حدث في 1 رمضان، نزول صحف إبراهيم وفتح مصر والأندلس
تقدم" فيتو" لقرائها خدمة خاصة خلال أيام شهر رمضان المبارك باستعراض أبرز الأحداث التاريخية خلال أيام الشهر الكريم، وبالتزامن مع بدء أيام شهر رمضان لعام 1445 هجريًا اليوم الإثنين، و نستعرض في التقرير التالي، أبرز الأحداث التي حصلت خلال اليوم الأول من شهر رمضان عبر مر العصور والتي جاءت كالتالي:
حدث في 1 رمضان، نزول صحف إبراهيم، الفتح الإسلامي لمصر، وفتح الأندلس
بدء فتح الأندلس، ونزول المسلمين بقيادة طريف بن مالك إلى الشاطئ الجنوبي للبلاد
نزول صحف إبراهيم
نزلت صحف إبراهيم أي الرسائل السماوية التي تلقاها النبي إبراهيم – عليه السلام – في أول ليلة من رمضان، فعن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان......" – السلسلة الصحيحة.
عودة الرسول وجيش المسلمين إلى المدينة المنورة بعد انتهاء غزوة تبوك
كانت عودة النبي وجيش المسلمين في مثل هذا اليوم الموافق 1 رمضان في العام التاسع من الهجرة من غزوة تبوك أو كما يطلق عليها "ساعاة العسرة"، حيث استشار فيها النبي – صلوات الله عليه – أصحابه في مجاوزة تبوك إلى ما هو أبعد منها من ديار الشام، فأشار عليه الفاروق عمر – رضي الله عنه – بالعودة إلى المدينة، وبالفعل عاد الرسول وجيش المسلمين إلى المدينة، ورفع النبي كفيه يدعو الله قائلا: "الحمد لله على ما رزقنا في سفرنا هذا من أجر وحسبة"، وتعد هذه الغزوة هي آخر الغزوات التي خاضها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - حيث خرج الرسول في هذه الغزوة في رجب عام 9 هـ بعد العودة من حصار الطائف بحوالي 6 أشهر، وهي الغزوة التي عاتب الله تعالى من تخلف عن الخروج فيها.
الفتح الإسلامي لمصر على يد عمر بن العاص
في مثل هذا اليوم من عام 20 بعد الهجرة، استطاع المسلمون في عهد أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بقيادة عمرو بن العاص من دخول مصر وأصبحت مصر بعدها بلدا إسلامية، حيث حاصر عمرو بن العاص حصن نابليون لمدة 7 أشهر، فأرسل المقوقس إليه يفاوضه مقابل رجوع المسلمين إلى بلادهم، لكن عمرو بن العاص رفض، واستمر بعدها الحصار حتى استسلم الروم، وبعد سقوط حصن نابليون، فقد الروم معظم مواقعهم الهامة في مصر، فتمركزوا في الأسكندرية، ورأى عمرو بن العاص أن مصر لم تسلم من الروم طالما الأسكندرية ما زالت تحت سيطرتهم، فاتجه إلى المدينة وحاصرها لمدة 4 أشهر، ثم اقتحمها، ثم وقعت معاهدة الأسكندرية مع عمرو بن العاص والتي نصت على انتهاء حكم الدولة البيزنطية لمصر وجلاء الروم عنها.
فتح الأندلس مر بعدة مراحل كان أولها السريات الاستطلاعية التي قام بها القائد طريف بن مالك ثم أتم الله فتحها على يد القائد الشهير طارق بن زياد.
وفي الأول من رمضان عام 91 هـ - كانت السرية الأولى لفتح الأندلس، ونزول المسلمين بقيادة طريف بن مالك إلى الشاطئ الجنوبي لبلاد الأندلس وغزوا بعض الثغور الجنوبية
طريف بن مالك.. صاحب أول سرية في الأندلس
كتب موسى بن نصير إلى أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك، يخبره بالذي دعاه إليه يليان (حاكم سبتة) من أمر الأندلس، ويستأذنه في اقتحامها. وكتب إليه الوليد: "أن خُضْها بالسرايا، حتى ترى وتختبر شأنها، ولا تغرّر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال". وراجعه موسى: "أنه ليس ببحرٍ زَخّار، وإنما هو خليج منه يبين للناظر ما خلفه"، فكتب إليه: "وإن كان، فلا بد من اختباره بالسرايا قبل اقتحامه".
ويبدو أن طريف بن مالك، برز من جملة مَن برز في عمليات موسى العسكرية، فلفت إليه الأنظار، ومنهم نظر موسى. وكان موسى بعد أن سيطر على إفريقية والمغرب سيطرة كاملة، يتطلع إلى فتح الأندلس، فقد كان حاضر إفريقية والمغرب ومستقبلهما بالنسبة لتوطيد أركان الفتوح فيهما، مهدّدًا من الروم أولًا ومن القوط الغربيين في الأندلس ثانيًا، وقد هاجم موسى قواعد الروم في البحر الأبيض المتوسط: صِقِلِّيَة وسَرْدانِيَة، وفتح مَيُوْرَقَة ومَنُوْرَقَة، لغرض حماية فتوح إفريقية والمغرب من الروم، لأن الهجوم أنجع وسائل للدفاع؛ وبقي على موسى فتح الأندلس، لوضع حدّ نهائي لتهديد القوط الغربيين -الذين يحكمون الأندلس- لحاضر ومستقبل فتوح المسلمين في إفريقية والمغرب.
سرية طريف بن مالك إلى الأندلس
فبعد موافقة الخلافة الأموية أرسل موسى بن نصير في شهر رمضان من سنة 91هـ (آب: أغسطس - أيلول: سبتمبر 710 م) سرية استطلاعية إلى جنوبي الأندلس، مؤلفة من خمسمائة مجاهد، منهم مئة فارس، والباقي من المشاة، بقيادة أبي زُرْعَة طريف بن مالك.
وعبر هذا الجيش الزّقاق، والزّقاق اسم يطلق أحيانًا على المضيق بين الأندلس وشمالي إفريقية [11]، من سبتة، بسفن يليان أو غيره، ونزل في جزيرة بالوما ( Isla de las Plomas) في الجانب الإسباني، وعُرفت هذه الجزيرة فيما بعد باسم هذا القائد: جزيرة طريف ( Tarifa).
ومن ذلك الموقع، الذي اتخذه طريف وسريته الاستطلاعية القتالية قاعدة أمامية متقدمة، قام طريف وسريته بسلسلة من الغارات السريعة على الساحل الأندلسي الجنوبي بإرشاد يليان وصحبه، وأغار على الجزيرة الخضراء، فأصاب غنيمة كبيرة، ورجع سالمًا في رمضان أيضًا سنة إحدى وتسعين الهجرية، فلما رأى الناس ذلك تسرّعوا إلى الغزو، وتشجعوا على فتح الأندلس.
وخفت قوة من أنصار يليان وأبناء غيطشة لعون المسلمين، كما قامت تلك القوة بحراسة موقع إنزال المسلمين في جنوبي الأندلس، وكانت نتيجة الغارة الاستطلاعية التي قادها طريف، أن المسلمين غنموا مغانم كثيرة وسبيًا عديدًا، وقوبلوا بالإكرام والترحيب، وشهدوا كثيرًا من دلائل خصب الجزيرة وغناها، وعادوا في أمنٍ وسلام. وقصّ قائدهم طريف على موسى نتائج رحلته، فاستبشر بالفتح، وجدّ في أهبة الفتح، كما تشجع موسى وأخذ يستعد لإرسال حملة عظيمة تقوم بالفتح المستدام.
لقد كانت مهمة سرية طريف مهمة استطلاعية، هدفها الحصول على المعلومات عن طبيعة الأرض والسكان وأساليب قتالهم ودرجة ضراوتهم، وتفاصيل قيادتهم، ومبلغ الثقة المتبادلة بين القيادة والسكان، ومبلغ حرص السكان والقيادة على الدفاع عن أرضهم، وكان لقيام طريف بعدّة غارات في المنطقة دون أن يلاقي أيّة مقاومة، نتيجة مهمة واحدة، هي: عدم حرص القيادة والسكان على الدفاع عن أرضهم كما ينبغي، وهي نتيجة على درجة عالية من الأهمية بالنسبة لخطط الفتح، وبالنسبة للمسلمين الفاتحين.
وقد تعدَّت مهمة طريف كذلك إلى استطلاع حقيقة نوايا يليان، ومَن معه تجاه السلطة القائمة في الأندلس، والمتمثلة بالملك لذريق ونظامه، وحقيقة نواياه ومَن معه تجاه المسلمين الفاتحين. وقد أثبتت سرية طريف الاستطلاعية، أن يليان ورجاله يحقدون على لذريق، ولا يتأخرون عن التشبث بكل وسيلة ممكنة للقضاء عليه، وأن غرضهم هو التعاون والمعاونة وليس خدعة بل حقيقة لا غبار عليها. المسلمين.
وقد أدَّى طريف ورجاله واجبهم الاستطلاعي المزدوج على أتم ما يرام، وكان استطلاعه تمهيدًا لوضع خطة فتح الأندلس موضع التنفيذ العمليّ في ميادين القتال.
فتح الأندلس
وبدأ الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ لِلأَندَلُسِ سنة 92 هـ المُوافقة لِسنة 711 م قادها المُسلِمُونْ تحت راية الدولة الأُمويَّة ضدَّ مملكة القوط الغربيين المَسيحيَّة في هسپانيا، التي حَكمت شبه جزيرة أيبيريا والتي عَرفها المُسلِمُونْ باسم «الأندلُس»، بجيشٍ مُعظمه مِن العرب والبربر.
توجه الجيش بقيادة طارق بن زياد ونَزل عام 711 م في المنطقة التي تُعرف الآن بِجبل طارق، ثُمَّ توجَّه شمالًا حيثُ هزم ملك القوط لُذريق (رودريك) هزيمةٌ ساحقة في معركة وادي لكه. واستمرت حتى سنة 107هـ المُوافقة لِسنة 726م واستولتْ على مناطق واسعة من إسپانيا والپُرتُغال وجنوب فرنسا المُعاصرة.
كان من أسباب فتح الأندلُس إقبال البربر على اعتناق الإسلام بعد تمام فتح المغرب وتوقهم لِلغزو والجهاد في سبيل الله، وفي نفس الوقت شجَّع والي طنجة الرومي يُليان المُسلمين على مُهاجمة الأندلُس بِسبب خِلافٍ كبيرٍ وقع بينه وبين الملك لُذريق بِسبب اعتداء الأخير على ابنته واغتصابها عندما كانت تُقيم في بلاطه، وفق ما تتفق عليه المصادر العربيَّة والإسلاميَّة، وكذلك لأنَّ المُسلمين رأوا توجيه جُهود الفتح والغزو نحو بلادٍ حضريَّةٍ غنيَّة تُفيد الدولة الأُمويَّة وعُموم المُسلمين، بدل تحويله نحو الواحات والبلاد الصحراويَّة، ولِرغبتهم في الاستمرار بِنشر الإسلام في البُلدان المُجاورة. فُتِّحَ الأندلُس خِلال فترةٍ قياسيَّة نسبيًّا، واعترف المُسلمون بعد خُضوع شبه الجزيرة الإيبيرية لهم بِحُقوق النصارى واليهود في إقامة شعائرهم الدينيَّة نظير جزيةٍ سنويَّة، كما هو الحال مع سائر أهالي البلاد المفتوحة من المسيحيين واليهود، وأقبل مُعظم القوط على اعتناق الإسلام وامتزجوا مع الفاتحين الجُدد، وانسحب قسمٌ آخر منهم نحو الشمال الأيبيري الذي لم يخضع طويلًا لِلمُسلمين. عاد قائدا الفتح موسى بن نُصير وطارق بن زياد إلى عاصمة الخِلافة دمشق بِأمرٍ من الخليفة الوليد بن عبد الملك سنة 96هـ المُوافقة لِسنة 714م حيثُ لم يُمارسا أي عملٍ سياسيٍّ أو عسكريٍّ بعد ذلك لِأسبابٍ اختلف فيها المُؤرخون، ولفَّ الغُموض نهاية طارق بن زياد خُصوصًا حيثُ لم يُعرف ما حلَّ به بُعيد وُصوله إلى دمشق.
كَان هَذا الفَتْحُ بِداَيةٍ لِلتواجد الإسْلَامِيُّ في الأندلُس الذي امتد لِنحو 800 عام تقريبًا، قَضاها المُسلِمُونْ في صِراعٌ مَع الإمارات والممالِك المسيحيَّة التي تكوَّنت في الشمال في المناطق التي لم يغزوها المسلمون حتى سقوط مملكة غرناطة عام 897هـ المُوافق فيه 1492م. وخِلال تلك الفترة أسَّس المُسلمون حضارةً عظيمة في البلاد الأندلُسيَّة حتَّى اعتُبرت «منارةُ أوروپَّا» خِلال العُصُور الوسطى، وحصلت حراكات اجتماعيَّة بارزة نتيجة هذا الفتح وتعدُد العرقيَّات البشريَّة التي سكنت البلاد الأندلُسيَّة، فتعرَّبت بعض قبائل البربر وبعض القوط، وتبربرت بعض قبائل العرب، واختلط العرب والبربر والقوط وشكَّلوا مزيجًا سُكانيًّا فريدًا من نوعه في العالم الإسلامي، وأقبل القوط الذين بقوا على المسيحيَّة على تعلُّم اللُغة العربيَّة والتثقُّف بِالثقافة الإسلاميَّة مع حفاظهم على خُصوصيَّتهم الدينيَّة، فعُرفوا بِالمُستعربين، وكتبوا لُغتهم بِالأحرف العربيَّة التي عُرفت باسم «اللُغة المُستعربيَّة».
قصة فتح الأندلس
عبر الجيش الإسلامي عام 92هـ المضيق الذي سُمّي فيما بعد بمضيق جبل طارق نسبةً إلى الجبل الذي نزل عنده طارق بن زياد، ويطل هذا الجبل على المضيق، وقد سيطر عليه طارق بن زياد أثناء عبوره، ثم انتقل إلى منطقةٍ واسعةٍ تسمى الجزيرة الخضراء، وهناك تقابل مع الجيش الجنوبي للأندلس الذي كان يحمي جيش النصارى في تلك المنطقة، وفي البداية عرض عليهم طارق بن زياد الدخول في الإسلام أو الاستسلام، ودفع الجزية للمسلمين مع بقائهم على دينهم، أو القتال، ولكن الفرقة الموجودة أخذتها العزة فأبَوْا إلّا أن يقاتلوا، فكان القتال سجالًا حتى انتصر المسلمون، فأرسل زعيم تلك الحامية رسالةً عاجلةً إلى لُذريق الموجود في طليطلة عاصمة الأندلس في تلك الفترة يستنجد به.
وتقدّم المسلمون في الشمال إلى أن وصلوا ناحية قرطبة، وهناك شعر لذريق بالخطر فأسرع إلى طليطلة وحشد الحشود، وأرسل قوةً عسكريّةً بقيادة بنشيو ابن أخته للتصدّي للمسلمين، فوقع القتال بالقرب من الجزيرة الخضراء، واستطاع المسلمون القضاء عليهم، وقتْل قائدهم وهرب البعض منهم عائدين إلى لذريق مخبرين بحجم الخطر القادم من الجنوب.
فجمع لذريق جيشًا مكونًا من مئة ألفٍ من الفرسان، وانتقل بهم من الشمال إلى الجنوب، وعندما شاهد طارق بن زياد جيش النصارى أرسل إلى موسى بن نصير يستنجده ويطلب منه المدد، فأرسل إليه موسى جيشًا مكونًا من خمسة آلاف مقاتل بقيادة طريف بن مالك. وعندما وصل المدد إلى طارق بن زياد اختار منطقة وادي الرّباط أو وادي لكّة للقتال، وجاء القائد لذريق لابسًا حلته الذهبيّة وجالسًا على سريرٍ محلى بالذهب يجره بغلان، ويحمل معه الكثير من الحبال، بهدف ربط أرجل المسلمين وأيديهم بعد هزيمتهم ليأخذهم عبيدًا. بدأت المعركة الحاسمة في الثامن والعشرين من شهر رمضان عام 92هـ، وكانت من أشرس المعارك التي دارت في التاريخ الإسلاميّ واستمرّت لمدة ثمانية أيامٍ لتنتهي بنصرٍ مؤزّر للمسلمين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.