بايدن يوجه بإنشاء ميناء في غزة ومرسى لاستقبال المساعدات من قبرص.. ومصير مجهول لتأمين شحنات المساعدات عقب وصولها
خطوة جريئة محفوفة بالمخاطر أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الخميس، خلال خطاب حالة الاتحاد تتضمن إنشاء ميناء عائم قبالة سواحل قطاع غزة لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الميناء للقطاع المحاصر.
خطوة مفاجئة وصادمة لإسرائيل
لكن لتلك الخطوة التي أعلنها الرئيس الأمريكي جو بايدن ايجابيات وسلبيات، كما أن الحكومة الإسرائيلية اعتبرتها خطوة مفاجأة بالنسبة لها، قائلة إن الخطة التي أعلنها الرئيس جو بايدن شكلت مفاجأة بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، على حد قول الصحيفة العبرية.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس الجمعة، أن "إعلان الميناء يعتبر مفاجأة بالنسبة لتل أبيب، وأن الخطوة المخصصة لإدخال المساعدات عبر البحر تأتي دليلًا إضافيًّا على فقدان ثقة إدارة بايدن بالحكومة الإسرائيلية بشأن ملف المساعدات الإنسانية".
أهداف مشروع الرصيف العائم
ويتيح الرصيف البحري العائم الذي كشف عنه الرئيس الأمريكي خلال خطاب الاتحاد، نقل المساعدات الإنسانية من قبرص عبر البحر إلى غزة، ويمكنه استيعاب سفن كبيرة تحمل الطعام والأدوية ومياه الشرب ووسائل الإيواء.
وتهدف الخطوة إلى جلب ما يعادل 300 شاحنة مساعدات بشكل يومي، في وقت يدخل فيه القطاع حاليًا قرابة 30 شاحنة فقط في اليوم الواحد، حسبما أكد الإعلام العبري.
ووفقا لصحيفة «بوليتيكو»، نقلًا عن أربعة مسؤولين من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط القول إن العديد من العناصر لا تزال قيد المناقشة.
وأضافت الصحيفة أن شحنات المساعدات الصغيرة ستصل قريبًا عن طريق البحر، ولكن بمجرد وضع خطة منسقة، سيستغرق الأمر من 45 إلى 60 يومًا قبل أن يكون هناك إيقاع منتظم لحزم المساعدة الكبيرة التي يتم شحنها عبر البحر الأبيض المتوسط.
وستتدفق المساعدات في البداية عبر ميناء لارنكا في قبرص، الذي يقع على بعد حوالي 370 كيلومترًا من غزة.
وفقًا للصحيفة فإن الميناء القبرصي مجهز بالفعل بمعدات فحص عالية التقنية تسمح للمسؤولين الإسرائيليين المتمركزين في قبرص بالتحقق من محتوى الشحنات، ومن غير الواضح ما هو الدور الذي سيلعبه الشركاء الآخرون في إنشاء الميناء، وفقًا لبوليتيكو.
خطة حماية المساعدات وتفريغها
من بين الصعوبات التي يمكن أن تطرأ في المستقبل هو حماية شحنات المساعدات بمجرد وصولها إلى شاطئ غزة بالإضافة لمسألة التعامل مع الحشود المتوقع أن تتجمع للحصول على المساعدات.
ونقلت بوليتيكو عن مسؤولين أمريكيين القول إن إسرائيل لم توافق بعد على مهمة السيطرة الأمنية على الحشود، وإن المفاوضات مستمرة، بما في ذلك ما إذا كانت القوات الإسرائيلية ستكون مسؤولة أيضا عن إزالة الألغام في مناطق تجمع المساعدات، كما تشير إلى أن الجزء الأصعب يتمثل في عملية توزيع المساعدات في جميع أنحاء قطاع غزة.
وبينت أن تحالفا متعدد الجنسيات سيعتمد على الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجموعات الأخرى لضمان وصول المساعدات إلى الأماكن الصحيحة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في إدارة بايدن القول إن «الهدف هنا هو إيجاد طريقة لتحقيق التعاون في كل مبادرة على حدة».
واضافت الصحيفة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه المسؤولية ستقع على عاتق دولة واحدة أو مجموعة
ومن جانبها رات قناة "الأخبار 12"، إن "التحدي الأكبر الذي يُنتظر أن يواجهه المشروع هو كيفية تأمين الشحنات عقب وصولها وتفريغها، مشيرة إلى أن كيانات تابعة لوكالات أمريكية ووكالات أخرى دولية، لم تحددها، هي التي ستتحمل مسؤولية هذا الملف".
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الخطة قائمة على أساس أن الجيش الأمريكي هو الذي سيدشن الميناء البحري والرصيف المتحرك بشكل مؤقت قبالة سواحل غزة، على أن يتضمن مسارًا يقود إلى الشاطئ.
زيارة وفد عسكري لشمال غزة
وأماطت الصحيفة اللثام عن زيارة وفد عسكري أمريكي إلى شمال قطاع غزة وقيامه بفحص النقاط الملائمة لتدشين الميناء، وقالت إن الزيارة جرت بمعرفة إسرائيل، إلا أن المفاجأة تمثلت في السرعة التي تخطط بها واشنطن تلك الخطوة.
ونقلت عن مصدر أمريكي، لم تكشف هويته، قوله إن "جنودًا أمريكيين سيشاركون في إقامة رصيف عائم دون الاضطرار للهبوط على سواحل غزة، إنما ستجري عمليات تدشين الرصيف من خلال سفن تقبع قبالة الساحل".
أما قناة "الأخبار 12"، فقد وصفت قرار بايدن بأنه دراماتيكي، وأكدت على وصول وفد أمريكي قام بجولة شمالي قطاع غزة الشهر الماضي.
مرسي لاستقبال المساعدات من قبرص
وقالت إن الوفد ضم ضباطًا من الجيش الأمريكي، وأنهم حددوا نقطة على خط الساحل شمالي غزة من المتوقع أن يُدشن فيها الميناء، على أن يُقام في المرحلة الأولى مرسى لاستقبال المساعدات القادمة من قبرص.
معبر بري جديد لاستغلال الخيارات الممكنة
المصدر الذي تحدث مع "يديعوت أحرونوت"، ذكر أن عمليات إدخال المساعدات من البر ستتواصل أيضًا، وأن تدشين الميناء يأتي في إطار استغلال كل الخيارات الممكنة لإدخال المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن كل الخطوات ستجري بالتنسيق مع إسرائيل ومع الأمم المتحدة ومع عديد من الدول، وأن فترة التجهيزات تستمر بضعة أسابيع.
ولفت المصدر، إلى أن "الرئيس الأمريكي طلب من الطاقم المكلف بهذا الملف بحث جميع البدائل لإدخال المساعدات دون انتظار مواقف إسرائيل، بغرض زيادة كمية المساعدات إلى سكان غزة".
وبيّن أن إسرائيل بصدد فتح معبر بري جديد شمالي قطاع غزة لإدخال المساعدات، يتيح نقل تلك المساعدات بشكل مباشر للسكان في شمال القطاع، ولا سيما وأنهم الأكثر حاجة، مضيفًا أن الآمال منعقدة على وصول أول شحنة من المساعدات من خلال المعبر البري الجديد الأسبوع المقبل.
مخاطر تواجه إنشاء الميناء
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن خطة الولايات المتحدة لبناء ميناء عائم قبالة ساحل غزة تعد خطوة جريئة لا تخلو من مخاوف جدية من أن الإغاثة التي ستجلبها لن تكون كافية، وستكون متأخرة للغاية بالنسبة للفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة.
وأشارت إلى أن المفتشين الإسرائيليين سيوجدون في ميناء لارنكا القبرصي لفحص شحنات المساعدات، مما يمنح تل أبيب السيطرة على تنظيم التدفق بذريعة التدقيق الأمني.
بدورها، نبهت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى تحذير طواقم الإغاثة من أن الممر البحري الذي اقترحه بايدن لا يمكن له أن يشكل بديلا لفتح مزيد من الطرق البرية للشاحنات.
عامل الوقت والإشراف الإسرائيلي
وأشار خبراء وفق الصحيفة، إلى أن إنشاء البنية التحتية للممر الجديد سيستغرق بعض الوقت، كما أنه لن يحل مشكلة أساسية تتمثل في توزيع المساعدات داخل غزة في ظل تواصل القصف الإسرائيلي العنيف.
أما صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية فقد رأت أن الولايات المتحدة تضع شروطا قاسية لوقف إطلاق النار في غزة، مشددة على أن السلام الدائم لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التنفيذ الكامل والفعال لحل الدولتين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.