صيد ومراقبة الطيور المهاجرة.. سياحة موسمية مهمة هجرتها الفيوم منذ سنوات
الطيور المهاجرة، تتمتع محافظة الفيوم بظاهرة تميزها عن غيرها من المحافظات المصرية، وتحدث مرتين في العام، هي ظاهرة عبور الطيور المهاجرة بصحرائها مرة في شهر أكتوبر من كل عام، تعبر الطيور من الشمال إلى الجنوب، ومرة في شهر مارس عندما تعود من الجنوب إلى موطنها الأصلي في الشمال.
وعرف أبناء الفيوم هذه الظاهرة منذ عام 1800 من الميلاد، وبسبب هذه الظاهرة نشأت لديهم هواية جديدة، عرفت بعد ذلك باسم هواية، صيد ومراقبة الطيور المهاجرة، ثم تحولت إلى نوع من أنواع السياحة.
تحول ظاهرة الطيور المهاجرة الي سياحة دولية
وحول أهل الفيوم صيد الطيور، إلى سياحة رائجة، في فترة ماقبل ثورة 1952، ولأنهم يعرفون الكثير عن فنون السياحة، فقد بدأوا في تسويق سياحة جديدة، لجيرانهم من الدول العربية وبعض الدول الأوروبية حتى وصل صيتها إلى كل دول أوروبا، والأوروبيون مولعون بالطيور، فتوافد إلى مصر عشرات ومئات من السائحين في موسم الهجرة، لمراقبة الطيور.
وبدأ الأوروبيون يتوافدون إلى مصر بصفة عامة، والفيوم بشكل خاص، مع طط بداية فصلي الربيع والخريف، لكن حضورهم إلى مصر لم يأخذ شكل جماعي أو أفواج سياحية، بعد ثورة 1952، وحتي الان مازالت هذه السياحة تحتاج إلى ترويج، علي الخريطة السياحية.
أهم حدث سياحي لمراقبة الطيور في مصر
وكان أهم حدث سياحي، لصيد ومراقبة الطيور، كان في سنة 1970 عندما نظم متحف التاريخ الطبيعي بالولايات المتحدة الأمريكية، بالتعاون مع المنظمة الملكية لحماية الطيور، رحلة إلى مصر، ومحافظة الفيوم، لمراقبة الطيور المهاجرة، إلى بحكم الموقع الجغرافي لمصر الذي يتوسط القارات القديمة الثلاث، إفريقيا وأوربا وآسيا.
هذا الموقع المتميز جعل صحراء مصر الغربية تقع على خط هجرة طيور في العالم، ويعبرها ملايين الطيور سنويا، من أوروبا وتركيا وروسيا وغرب آسيا وشمال افريقيا، هربا من الصقيع أو لأنه موسم التكاثر لبعض الأنواع.
الفيوم الطريق الرئيسي لعبور الطيور
وغرب محافظة الفيوم هو الطريق الرئيسي لعبور الطيور، من أوروبا إلى جنوب أفريقيا وشرق آسيا، مع بداية فصل الخريف، وتعود إلى موطنها الأصلي، مع بداية فصل الربيع.
وفي فترة رواج سباحة صيد ومراقبة الطيور، أنشأت المحافظة عدد كبير من الأكشاك الخشبية، في صحراء وادي الريان، وزودتها بتليسكوبات ونظارات معظمة تساعد السائحين على الرؤية الجيدة لأسراب الطيور، أثناء الطيران في سماء الفيوم، إلا أن يد الإهمال طالت هذه الأكشاك وتلاشت تماما.
مصر تهتم بالطيور المهاجرة منذ الفراعنة
وسجل تاريخ حركة حماية، الطيور في العالم، أن مصر أول دولة في العالم اهتمت بالحفاظ علي الطيور المهاجرة، ورصدت الآثار الفرعونية، 76 نوعًا من الطيور على جدران معابدها، منذ 4000 سنة، واتخذت من الطيور رموزًا لخروف اللغة الفرعونية القديمة.
ومع بداية فصل الشتاء في أوروبا ترصد وزارة البيئة، 244 نوعًا من الطيور تهرب من الصقيع في الشمال، إلى جو مصر الدافئ.
تتخذ الطيور المهاجرة من شواطئ البحر الأحمر مقرها المفضل، خاصة، طيور اللقلق وبعص الأنواع من الجوارح، كما تتكاثر طيور النورس على نهر النيل وروافده.
نقاط تجمع المرور المهاجرة في مصر
ويوجد بمصر 34 نقطة لتجمع الطيور المهاجرة، هي بحيرات، ناصر، والبردويل، وادكو، والمنزلة، والمرة، ومحمية الزرانيق، ووادي النطرون، ووادي الريان، وجزيرة وادي الجمال، وجزيرة الزبرجد.
وتتخذ الصقور النادرة، وطيور الخضراوي، والكوركي، والزرقاوي، والبجع، والبلسان، والبشاروش، من الفيوم مستي لها، تتراوح سرعة طيران الطيور مابين 30 و35 كيلو متر في الساعة، وعلى ارتفاع طيران يصل إلى 9 آلاف متر.
والسمان له رحلتي هجرة سنويا إلى مصر الاولي في فصل الخريف، الثانية في فصل الربيع، في شهر مارس واليمان من الطيور المسموح بصيدها في محافظة الفيوم.
إنشاء مدينة سياحية لمراقبة الطيور
يذكر أن وقت أن كان إبراهيم محلب، بتولي رئاسة وزراء مصر، كان يدرس إنشاء مدينة سياحية على مساحة 400 فدان، في شمال بحيرة قارون، وستهدف جذب 600 ألف سائح محلي، وتضم نادي لصيد ومراقبة الطيور المقيمة والمهاجرة، وشاشات عرض يتم فيها رؤية ومراقبة الطيور.