فضائل ذكر الله في رمضان وبعده من الشهور
ذكر الله في رمضان، يعد ذكر الله أحد أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلم في غير رمضان، فما بالنا بالذكر في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن كما يقول القرآن الكريم، ولعله من نافلة القول إن نقول أن ذكر الله في رمضان من أرجى وأفضل الأعمال خاصة أنه بشتمل علي جميع العبادات التي أقرها الإسلام وفي هذا الإطار نستعرض معكم فضائل ذكر الله في رمضان وغيره
فضل الذكر
يقول الله جل جلاله في كتابه الكريم: قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ﴾ [سورة البقرة: 152]، ويقول أيضا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [سورة الأحزاب: 41، 42]
وقد أثنى جل جلاله على الذاكرين الله في كل أحوالهم: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ ﴾ [سورة آل عمران 191].
فضائل ذكر الله في رمضان وغيره
1- سبب لأن يكون العبد من السابقين:
ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان، فقال: سيروا هذا جمدان، سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا"؛ رواه مسلم واللفظ له.
وفي الحديث الصحيح أيضا عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت"؛ رواه البخاري ومسلم، وفي الحديث الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت"؛ رواه البخاري.
2- الذاكر لربه في معيته:
ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرَّب إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة"؛ رواه البخاري ومسلم
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدم، إذا ذكرتني خاليًا ذكرتك خاليًا، وإذا ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير من الذين تذكرني فيهم"؛ رواه البزار بإسناد صحيح
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل يقول: أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه"؛ رواه ابن ماجه واللفظ له وابن حبان في صحيحه.
3- يجمع كل الخير ويجمع تحته شرائع الإسلام كلها:
ذكر الله جزءٌ من العبادات، بل هو الجزء الأهم من كل عبادة، فقد أسمى الله الصلاة ذكرًا وأمر بالذكر بعدها، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [سورة الجمعة: 9، 10]
وأما الصيام فإن شهر رمضان هو شهر الذكر كله، فقد أنزل الله فيه الذكر الحكيم، قال جل جلاله في سورة البقرة: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ (185)
وفي الحج: ﴿ فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ﴾ سورة البقرة (200)، وفي الجهاد: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ﴾ سورة الأنفال (245)
وفي الذبح والأكل: ﴿ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ سورة المائدة (4).
وفي الحديث الشريف عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن رجلًا قال: "يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله"؛ رواه الترمذي، فهل بعد هذا اليسر من يسر؟ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عجز منكم عن الليل أن يكابده، وبَخِلَ بالمال أن يُنفقه، وجَبن عن العدو أن يجاهده، فليُكثر ذكرَ الله"؛ رواه الطبراني والبزار واللفظ له.
4- الذكر هو أحب الأعمال إلى الله جل جلاله:
ففي الحديث الصحيح عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أُنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوِّكم، فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله"، قال معاذ بن جبل: ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله؛ رواه أحمد.
وعن مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال لهم: "إن آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله"؛ رواه ابن أبي الدنيا والطبراني واللفظ له.
5- الذكر هو العمل المنجي من عذاب الله:
فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "إن لكل شيء صقالة، وإن صقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع"؛ رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي من رواية سعيد بن سنان واللفظ له
وعن جابر رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما عمل آدمي عملًا أنجى له من العذاب من ذكر الله تعالى، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع"؛ رواه الطبراني في الصغير والأوسط، ورجالهما رجال الصحيح
وعن ثوبان رضي الله عنه قال: لما نزلت والذين يكنزون الذهب والفضة، قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فقال بعض أصحابه: أنزلت في الذهب والفضة لو علمنا أي المال خير فنتخذه؟ فقال: أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه"؛ رواه الترمذي.
6- ذكر الله هو الحصن المنجي من كيد الشيطان:
ففي الحديث الصحيح عن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله أوحى إلى يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنَّ، فكأنه أبطأ بهن فأتاه عيسى، فقال: إن الله أمرك بخمس كلمات أن تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنَّ، فإما أن تخبرهم وإما أن أخبرهم، فقال: يا أخي لا تفعل، فإني أخاف إن سبقتني بهنَّ أن يخسف بي أو أعذب، قال: فجمع بني إسرائيل ببيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعدوا على الشرفات ثم خطبهم، فقال: إن الله أوحى إليَّ بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن: أولاهنَّ لا تشركوا بالله شيئًا، فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهب أو ورق، ثم أسكنه دارًا، فقال: اعمل وارفع إليَّ، فجعل يعمل ويرفع إلى غير سيده، فأيُّكم يرضى أن يكون عبده
كذلك، فإن الله خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئًا، وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا، فإن الله يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت، وأمركم بالصيام، ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك، كلهم يحب أن يجد ريحها، وإن الصيام أطيب عند الله من ريح المسك
وأمركم بالصدقة، ومثل ذلك كمثل رجل أسره العدو، فأوثقوا يده إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه، فجعل يقول: هل لكم أن أفدي نفسي منكم وجعل يعطي القليل والكثير حتى فدى نفسه، وأمركم بذكر الله كثيرًا، ومثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعًا في أثره، حتى أتى حصنًا حصينًا، فأحرز نفسه فيه، وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله"؛ الحديث رواه الترمذي.
7- الاجتماع في مجالس الذكر سبب عظيم لمغفرة الذنوب:
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عز وجل لا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم مناد من السماء: أن قوموا مغفورا لكم، قد بُدِّلت سيئاتكم حسنات"؛ رواه أحمد
وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفَّتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده"؛ رواه مسلم والترمذي وابن ماجه.
8- بعض الأذكار كفارة خاصة للذنوب:
ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من جلس مجلسًا كثُر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك"؛ رواه أبو داود والترمذي.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.