حدث في 17 رمضان، وقوع غزوة بدر الكبرى أول حرب في الإسلام
حدث في رمضان، في مثل هذا اليوم السابع عشر من رمضان في العام الثاني للهجرة وقعت غزة بدر الكبرى والتي تمثل أول حرب في الإسلام، والتي كان النصر فيها حليف المسلمين.
أحداث غزوة بدر الكبرى
بات المسلمون ليلة السابع عشر من رمضان ببدر وأمامهم معسكر المشركين ووصف علي في رواية صحيحة قال: “لقد رأيتنا يوم بدر، وما منا إلا نائم، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان يصلي إلى شجرة ويدعو حتى أصبح، ثم إنه أصابنا من الليل طش من مطر، فانطلقنا تحت الشجر والحجف نستظل تحتها من المطر، وبات رسول الله صلى الله عليه يدعو ربه ويقول: «اللهم إنك إن تهلك هذه الفئة لا تعبد» فلما طلع الفجر نادى: «الصلاة عباد الله»، فجاء الناس من تحت الشجر والحجف، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرَّض على القتال.
وفي صبيحة يوم السابع عشر من رمضان نظم الرسول صلى الله عليه وسلم جيشه في صفوف كصفوف القتال، وهو أسلوب جديد في القتال يخالف ما جرت عليه عادة العرب من القتال بأسلوب الكر والفر وهو الأسلوب الذي قاتل وفقه المشركون ببدر، ولا شك أن نظام الصفوف يقلل من خسائر المسلمين ويعوض عن قلة عددهم أمام المشركين، وفيه مزية السيطرة على القوة بكاملها وتأمين العمق للجيش حيث تبقى دائمًا بيد القائد قوة احتياطية في الخلف يعالج بها المواقف التي ليست بالحسبان.
وقد بنى للرسول صلى الله عليه وسلم عريش أو قبة كان فيها؛ ليدير منها المعركة باقتراح من سعد بن معاذ وذلك لأهمية الحفاظ على القائد في المعركة.
ولما اقترب المشركون من المسلمين قال لهم الرسول الكريم: «لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه». فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض». فلما سمع عمير بن الحمام الأنصاري ذلك قال: يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض”؟ قال: «نعم». قال: بخ بخ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يحملك على قولك بخ بخ؟» قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها. قال: «فإنك من أهلها». فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكلن منهن. ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة. قال: فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل”!!.
ماذا حدث في يوم بدر
وحكى عمر بن الخطاب إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء يوم بدر قال: (لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلًا، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه «اللهم انجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض». فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9] فأمده الله بالملائكة. وقد خرج من العريش وهو يقول: «سيهزم الجمع ويولون الدبر».
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر القتال بنفسه قال علي، رضي الله عنه: “لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو، وكان من أشد الناس يومئذ بأسًا”.
وقد بدأ القتال بمبارزات فردية، حيث تقدم عتبة بن ربيعة وتبعه ابنه الوليد وأخوه شيبة طالبين المبارزة، فانتدب لهم شباب من الأنصار فرفضوا مبارزتهم طالبين مبارزة بني قومهم، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم حمزة وعليًّا وعبيدة بن الحارث بمبارزتهم، وقد تمكن حمزة من قتل عتبة ثم قتل علي شيبة، وأما عبيدة فقد تصدى للوليد وجرح كل منهما صاحبه فعاونه علي وحمزة فقتلوا الوليد واحتملا عبيدة إلى معسكر المسلمين.
وقد أثرت نتيجة المبارزة في معسكر قريش وبدأوا الهجوم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بنضح المشركين بالنبل إذا اقتربوا منهم حرصًا على الإفادة من النبال بأقصى ما يستطاع فقال: «إذا أكثبوهم فارموا واستبقوا نبلكم». ويذكر عروة وقتادة أن الرسول صلى الله عليه وسلم رمى الحصا في وجوه المشركين، وتدل على صحة ذلك الآية الكريمة: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاۤءً حَسَنًا إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 17].
ثم التقى الجيشان في ملحمة قتل فيها عدد من زعماء المشركين، منهم أبو جهل عمرو بن هشام الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه فرعون هذه الأمة، وقد قتله معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء وهما غلامان لا يعرفانه حتى دلهما عليه عبد الرحمن بن عوف، وقد أخبرا بأنهما يريدان قتل أبي جهل لما كان من سبه للرسول صلى الله عليه وسلم وقد أجهز عليه ابن مسعود بعد أن أصاباه.
ومنهم أمية بن خلف، فقد أسره عبد الرحمن بن عوف بعد المعركة وأسر معه عليًّا ابنه، فلمحه بلال، وكان هو الذي يعذبه بمكة، فقال: رأس الكفر أمية بن خلف، لا نجوت إن نجا، واستصرخ عليه الأنصار فأعانوه على قتله هو وابنه علي.
وقد ثبت في القرآن والحديث أن الله تعالى أمد المسلمين بالملائكة يوم بدر وكذلك صح أنها قاتلت ببدر.
فأما القرآن ففيه {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [ال عمران: 123] {إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاَثَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُنزَلِينَ} [ال عمران: 124] {بَلَىۤ إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [ال عمران: 125] {وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ }[ال عمران: 126].
وقال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الانفال: 9] {وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الانفال: 10].
وقال تعالى:{إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }[الانفال: 12].
هذا إذا أرجعنا الضمير في “اضربوا” إلى الملائكة لكن الطبري أرجعه للمؤمنين، وإن الله تعالى يعلمهم كيفية الضرب.
وأما الأحاديث:
فقد قال ابن عباس: “بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم. فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيًّا فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط، فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «صدقت ذلك مدد من السماء الثالثة».
وقد أسر رجل من الأنصار العباس بن عبد المطلب، فقال العباس: “يا رسول الله إن هذا والله ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجهًا على فرس أبلق ما أراه في القوم”. فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول الله، فقال: «أسكت، فقد أيدك الله تعالى بملك كريم».
وفي مغازي الأموي بإسناد حسن: “خفق النبي صلى الله عليه وسلم خفقة في العريش ثم انتبه فقال: «أبشر يا أبا بكر أتاك نصر الله، هذا جبريل متعجر بعمامة آخذ بعنان فرسه يقوده على ثنايا النقع أتاك نصر الله وعدته».
وفي صحيح البخاري: “جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال: «أفضل المسلمين» – أو كلمة نحوها – قال: وكذلك من شهد بدرًا من الملائكة”.
فهذا ما صح من الآثار عن اشتراك الملائكة ببدر وقتالها فيها، وأما عن حكمة ذلك مع أن جبريل وحده قادر على إهلاكهم بأمر الله فيوضح السبكي ذلك بقوله: “وقع ذلك لإرادة أن يكون الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وتكون الملائكة مددًا على عادة مدد الجيوش رعاية لصورة الأسباب وسنتها التي أجراها الله تعالى في عباده. والله تعالى هو فاعل الجميع والله أعلم”.
وقد يتحاشى بعض الكتاب المسلمين الإشارة إلى مشاركة الملائكة ببدر، وهذا من مظاهر الهزيمة أمام الفكر المادي الذي لا يؤمن إلا بالمحسوسات، والإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم يقتضي الإيمان بالملائكة.
وأخذ المشركون يتساقطون صرعى، حتى قتل منهم سبعون وأسر سبعون، وكان بعضهم يصرعون في مواضع كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بين لأصحابه قبل المعركة أنهم يصرعون فيها وذكرهم بأسمائهم.
ثم فروا لا يلوون على شيء تاركين غنائم كثيرة في ميدان المعركة.
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بسحب قتلى المشركين إلى آبار ببدر فألقوا فيها، وأقام ببدر ثلاثة أيام ودفن شهداء المسلمين فيها، وهم أربعة عشر شهيدًا سمتهم المصادر، وزاد ابن حجر عليهم في الإصابة اثنين آخرين. ولم يذكر أنه صلى الله عليه وسلم صلى عليهم وهي السنة في الشهداء ولم ينقل أحد منهم من بدر ليدفن في المدينة.
فلما كان اليوم الثالث ببدر وقف على أربعة وعشرين رجلًا منهم من صناديد قريش في إحدى الآبار فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ويقول: «أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟» فقال عمر: يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم».
قال قتادة: ” أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخًا وتصغيرًا ونقمة وحسرة وندمًا”.
ولم يطلب الرسول صلى الله عليه وسلم قافلة أبي سفيان بعد بدر فقد وعده الله إحدى الطائفتين وأنفذ له وعده بالنصر على جيش المشركين.
وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على حياة بعض المشركين الذين خرجوا إلى بدر مكرهين خائفين من لائمة قومهم، ومنهم من قدم يدًا للمسلمين في العهد المكي، وقد سمى منهم بني عبد المطلب – وفيهم عمه العباس بن عبد المطلب – وأبا البختري بن هشام، فطلب من المسلمين أن يأسروهم وقد تم أسر العباس بن عبد المطلب، وأما أبو البختري فقد أصر على القتال فقتل.
ماذا فعل النبي مع الكفار بعد غزوة بدر
وقد استشار الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر فيما يصنع بالأسرى؟ فأشار أبو بكر بأخذ الفدية منهم وعلل ذلك بقوله “فتكون لنا قوة على الكفار فعسى الله أن يهديهم للإسلام” وأشار عمر بن الخطاب بقتلهم “فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها”. ومال النبي صلى الله عليه وسلم إلى رأي أبي بكر بقبول الفدية، فنزلت الآية الكريمة في موافقة رأي عمر، رضي الله عنه: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي ٱلأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [الانفال: 67] {لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الانفال: 68] إلى قوله تعالى: {فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلًا طَيِّبًا } [الانفال: 69].
وبذلك أحل لهم ما أخذوه من الفداء بعد أن عاتبتهم الآية في تفصيل الفداء على عقوبة أئمة الكفر. وهذا الحكم كان في أول الإسلام ثم جعل الخيار للإمام بين القتل أو المفاداة أو المن عليهم دون فداء ما عدا الأطفال والنساء إذ لا يجوز قتلهم وقد تباين فداء الأسرى، فمن كان ذا مال فقد أخذ فداؤه أربعة آلاف درهم. وقد فدت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجها أبا العاص بن الربيع بقلادة، فأطلق الصحابة أسيرها وردوا عليها قلادتها إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن لم يكن لهم فداء من الأسرى، جعل فداؤهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة. ولم يكن هم المسلمين أخذ المال من هؤلاء قدر إضعافهم معنويا، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لو كان مطعم بن عدي حيًّا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لأطلقتهم له»
وقد أراد الأنصار إعفاء العباس من دفع الفدية فهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم وجدته نجارية، فأبى الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك وقال: «لا تذرون منه درهما» فلست هناك محاباة ولو مع عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل الكل سواء أمام حكم الله ورسوله. رغم أنه أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان مسلمًا وقد أكره على الخروج إلى بدر، فدفع العباس مائة أوقية فدية ودفع عقيل بن أبي طالب ثمانين أوقية في حين دفع بعض الأسرى الآخرين أربعين أوقية فقط!!.
وقد أوضحت الأحاديث الصحيحة فضل البدريين وعلو مقامهم في الجنة، فقد أصيب حارثة بن سراقة الأنصاري يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبر واحتسب، وإن تكن الأخرى ترى ما أصنع. فقال: «ويحك – أو هبلت – أو جنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه في جنة الفردوس ».
وفي قصة حاطب بن أبي بلتعة الذي أخبر قريشًا بخبر قدوم المسلمين لفتح مكة فعفا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: «لعل الله اطلع على أهل بدر» فقال: «اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة، أو فقد غفرت لكم» ولما قال عبد لحاطب: يا رسول الله ليدخلن حاطب النار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدرًا والحديبية».
وكانت أصداء بدر عميقة في المدينة ومكة وأرجاء الجزيرة العربية فقد استعلى المؤمنون في المدينة على اليهود وبقايا المشركين، فانخذل اليهود وظهرت أحقادهم التي دفعت بهم إلى المجاهرة بالعداء، فقد غاظتهم النتيجة التي ما كانوا يتوقعونها فلم يعودوا يسيطرون على أفعالهم وأقوالهم التي تنم عن الغضب والحقد المتأججين. فاندفعوا نحو العدوان مما أدى إلى إجلاء بني قينقاع عن المدينة.
ودخل الكثيرون في الإسلام، وبعضهم دخل حماية لمصالحه بعد أن شعر برجحان كفة المسلمين، فكون هؤلاء جبهة المنافقين الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر على رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول.
وأما قريش في مكة فلم تكد تصدق ما حدث، فقد قتل ساداتها وأبطالها، وتشير رواية مرسلة إلى أنها تجلدت فمنعت البكاء والنياحة على قتلاها لئلا يشمت بهم المسلمون.
وصممت على الانتقام والثأر، فأرسلت عمير بن وهب الجمحي لاغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن وعده صفوان بن أمية بإعالة أهله إن قتل، فمضى إلى المدينة متوشحًا سيفه، فملا بلغ المسجد أمسك به عمر بن الخطاب وذهب به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فسأله عما جاء به فكذب عليه وزعم أنه جاء في طلب أسير، فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بمقصده وما كان بينه وبين صفوان بن أمية، فأعلن إسلامه وطلب أن يأذن له بدعوة أهل مكة إلى الإسلام. ومما فعلته قريش للثأر لقتلاها أنها اشترت اثنين من أسرى المسلمين في حادثة الرجيع وهما خبيب وزيد ابن الدثنة فقتلتهما.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.