رجل يهدد عرش نتنياهو.. زيارة بيني جانتس لـ واشنطن تثير ذعر اليمين المتطرف في إسرائيل، ومحللون: الإدارة الأمريكية تتحدى رئيس حكومة الاحتلال
بيني جانتس، اسم تردد مؤخرا داخل الشارع الإسرائيلي كمرشح قوي لرئاسة حكومة الاحتلال خلفا لـ بنيامين نتنياهو " الذي يواجه أسهم الانتقادات من قبل مختلف التيارات السياسية في إسرائيل عقب الفشل في التصدي إلى هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي والتعامل مع ملف الرهائن المحتجزين لدى حماس، وهو الأمر الذي جعل الكثير من الأحزاب الإسرائيلية والمجتمع الإسرائيلي طرح اسم وزير دفاع الاحتلال الأسبق وعضو مجلس الحرب "بيني جانتس" لتشكيل الحكومة المقبلة.
زيارة جانتس لـ “ واشنطن ” تثير غضب نتنياهو
ومع الحديث عن قرب التوصل الي اتفاق تهدئة في غزة قبل حلول شهر رمضان، أعلن عضو كابينت الحرب بيني جانتس عن زيارة الي واشنطن يقابل خلالها نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس، وهي الزيارة التي تثير غضب نتنياهو، خاصة مع توتر العلاقات بين ادارة بايدن ورئيس حكومة الاحتلال منذ توليها مقاليد الحكم نهاية 2022 مرورا بالعدوان على غزة الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في العلاقات بين الحكومتين.
الإدارة الأمريكية تتحدى نتنياهو
ويرى مراقبون أن استضافة كاملا هاريس لـ " بيني جانتس" في الوقت الراهن بالعاصمة الأمريكية، هي خطوة شكلت تحديا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويلتقي جانتس، المنافس السياسي الوسطي لنتنياهو، عددا من كبار المسئولين في إدارة الرئيس جو بايدن هذا الأسبوع، وبينهم هاريس، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن ومنسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط بريت ماكجورك وجيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، فيما يتواجد الرئيس جو بايدن في كامب ديفيد، المنتجع الرئاسي خارج واشنطن، حتى الثلاثاء.
من المقرر أيضا أن يجتمع جانتس مع زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.
التقى جانتس الأحد مع كبيرة الدبلوماسيين الأمريكيين لشئون الشرق الأوسط، باربرا ليف، ومستشار وزارة الخارجية ديريك شوليت قبل اجتماعاته في البيت الأبيض، وفقا لمسئولين في الإدارة غير مخولين بالتعليق علنا وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم.
دعوة كاملا هاريس لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
خلال نهاية الأسبوع، وجهت هاريس دعوة قوية للتوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار في غزة، والذي يقول مسؤولو الإدارة إنه سيوقف العدوان على غزة لمدة 6 أسابيع على الأقل، كما ضغطت على إسرائيل لعدم عرقلة المساعدات التي يحاول عمال الإغاثة إدخالها إلى المنطقة. ويدعو البيت الأبيض إلى هذا الاتفاق الإطاري منذ أسابيع.
قالت هاريس خلال تواجدها في مدينة سيلما بولاية ألاباما الأحد: "نظرا لحجم المعاناة الهائل في غزة، يجب أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار خلال الأسابيع الستة المقبلة على الأقل، وهو المطروح حاليا على الطاولة، والذي سيؤدي إلى تحرير الرهائن وإدخال قدر كبير من المساعدات".
وتابعت هاريس: "سيسمح لنا هذا ببناء شيء أكثر استدامة لضمان أمن إسرائيل واحترام حق الشعب الفلسطيني في الكرامة والحرية وتقرير المصير".
فيما رسمت هاريس صورة قاتمة لمعاناة الأطفال من سوء التغذية والموت في غزة، شددت على ضرورة بذل الحكومة الإسرائيلية المزيد من الجهد لزيادة تدفق المساعدات.
وأضافت هاريس: "لا توجد أعذار. يتعين على إسرائيل أن تفتح معابر حدودية جديدة، وليس فرض "قيود غير ضرورية" على توصيل المساعدات وحماية العاملين في المجال الإنساني وقوافل المساعدات الإنسانية من أن تصبح أهدافًا والعمل على استعادة الخدمات الأساسية وتعزيز النظام كي يتسنى وصول المزيد من الغذاء والماء والوقود للمحتاجين.
وافقت إسرائيل على الصفقة من حيث المبدأ، بحسب مسؤول بارز في إدارة بايدن، وشدد البيت الأبيض على أن المسؤولية تقع على عاتق حماس من أجل إتمام الاتفاق.
اقرأ أيضا.. هدنة الـ 6 أسابيع في غزة.. تفاصيل صفقة مرتقبة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس برعاية مصرية قطرية.. وبايدن يضغط بإقرار الاتفاق قبل رمضان
اتساع الخلاف داخل القيادة الإسرائيلية
ومن جهته قال مسئول في حزب الليكود اليميني المتطرف، الذي يتزعمه نتنياهو، إن جانتس لم يحصل على موافقة رئيس الوزراء من أجل اجتماعاته في واشنطن.
وأضاف أن نتنياهو وجه كلمات قاسية لجانتس، ما يسلط الضوء على اتساع الخلاف داخل القيادة الإسرائيلية بعد ما يقرب من 6 أشهر من بدء الحرب.
يُنظر إلى جانتس بحسب تقرير نشرته " سكاي نيوز " الإخبارية، الذي تظهر استطلاعات الرأي أنه سيحظى بدعم كاف لتولي رئاسة الوزراء إذا أجريت الانتخابات اليوم، على أنه معتدل سياسيا، لكنه لا يزال غامضا بشأن وجهة نظره حول الدولة الفلسطينية. وهو عضو في حكومة الحرب ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه قوة معتدلة. ومن المفترض أيضا أن يترك الحكومة عندما تنخفض وتيرة القتال العنيف، الأمر الذي من شأنه أن يزيد الضغط لإجراء انتخابات مبكرة.
حتى الا ن، لا تزال الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة خافتة بسبب الحرب، لكن المحللين يعتقدون أنه عندما يترك جانتس الحكومة، فإن ذلك سيرسل إشارة إلى الجمهور الإسرائيلي مفادها أن الحاجة إلى الوحدة الوطنية قد انتهت وأن الجهود الرامية إلى الإطاحة بحكومة نتنياهو يمكن أن تبدأ بشكل جدي.
من جانبه، يعتزم جانتس تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، والدعم لحرب إسرائيل، والضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، بحسب مسئول إسرائيلي آخر.
من ناحية أخرى، قال تحليل لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن دعوة الإدارة الأمريكية للوزير جانتس، لزيارة واشنطن، "رسالة إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو".
جانتس يسعى الي كسب ثقة الإدارة الأمريكية
تحليل "هآرتس" الذي كتبه، مراسلها في واشنطن، بن صامويلز، لفت إلى أن زيارة جانتس إلى واشنطن "تظهر حتما أن هناك شخصا في الحكومة الإسرائيلية يجد المسؤولون الأمريكيون أنه يستحق ثقتهم، بعد إضافة الأشهر الخمسة الماضية إلى عدم الثقة والشك تجاه نتنياهو".
وبحسب التحليل، سبق وأن قام جانتس بـ"زيارة سرية إلى واشنطن قبل أيام من عملية طوفان الأقصى عندما كانت إدارة بايدن تحاول الدفع بالعلاقات الإسرائيلية السعودية نحو التطبيع".
يقول الكاتب في الصدد "بعث اجتماعه مع سوليفان في ذلك الوقت، وكان وقتها مجرد رئيس لحزب معارض برسالة واضحة إلى نتنياهو والمؤسسة السياسية الإسرائيلية والشرق الأوسط الكبير على حد سواء مفادها أن هذا هو الرجل الذي يعتقد الرئيس بايدن أنه قادر على المساعدة في وضع إسرائيل على المسار المتوافق مع أهداف السياسة الأمريكية".
اجتماعات الإدارة الأمريكية مع السياسيين الإسرائيليين
وهذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها مسئولو إدارة بايدن أنظارهم نحو سياسيين إسرائيليين ليسوا في السلطة.
ويشمل ذلك اجتماع كبار المسؤولين الأميركيين مع زعيم حزب "يش عتيد" يائير لابيد عندما كان من المقرر أن يصبح نفتالي بينيت رئيسا للوزراء في عام 2021، واجتماعات أخرى مع جانتس ووزير الدفاع يوآف جالانت "تم الإعلان عنها بضجة تعادل تلك التي تحدث مع زيارات نتنياهو" يقول الكاتب الذي أشار إلى أن البيت الأبيض "لن يعترف صراحة بمثل هذا الشيء".
وقال مسئول في البيت الأبيض عن اجتماع جانتس مع هاريس "إن اجتماع نائبة الرئيس هو جزء من جهودنا المستمرة للتعامل مع مجموعة واسعة من المسؤولين الإسرائيليين بشأن الحرب في غزة والتخطيط لليوم التالي".
ولفت التحليل العبري: لكن الأمريكيين يستمرون في الإصرار علنا على أن نتنياهو هو رئيس الوزراء وسيتعاملون معه على هذا النحو، بغض النظر عن الاختلافات السياسية".
ولم يعترف المسئولون الأمريكيون قط، وفق الكاتب، بـ"مقاطعتهم لـ " نتنياهو"، الذي "فشل في تأمين دعوة لزيارة واشنطن".
إلى ذلك، لفت التحليل إلى أن ستة من الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل في مجلس النواب، بما في ذلك أعضاء كبار في الحزب والعديد من المشرعين اليهود، انتقدوا نتنياهو مؤخرا.
وقال النواب روزا ديلاورو، وشون كاستن، ومادلين دين، وبيكا بالينت، وسالود كارباغال، ومارك تاكانو: "نحن قلقون للغاية من أن رئيس الوزراء نتنياهو يتجه نحو التدمير الكامل لغزة وأظهر تجاهلا تاما لحياة الفلسطينيين".
وأضافوا: "لقد قُتل ما يقرب من 30 ألف فلسطيني، وأصيب ما يقرب من 70 ألفا آخرين، وآلاف المفقودين، ومن المخجل أنه لم يكن مستعدا للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بالمستوى المطلوب".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.