رئيس التحرير
عصام كامل

حدث في 24 رمضان، وضع حجر الأساس لمسجد عمرو بن العاص

مسجد عمرو بن العاص،
مسجد عمرو بن العاص، فيتو

حدث في رمضان، في مثل هذا اليوم 24 من الشهر المعظم  من العام الـ 20 للهجرة بدأ الشروع في بناء مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط.

شكَّل الفتحُ الإسلامي لمصر امتدادًا لِفتح الشَّام، وقد وقع بعد تخليص فلسطين من يد الروم، وقد اقترحهُ الصحابيّ عمرو بن العاص على الخليفة عُمر بن الخطَّاب بِهدف تأمين الفُتوحات وحماية ظهر المُسلمين من هجمات الروم الذين انسحبوا من الشَّام إلى مصر وتمركزوا فيها. ولكنَّ عُمرًا كان يخشى على الجُيوش الإسلاميَّة من الدخول لِأفريقيا ووصفها بأنَّها مُفرِّقة، فرفض في البداية، لكنَّهُ ما لبث أن وافق، وأرسل لِعمرو بن العاص الإمدادات، وقاد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب جيشًا إسلاميًّا قدِمَ من الشام، فتوجَّه بجيشه صوب مصر عبر الطريق الذي سلكه قبله قمبيز والإسكندر، مُجتازًا سيناء مارًّا بِالعريش والفرما.

أقوى حُصون مصر الروميَّة

 

 ثُمَّ توجَّه إلى بلبيس فحصن بابليون الذي كان أقوى حُصون مصر الروميَّة، وما أن سقط حتَّى تهاوت باقي الحُصون في الدلتا والصعيد أمام الجُيوش الإسلاميَّة. وقد تمَّ لعمرو بن العاص الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندريَّة في يده سنة 21هـ المُوافقة لِسنة 642م. وعقد مع الروم مُعاهدة انسحبوا على إثرها من البلاد وانتهى العهد البيزنطي في مصر، وإلى حدٍ أبعد العهد الروماني، وبدأ العهد الإسلامي بِعصر الوُلاة، وكان عمرو بن العاص أوَّل الولاة المُسلمين، وقام بإنشاء مدينة الفسطاط وأصبحت ولاية إسلامية تابعة للخلافة وقاعدة لانطلاق الفتوحات الإسلامية في شمال أفريقيا.

ويعد مسجد عمرو بن العاص هو أول مسجد في القاهرة، وثاني أقدم مسجد في مصر، ذلك بعد مسجد سادات قريش بمحافظة الشرقية، والذي تم بناؤه بعد أن  دخل عمرو  بن العاص مصر من الشرق، ولم يجد مقاومة تذكر إلا قرب مدينة بلبيس، وذلك في سنة 18 هجريًا، وسقط فيها عدد من شهداء المسلمين أثناء قتالهم مع الحامية الرومانية، وكان الروم قد تحصنوا فيها بقيادة الأرطبون، وكان بها "أرمانوسة" ابنة المقوقس، وقد جهزها بأموالها وجواريها وغلمانها وهي في طريقها نحو قيسارية لِتتزوج من قسطنطين بن هرقل، وتكريما لهم تم إنشاء مسجد يحمل اسم سادات قريش. 

مسجد عمرو بن العاص، فيتو

في عام 21 هجريًّا، اختار عمرو بن العاص مكانًا فريدًا لانشاء مسجد جامع، وكانت تلك المنطقة في ذلك الوقت عبارة عن حديقة مملوكة لقيسبة بن كلثوم، طلبها منه وقد وعده بأن يعوضه، ولكن قيسبة تبرع بها، وكان الموقع يقع في منتصف مدينة الفسطاط العاصمة، بلغت مساحته وقت بنائه حوالي 23 مترًا في 13 مترًا، وكان يطل علي النيل من الناحية الشمالية الغربية، في البداية عندما تم الإنشاء، كانت الأرض يغطيها الحصي، والسقف صُنع من الجريد المحمول علي أعمدة من جذوع النخل نفسه، وكان للجامع ستة أبواب من كل جانب عدا جانب القبلة، وكان به بئرا سُمي بالبستان يستخدمه المُصلين للوضوء والشرب.

 

لم يكن للجامع صحن أو مئذنة، كما لم يكن له محرابًا، ولكن كان يحتوي علي منبرًا بناه عمرو بن العاص، ولكن الفاروق عمر بن الخطاب أمر بإزالته، وذلك بعد أن قال لعمرو بن العاص: "أما حسبك أن تقوم قائمًا، والمسلمون جلوس عند عقيبيك"، وقد أشرف على بناء القبلة ثمانون رجلًا من الصحابة منهم الزبير ابن العوام، والمقداد بن الأسود، وعبادة بن صامت، وأبو الدرداء، وأبو ذر الغفاري، وكانت دروس الفقه تعقد في حلقة حول المدرس الذي يجلس إلي أحد الأعمدة، ويعتبر مؤسس مدرسة مصر الدينية، هو عبدالله بن عمرو بن العاص.

مسجد عمرو بن العاص

مسجد عمرو بن العاص كان يسمى أيضًا بمسجد الفتح والمسجد العتيق وتاج الجوامع، ويقع جامع عمرو بن العاص شرق النيل عند خط طول 31 13 59 شرق، وعند خط عرض 30 0 37 شمال.

وكانت مساحة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعًا في 30 ذراعًا وله ستة أبواب، وظل كذلك حتى عام 53هـ / 672م حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته مسلمة بن مخلد الأنصاري والي مصر من قبل معاوية بن أبي سفيان وأقام فيه أربع مآذن، لكن أهم تلك التعديلات كانت في عهد قرة بن شريك والي مصر أثناء خلافة الوليد بن عبد الملك الأموي، وذلك خلال الفترة من عامي 709 حتي 715 ميلادي، فقد قام  بهدمه وزاد في مساحته وأنشأ فيه محرابًا مجوفًا، ومنبرًا خشبيًّا ومقصورة، وفي الدولة العباسية، ابان حكم المأمون، وكان الوالي علي مصر عبد الله بن طاهر، قام بتوسعتة المسجد حتي وصل إلي 112 مترًا في 120 مترًا، في عهد الدولة الطولونية، قام خماروية ابن طولون بإعادة عمارة ما تهدم من المسجد، وهو ما كلف 6400 دينار.

 

تعرض مسجد عمرو بن العاص للحريق والتخريب والهدم بسبب حريق نشب في مدينة الفسطاط، فقد قام الوزير شاور بن مجير السعدي، وزيرا الخليفة العاضد لدين الله الفاطمي، بإشعال النار في المدينة خوفًا من أن يستولي عليها الصليبيين، فتهدم المسجد، وبعد أقل من أربعة سنوات حكم صلاح الدين الأيوبي مصر، وفي عهده أمر بإعادة إعمار المسجد من جديد، فأعيد بناء صدر الجامع والمحراب الكبير الذى تغطى بالرخام، وخلال حكم والي مصر مراد بك، الدولة المملوكية، قام بتجديد سقفه وفرشه بالحصر وعلق به القناديل، وذلك خلال فترة حكمة خلال عامي 1784 و1785، وقد أثبت قيامه بهذا التجديد على أربع لوحات رخامية، وكان يصلي فيه الجمعة الأخيرة من رمضان، وصار ذلك نهج لبعض حكام المماليك وما جاء بعدهم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية