رئيس التحرير
عصام كامل

شعب لا يعرف المستحيل


عن أى إسلام يتكلمون هولاء الذين يحشدون ضِعاف العقول بحجة أن الإسلام وشريعة الله تُحارب . فلم أجد أشد خطراً على الإسلام من هولاء أنفسهم.

يقولون إنهم أطهار ولم نر منهم إلا نجاسة ويتكلمون عن سماحة الإسلام ومثالهم العنف وغلاظة القلب. وجوههم كالحة مصفرة من ممارسة الكذب الأشر فهم يكذبون ويصدقون كذبهم حتى يتقنوا أدوارهم المسرحية القذرة أمام حشودهم ويبكون وتنفر عروقهم من أثر الانفعال لينقلوا هذه الطاقة الكاذبة إلى أجساد بلا عقول لتنفذ ما تأمر به من قتل وتعذيب وخراب.

ولأن الصراخ والعويل والصوت العالى فى الميكروفونات التى تعلو المساجد قد تعود الناس عليها فأصبحت هى لغة الخطابة الوحيدة التى يعتقد معظم خطباء المساجد أنها الأسلوب الوحيد للوصول إلى قلوب الناس فقد أثرت السكوت وسد الأذان لأن الأمور متشابكة وللأسف الخوض فيها يعرض صاحبها لتهمته بالكفر والإلحاد ولكننى لن أكتم خواطرى وأكبتها فكل ما نعيشه اليوم من جراء ممارسات خاطئة لإسلامنا من عقود كثيرة أدت بنا بجماعة تدعى انتسابها إلى الإسلام ولدت ونمت وترعرعت من ثمانين عاما فى قلب مصر وأصبحت تنظيما دوليا إرهابيا له أذرع فى دول كثيرة فى العالم ووصلت إلى حكم مصر فكشف وجهها القذر وسقطت كل الأقنعة التى يختبئون تحتها فطردهم الشعب من الحكم ولكن لم يطردهم من حياته.

إن فُضت الاعتصامات وإن تم القبض على رموز الفساد الإخوانى وقياداتهم وتم محاكماتهم وحتى إقصائهم عن العمل السياسى فلن ينتهى أمرهم بهذه السرعة.

فيمكن أن يعاد التنظيم بشكل مختلف ويمكنهم التواجد فى مجلس الشعب والشورى كمستقلين داخل المجلس ولكنهم ينتمون لتنظيمهم السرى فى نفس الوقت بشكل غير معلن مؤقتاً وكما اكتشفنا أن لهم خلايا نائمة فى الجيش والشرطة والقضاء يمكن أن تُخترق هذه الأجهزة بأسلوب آخر فهم مافيا لهم أساليبهم فى تجنيد أفراد تنظمهم بطرق مختلفة.

لا يمكن أن نتجاهل أتباعهم مهما كانت قلتهم فهم جزء من الشعب رضيت أم لم ترض فمحاربة الغباء بعقولهم هى الخطوة الأولى فيجب تحديث الخطاب الدينى فى المساجد وخلق روح الانتماء فى قلوب الناس لصحيح الدين ودعاته والذى يجب أن يتمثل فى الأزهر الشريف .

فقوة الدول فى قوة ترابط شعبها بكل طوائفه وألوانه وحتى أكون واضحا وضوح الشمس يجب أن ينفتح الشعب على العالم الخارجى بعد أن يكون قد نضج فكرياً وعقائدياً وأصبح قادر على تقبل النقيض والتعايش معه ويكون قد هُيئ للتمازج مع الآخر مؤثراً ومتأثراً فيما يتناسب مع سماته الشخصية.

حتى نتطور ونتقدم وننضج وسط دول العالم يجب أن تتكاتف كل المؤسسات باختلاف اتجاهاتها فى تناغم ووحدة الهدف للوصول إلى هذا.

فمن هنا يمكن أن نحارب الإرهاب بوجهه القذر وسيأتى من يقول الإرهاب الثقافى والغزو الغربى وهذه الخزعبلات القديمة التى أصبحت لا تجدى الآن فنحن يا سادة لدينا فى كل بيوتنا جهاز كمبيوتر على الأقل متصل بتلك الشبكة العنكبوتية العالمية المسماه بالإنترنت الذى يحتوى على كل مبيقات الأرض وكذلك كل علومها وأدبها وحسب صلابة تربيتك لأولادك يكون اختيارهم لما يتصفحونه فلا يمكن مراقبتهم طول الوقت .

وهذا ما يجب أن تكون عليه الشعوب المسلمة المتدينة فيجب أن تكون هى الجاذبة للثقافات لا المنجزبة للإرهاب بأنواعه المختلفة ثقافيا كان أو دمويا. ولا يمكن أن تتطور العقول إلا إذا تطورت البيئة التى تعيش فيها تلك العقول فيجب محاربة الفقر والجهل وما أشد خطراً على الدول من جهل المتعلمين الجامعيين.

فكما قلت لكم فى بداية المقالة الأمور متشابكة ولها جذور متغلغلة فى نفوس البشر من سنوات ولكنها ممكنة الحل والتشكيل فنحن شعب لا يعرف المستحيل.
الجريدة الرسمية