تفاصيل مبادرة الاعتدال الوطني لانتخاب رئيس للبنان
بعدما عجزت الأطراف السياسية في لبنان عن التوافق على اسم رئيس جديد للبلاد بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في نهاية العام 2022، برزت مبادرة كتلة الاعتدال الوطني النيابية لتعطي بحراكها بعض الأمل في كسر الجمود، وإيجاد حلحلة للملف الرئاسي المُعقّد.
مبادرة الاعتدال الوطني
وتقوم المبادرة على إجراء مشاورات في مجلس النواب بين الكتل النيابية والاتفاق على اسم، وإذا فشل الأمر توضع عدة أسماء، وتعقد جلسة يحضر فيها أقله 86 نائبًا، لانتخاب رئيس بدورات مفتوحة دون إقدام أي طرف على فرط النصاب.
حراك مستجد بأطروحات عديدة
وبعدما رحّبت معظم القوى والكتل النيابية بهذا الحراك المستجد وبالطروحات التي يحملها، ظهرت في الأفق أجواء سلبية جعلت منسوب الأمل بنجاح المبادرة يتضاءل، إذ قال المساعد السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، إنّ «الحوار يجب أن يحصل نتيجة دعوة تُوجّه إلى رؤساء الكتل الموجودة في المجلس النيابي ويتفق عليها مسبقًا، وليس تَداعيًا ولقاءات في مجلس النواب»، مؤكدًا أنّه «لا أحد يشترط علينا التخلي عن مرشحنا». وذلك قبل أيام قليلة من الموعد المنتظر بين التكل وا"حزب الله".
وجاء في تغريدة الحساب الرسمي للتيار الوطني الحر على منصة تويتر: الانطباع عن مبادرة كتلة الاعتدال الوطني، أنها تسهم في تحريك الركود في المياه الرئاسية. لكن دون وصول هذه المبادرة إلى نتيجة عملية، قرار من الثنائي الشيعي تحديدًا بالانفتاح والتخلي عن محاولة فرض اسم سليمان فرنجية، وهذا ما لم يحصل حتى الساعة، لا بل إن أجواءه سُوّقت إعلاميًّا لعدم وصول مبادرة الاعتدال إلى نتيجة.
وتعليقًا على ما قاله النائب علي حسن خليل، أكد نائب كتلة الاعتدال عبد العزيز الصمد في تصريحات صحفية أنه "بعد الجولات التي قمنا بها على معظم الكتل النيابية، لاقت المبادرة تجاوبًا كبيرًا من غالبية الكتل والنواب المستقلين، وسوف ننهي جولاتنا الإثنين بلقاء ممثل عن "حزب الله"، ولقاء حزب الطاشناق وبعض النواب المستقلّين، ونعود بعدها لنلتقي بالرئيس برّي."
وشدد النائب الصمد على أنه "بغض النظر عن الضجيج الذي أحدثه تصريح أحد ممثلي الكتل، فإن الأمور تسير بإطارها الصحيح."
بدوره علق نائب حزب القوات اللبنانية إلياس الخوري بقوله: "يمكن التوافق مع الشق الأول من تصريح النائب علي حسن، كون الحوار هو بالتحديد نقاشًا، ويجب أن يحدَّد مكانه وزمانه وتتم الدعوة إليه على هذا الأساس، فهذا لا يمكن أن يتعثّر، بل ممكن أن يتم الاتفاق عليه."
وتابع عضو لجنة الشؤون الخارجيّة والمغتربين في البرلمان إلياس الخوري "وفيما يخصّ الشق الثاني من كلام النائب خليل القائل "لا أحد يشترط علينا التخلي عن مرشحنا"، نردّ، إذا لا أحد يشترط عليهم مرشحهم، فهم أيضًا لا يستطيعون الاشتراط على الآخرين الذين يمضون للنقاش معهم عدم التخلي عن مرشحهم."
وأضاف " في هكذا حال، ستحدث عثرة كبيرة بوجه الآخرين المقبلين على الحوار بعقل منفتح وعلى أساس النقاش لإيجاد حل لانتخاب رئيس للجمهورية والخروج من الفراغ القاتل لنا ولدولتنا ولبلدنا".
وأردف الخوري "لا أريد أن أنظر نظرة متشائمة إلى تصريح النائب علي حسن خليل. لكن يبدو أن هنالك بعض المحاذير المطلوب إيضاحها من جانبه".
وقال "أتمنى ألّا يقصد بقوله هذا أنه واقفٌ عند مرشح الثنائي ولا يتخلى عنه، وأن يكون المقصود أنه سيمضي وكتلته بمرونة، وعقل وقلب منفتحين لإيجاد حل".
في السياق عينه، قال الكاتب السياسي زياد عيتاني "كلام النائب علي حسن خليل ليس بالضرورة إلغاء لمبادرة كتلة الاعتدال. فقد كان رئيس مجلس النواب نبيه بري واضحًا بتأييد أي تحرك يؤدي إلى إحداث ثغرة في جدار الانتخابات الرئاسية."
وأضاف: هناك تفاصيل ذكرها النواب تحتاج إلى تنسيق مع الرئيس بري وكل الكتل التي أيّدت المبادرة، وذلك من أجل إطلاق العجلة لما يُسمى بالمبادرة. وبالتالي، ليس بالضرورة أن يُعثّر كلام النائب خليل المبادرة، ولا جولات نواب الكتلة سوف تؤمّن بالضرورة نجاحها."
وتابع عيتاني "هي تحتاج إلى سلسلة من التوضيحات من الرئيس نبيه برّي تجاه نواب كتلة الاعتدال، ومن ثم توضيحات من جانب نواب الاعتدال أنفسهم حول ما سمعوه من كل الاجتماعات التي عقدوها. ولا أعتقد أنها صعبة. ولكن هذا أمر يجب أن نميّزه عن حظوظ نجاح هكذا مبادرة."
وأردف "لم أرَ في كلام النائب علي حسن خليل رغم كل التعليقات أنه خارج تمامًا عن السياق الذي يتحرّك فيه نواب الاعتدال، خاصة أن نواب الكتائب هم أول من اشترط أن يسحب الفريق الآخر مرشحه. وبالتالي مبادرة الاعتدال لم تتضمّن سحب مرشح الثنائي الشيعي (سليمان فرنجية)."
واستطرد عيتاني "لا أعتقد أن المبادرة سوف تصل إلى أي مكان نظرًا للظروف الإقليمية والظروف الأمنية الحالية التي جعلتنا مرتبطين شئنا أم أبينا بأحداث غزة. فلا يمكن فصل التوترات الحاصلة في الجنوب اللبناني عن المسار الرئاسي مهما قيل إن هنالك رغبة بالفصل، ولكن لا يمكن الفصل موضوعيًّا وبنيويًّا."
وختم بالقول "هذه المبادرة تملأ الفراغ دون أن تنتج شيئًا، وما علينا سوى الانتظار."
ما هو تكتل الاعتدال الوطني
ويضم تكتّل "الاعتدال الوطني" ستّة نواب هم إضافة إلى كتلة "إنماء عكار" (محمد سليمان، ووليد البعريني، وسجيع عطية، وأحمد رستم) وكذلك كلّ من النائبين أحمد الخير (المنية)، وعبد العزيز الصمد (الضنّية). وقد تمّ الإعلان عن ولادة التكتّل.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
