رئيس التحرير
عصام كامل

أغرب عادات الزواج فى واحة سيوة.. المهر ملك خاص للعروس تشترى به ذهبا.. والعريس مكلف ببيت الزوجية.. «الجمار» هدية العريس لحماته يوم السبوع.. وإشهار الزواج بالمسجد الكبير

الزواج فى واحة سيوة،فيتو
الزواج فى واحة سيوة،فيتو

تختلف عادات وطقوس الزواج داخل مصر من مكان لآخر وتختلف عادات الزواج فى محافظات بحرى عنها فى قبلى، والغريب أن يكون داخل المحافظة الواحدة اختلافا، محافظة مطروح تضم واحدة من أجمل واحات مصر «سيوة» التى تتنوع بيئتها البيولوجية وتختلف فيها عادات الزواج عن المحافظة نفسها، وأبرز ما فيها هى الملابس التقليدية المرتبطة بملابس العريس والعروس فى الفرح، وأفراحها التى تستمر ثلاثة أيام، وكل يوم له طقوس وتفاصيل مختلفة للاحتفال.

ومن خلال زيارة نظمتها وزارة البيئة لأعضاء جمعية كتاب البيئة للتعرف على البيئة الطبيعية لمحمية سيوة الموجودة وسط الواحة، تعرفنا على بعض العادات الاجتماعية لسكان واحة سيوة والمحمية بصفة خاصة اخترنا منها التنقيب عن عادات الزواج فى سيوة من خلال إبراهيم باغ مدير محمية سيوة وعريس حديث من عرسان الواحة فقال: للفتيات فى واحة سيوة ظروف خاصة فى المعيشة بحكم أن الواحة مجتمع مغلق بعيد عن الأماكن المعمورة، فمثلا يسمح للفتيات قبل الزواج المشاركة فى الاحتفالات الشعبية، كاشفة نصف شعرها بمصاحبة والدها أو أخيها، بينما لا يسمح للمرأة المتزوجة بالخروج أو مخالطة الرجال، تخرج إلى الطريق فى الضرورة القصوى ولكنها تغطى كل جسدها ووجهها بملاءة زرقاء تسمى «طرفوط»، أو ترتدى شالا يغطيها من رأسها حتى قدميها ويسمى «فوطة السيويين».

 

عند الزواج يحجز العريس العروس منذ طفولتها وهى فى الثامنة تقريبا فإذا وافق والدها أصبحت له، وهنا على العريس أن يضع 1000 جنيه فى الصينية التى تقدم له، ويجلس أهله مع العروس وأمها، ويجلس العريس مع أبيها والرجال ويقرأ الفاتحة ويتفق على المهر الذى لا يقل عن 15 ألف جنيه وعلى ميعاد الفرح أيضا.

وعادة حجز البنات تراجعت كثيرا عن الماضى بسبب انتشار تعليم الفتيات داخل الواحة والذى يقتصر على المرحلة الثانوية إلا القليل منهن التى تدخل الجامعة..  وتتزوج فى الثامنة عشر.

ويستطيع العريس أن يختار عروسه من خلال حضورها عيد الصلح أو السياحة الذى يأتى فى شهر أكتوبر ويقام عند ساحة جبل الدكرور، وهو موسم حصاد البلح والزيتون داخل الواحة وفيه تخرج الفتيات للتنزه بصحبة والدها ليراها الشاب السيوى ويتقدم لخطبتها، وبعد أن يختار العريس تدق الدفوف فى أركان الواحة يصاحبها أصوات الغناء (خمسة وخميس عروستنا جاها العريس، خمسة وخميس قدرها عالى مش خسيس ).

الاستحمام فى عين العرايس من العادات التى احتفظ بها أهل الواحة هى ذهاب العروسين لبئر العرائس وتسمى عين «طموس»، مع أخواتها وصديقاتها للاستحمام فى البئر وهذا بعد زفة كبيرة داخل الواحة، وفى المساء يذهب العريس مع أصدقائه للاستحمام هناك أيضًا.

من تقاليد الزواج فى سيوة أن تمتد مراسم الزواج إلى 3 أيام ـ الأربعاء والخميس والجمعة ـ وتتزين العروس بعمل 99 ضفيرة فى شعرها، تحمل كل ضفيرة اسما من أسماء الله الحسنى، وتضع على شعرها زيت الزيتون وتلونه بالحناء، ويوم الفرح ترتدى العروس سبعة فساتين مختلفة فوق بعضها، الأول أبيض شفاف، والثانى أحمر شفاف، والثالث أسود، والرابع أصفر، والخامس أزرق، والسادس من الحرير الوردي، والسابع الخارجى يكون مطرزًا بكلف حول الرقبة، ويفصل على شكل حرف تى، ويتم تزيين ثوب الزفاف بالحلى على شكل قرص الشمس رمزا للمعبود آمون، وكذلك أغطية الرأس والأحزمة والطرح المشغولة وأقنعة الوجه المليئة بالعملات الفضية أو الذهبية، وبعد الاستحمام وارتداء ثوب الفرح تذهب العروس فى موكب صاحباتها وأهلها إلى مقام سيدى سليمان التماسا للبركة، وكذلك يفعل العريس بعد العروس ولكنهما لا يلتقيان هناك.

ومن عاداتهم فى «سيوة» أن مهر العروس تشترى به ذهبا فقط، ووالدها غير ملزم بتجهيزها، أما العريس فيقوم بتجهيز البيت وشراء العفش والأجهزة والفرش وكل شيء، والفرح منقسم لقسمين فرح خاص بالسيدات وآخر للرجال وكل منهما له طابعه المختلف عن الآخر.

ترتدى العروس يوم الزفاف الفستان الأسود المطرز عقب زفافها بالفستان الأبيض وذلك بعد انتهاء الفرح وانتقالها إلى بيتها الجديد مع العريس بصحبة خمس سيدات من أسرة العريس، تعبيرا عن حزنها على فراق بيت أبيها الذى نشأت وتربت فيه.

قبل الفرح بثلاثة أيام بالليل تأتى الحنانة إلى العروس لرسم الحنة على يديها، ويوم الأربعاء تحضر قريبات العريس إلى منزل العروس للرقص والغناء، بينما يقوم الرجال بعقد القران فى المسجد الكبير ويعلن عقد القران أكبر أفراد أسرة العروس سنا ويسمى بالبرع أو الشيخ.

ويوم الخميس الساعة الرابعة ترتدى العروس الفستان الأبيض حتى نهاية السهرة فتأتى خمس سيدات من أقارب العريس لاصطحابها إلى منزلها الجديد.

يقام شادر كبير للفرح يوم الخميس، الأجواء مزدحمة داخل الشادر أناس كثر يدخلون للتهنئة وأخرين يجلسون لتناول الغداء، والأطفال يحملون الصوانى ويساعدون الشباب فى خدمة الضيوف، والعريس يجلس مع كل مجموعة بضع دقائق تحية لهم، وهناك خارج الشادر توجد منضدة صغيرة يجلس عليها فتيان وأمامهم كراسة يدونون فيها نقطة العريس، وهى عبارة عن كشف مقسم إلى خانات واحدة لاسم العريس وأخرى للمبلغ المدفوع وأخرى للعنوان، كى يكون من السهل رد هذه المبالغ فى المناسبات الخاصة بها، ولا يوجد شرط معين لمبلغ النقطة فبحسب مقدرة الضيف، وعن مستلم النقطة هو شخص مقرب للعائلة أو قريب من الدرجة الأولى.

وفى الصباحية تذهب أخوات العروس اللاتى لم يتزوجن يزورونها وحدهن، وبعدما يعودون وتقوم عمتها وخالتها وأخواتها المتزوجات بزيارتها، وبالليل يذهب أبوها ليبارك لها، لكن أم العروسة تذهب لها بعد رابع يوم من الفرح، وغالبا فى “السبوع”، وينتهى الفرح بالنسبة لأهل العروسة.

وأخيرا يوم السبوع، حيث تزور الأم ابنتها للاطمئنان عليها، ونظرا لأن أشهر زراعات واحة سيوة هى زراعة النخيل، حيث تعد عصب الاقتصاد ومصدر الرزق الأول للشباب السيوي، يهدى العريس حماته ‹قلب نخلة› أو كما يطلق عليها بالسيوية ‹الجمار› مضحيا بأغلى ما يملك فى سبيل تقديم السيدة أغلى ما تملك له وهى ابنتها كرمز للتقدير.

الجريدة الرسمية