة، رغم أنني أري فيهما اعتداء صارخا وفجا على أهل القاهرة بل أهل مصر كلها وليس سكان المنطقتين فقط.. ولكنني في ذات الوقت أستعجل عودة الدولة معنويا وماديا في سائر مناطق القاهرة الكبري باستثناء رابعة والنهصة.


أنا أفهم أن تأخذ السلطات المعنية وقتها في الاستعداد والتحضير لفض اعتصامي رابعة والنهضة لأنهما تحولا إلى ثكنتين مسلحتين ولوجود رهائن بشرية فيهما.. بل أنني إنسانيا أتفهم حتي تردد وتباطؤ من بيدهم الأمر في تنفيذ قرار فض الاعتصامين الذي اتخذوه تحت الضغط الجماهيري.

لكنني لا أفهم ولست مستعدا لأن أتقبل أية تبربرات لترك الإخوان وحلفائهم يعيشون في أرض القاهرة الكبري فسادا، بقطع الطرق وشل المرور والحياة في الشوارع والميادين الرئيسية.. ولا أفهم أن تلتزم سلطات الزمن بموقف المتفرج منذ أكثر من شهر ونصف الشهر على دخول أسلحة ومواد بناء «رمل وطوب وأسمنت وحديد» إلى مناطق الاعتصامات.. ولا أفهم أيضا السكوت على الغارات التي تشنها يوميا جماعات من المعتصمين المسلمين على مناطق عديدة في القاهرة الكبري وعدد من المدن المصرية الأخري.

يا أصحاب القرار ويا من بيدكم الأمر إذا كنتم لديكم مبرراتكم للتباطؤ في تنفيذ قرار فض اعتصامي رابعة والنهضة، فإنه ليس لديكم أية مبررات للتقاعس عن فرض هيبة الدولة في بقية مساحات القاهرة الكبري.. أما ترك الإخوان وحلفائهم يتمددون هكذا ويفرضون أمرا واقعا من الفوضي والارتباك علينا فهذا أمر غير مقبول، لأنهم يكسبون بذلك سياسيا، حيث يعطلون استقرار ننشده للمضي قدما في تنفيذ خارطة المستقبل، ويمنح أنصارهم أملا في إحباط هذه الخارطة.
الجريدة الرسمية