حدث في 22 رمضان، المسلمون ينتصرون على الفرنجة في معركة حارم
حدث في رمضان، في مثل هذا اليوم 22 رمضان عام 559 هجريا حقق المسلمون نصرًا على الفرنجة في معركة حارم بقيادة السلطان نور الدين زنكي.
تفاصيل معركة حارم ضد التحالف الصليبي
موقعة حارم أو معركة حارم هي معركة حدثت في 12 أغسطس 1164 ( في 22 رمضان 559 هـ) في قرية حارم بسوريا بين جيش نور الدين زنكي وتحالف ضم كلا من كونتية طرابلس وإمارة أنطاكية والإمبراطورية البيزنطية والأرمن. وحقق فيها نور الدين زنكي نصرا ساحقا، وتم أسر معظم قادة التحالف الصليبي.
بعد هزيمة نور الدين زنكي سنة 1163 م في معركة البقيعة عندما جمع عساكره ودخل بلاد الفرنج ونزل في سهل البقيعة تحت حصن الأكراد محاصرًا لها، عازمًا على قصد طرابلس وأخذها، فباغته الفرنجة نهارًا وبأعداد ضخمة في معركة البقيعة وكاد أن يقتل نور الدين فيها إلا أنه استطاع أن ينجو على فرسه حتى نزل على بحيرة قدس بالقرب من حمص في موضع يبعد أربعة فراسخ عن مكان المعركة.
في سنة 1164 خرج الملك عمورى الأول (أمالرك الأول) ملك مملكة بيت المقدس لقتال أسد الدين شيركوه بمصر، جاعلا مملكته سهلة الوصول من قبل المسلمين من قبل الشرق، فاستغل نور الدين تلك الفرصة، وراسل الأمراء يطلب العون والنصرة، فجاءه المدد من أخيه قطب الدين مودود في الموصل وكذلك الأرتقيون في الجزيرة وديار بكر، فبدأوا بحصار مدينة حارم في رمضان 559 هـ / أغسطس 1164 م.
كما قال وليم الصوري: تمركز بقواته حول الحصن بطريقة عادية ثم بدأ هجومه بموجة جعل أهل المدينة لا يتمكنون من الراحة.
خطة عسكرية وفخ محكم ضد الصليبيين
وطلب حاكم قلعة حارم مساعدة الصليبيين لمواجهة جيش نور الدين زنكي القادم إليه فأتى ريموند الثالث وبوهيموند الثالث وجوسيلين الثالث لفك الحصار عن المدينة.
وقد انضموا إلى كونستنتين كالامانوس حاكم قلقيلية البيزنطي، وكذلك توروس ملك أرمينيا وهيو الثالث وغيرهم من الأمراء الصليبيون.
فعندما تقدم الصليبيون بجيوشهم، مستلهمين من النصر في معركة البقيعة، ولكن دون اهتمام بقواعد الانضباط العسكري.. وتوزعوا بشكل متهور، فانسحب المسلمون من مدينة حارم واشتبكوا معهم بالقرب من ارتاح.
ووقع صدام مروع حيث طبق المسلمون خطة عسكرية وهي التظاهر بالانسحاب، فقد هجم الفرنج في البداية على ميمنة الجيش الإسلامي حتى تراجعت الميمنة وبدا وكأنها انهزمت، وكانت تلك خطة من قبل المسلمين لكي يلحق فرسان الفرنج فلول الميمنة، ومن ثم تنقطع الصلة بينهم وبين المشاة من قواتهم، فيتفرغ المسلمون للقضاء على المشاة، فإذا رجع الفرسان لم يجدوا أحدًا من المشاة الذي كانوا يحمون ظهورهم. فحدث ما كان متوقعا، حيث وقع الصليبيون في الكمين، مما أتاح المسلمين أن يطبقوا على فلول المشاة ولم ينج من القتل إلا من وقع في الأسر.
والوحيد الذي لم ينجر وراء الكمين كان توروس الأرمني الذي فضل الهروب من الكارثة والسلامة بنفسه.
وكان ممن وقع في الأسر بوهمند أمير انطاكية وريموند كونت طرابلس وقسطنطين البيزنطي وهيو، حيث جرى ربطهم بالحبال سويا ونقلهم إلى حلب. وحسب ابن الأثير فقد قتل من الصليبيين حوالي عشرة آلاف شخص.
نور الدين زنكي
وصاحب هذه المعركة هو الملكُ العادلُ أبو القاسمِ نور الدين محمود بن عمادِ الدِّين زَنْكِي (511 - 569 هـ / 11 فبراير 1118 - 15 مايو 1174) وهو ابن عماد الدين زنكي بن آق سنقر. يُلقَّب بالملك العادل، ومن ألقابه الأخرى ناصر أمير المؤمنين، تقيّ الملوك، ليث الإسلام، الخليفة الراشد، كما لُقِّب بنور الدين الشهيد مع أن وفاته بسبب المرض. وهو الابن الثاني لعماد الدين زنكي. حكم حلب بعد وفاة والده، وقام بتوسيع إمارته تدريجيًّا، كما ورث عن أبيه مشروع محاربة الصليبيين.
وشملت إمارته معظم الشام، وتصدى للحملة الصليبية الثانية، ثم قام بضم مصر لإمارته وإسقاط الفاطميين والخطبة للخليفة العباسي في مصر بعد أن أوقفها الفاطميون طويلا، وأوقف مذهبهم. وبذلك مهَّد الطريق أمام صلاح الدين الأيوبي لمحاربة الصليبيين وفتح القدس بعد أن توحَّدت مصر والشام في دولة واحدة. تميَّز عهده بالعدل وتثبيت المذهب السنِّي في بلاد الشام ومصر، ونشر التعليم والعناية بالصحَّة في إماراته، ويعده البعض سادسَ الخلفاء الراشدين.
وضع نور الدين نصب عينيه قتال الصليبيين منذ بداية استلامه لإمارة حلب وإنهاء جميع معاقل الصليبيين في بلاد الشام، وكان هدفه تحرير القدس، حتى أنه أمر ببناء منبر سنة 563 هـ / 1168م ليضعه في المسجد الأقصى بعد أن يقوم بفتح المدينة وقد صنع هذا المنبر في دمشق بواسطة مهرة الحرفيين من دمشق وحلب. نُقل هذا المنبر بالفعل إلى القدس بعد فتحها على يد صلاح الدين الأيوبي ودعي هذا المنبر فيما بعد بمنبر صلاح الدين.
قبل الحملة الصليبية الثانية
بدأ نور الدين بمقاتلة الصليبيين مباشرة بعد استلامه الحكم وأولى المعارك كانت محاولة الصليبيين استرجاع الرها، والتي انتهت بسيطرة نور الدين على تلك الإمارة. في نفس العام تمرد توتنتاش والي بصرى على معين الدين أنر أمير دمشق والتي كانت تابعة إلى إمارة دمشق. طلب توتنتاش مساعدة الصليبيين في تمرده وتحركت جيوش الصليبيين بناء على ذلك متجهة إلى دمشق. فما كان من معين الدين إلا أن يطلب المعونة من نور الدين، رغم القلق الذي كان ينتاب معين الدين من أطماع نور الدين في دمشق. أرسل نور الدين الرسل لطلب الزواج من أبنة معين الدين خاتون، ليبث الطمأنينة في قلب الأخير. التقى الجيش الحلبي والدمشقي في بصرى واستطاعوا أن يقضوا على التمرد بسرعة. من ثم توجهوا لملاقاة الجيش الصليبي الذي تراجع إلى القدس من دون حدوث أي مواجهة تذكر. حصل نور الدين على مدينة حماة مكافأة له على مساعدته لدمشق.
في سنة 542 هـ سيطر نور الدين على مناطق واسعة في بلاد الشام وخصوصا تلك التابعة لإمارة أنطاكية مثل: ارتاح، مابولة، بصرفوت، كفر لاثا، البلاطة وبسرفوت.
وتوالت حروب نور الدين مع الصليبيين بعد الحملة الصليبية الثانية والتي ما لبثت أن بدأت مباشرة بعد فشل الحملة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.