زينات صدقي.. بدأت حياتها راقصة وهربت من والدها.. تألقت في دور العانس والخادمة بالسينما.. ودُفنت في مقابر الصدقة
من مواليد الإسكندرية عام 1913، هي إحدى نجمات الزمن الجميل، فنانة خفيفة الدم لها افيهات مشهورة منها " كتاكيتو بنى "،اشتهرت بأدوار الخادمة والعانس التي تبحث عن العريس، عرفت بقفشاتها الضاحكة، انضمت الى فرقة ساعة لقلبك ومنها الى مسرح التليفزيون عام 1961، ورحلت في مثل هذا اليوم 2 مارس عام 1978.
زينات صدقي، بدأت حياتها الفنية بعلقة موت واختتمتها بإهانة تاريخها وهذه قصة زواجها السري
ثانية اثنين فى عالم الكوميديا بعد الفنانة خفيفة الدم مارى منيب، ولولا أن السينمائيين سجنوا زينات صدقى فى إطار شخصية الخادمة لربما سبقت مارى منيب إلى أدوار البطولة فكانت أدوارها ثانوية لم ترق الى البطولة لكنها ناجحة مؤثرة، حققت شهرة كبيرة ولها جمهور كبير.
العانس الباحثة عن ابن الحلال
زينات صدقى هي زينب محمد سعد وهذا هو اسمها الحقيقى، من مواليد حى الجمرك بالإسكندرية، درست بمعهد أنصار التمثيل الذي أسسه الفنان زكى طليمات فى الإسكندرية، اشتهرت وقامت بأدوار العانس الباحثة عن ابن الحلال فى المسرح والسينما، عشقت التمثيل واحترمته وفضلته على كل شيء حتى حياتها،حتى أن والدتها توفيت وهى تقدم عرضا فكاهيا مع إسماعيل يس فقررت الاستمرار فى العرض وقالت "ليس للجمهور ذنب فيما حدث لى" ودخلت حجرتها تبكى فخرج إسماعيل يس على الجمهور وأبلغه خبر وفاة والدتها فصفق الجمهور كثيرا.
رفض والدها عملها بالفن فهربت زينات صدقى منه وسافرت الى لبنان مع والدتها وصديقتها وهناك عملت راقصة مع فرقة بديعة مصابنى قبل مجيئها الى مصر، ومقدمة المونولوجات ومن أشهرها " أنا زينات المصرية.. أرتيست ولكن فنية.. أغني وأتسلطن يا عينيا.. تعالى شوف المصرية "، وحدث في لبنان ان قامت بغناء اغانى مطربة القطرين فتحية أحمد في واحد من كازينوهات لبنان وبالمصادفة كانت فتحية أحمد حاضرة في مقاعد المتفرجين وكان نصيب زينات صدقى علقة ساخنة عادت بعدها إلى مصر.
زينات صدقي، أسعدت المصريين بخفة دمها ورحلت حزينة في مقابر "عابر سبيل"
عانس السينما رغم زواجها
اختار لها الفنان نجيب الريحانى اسم زينات قبل ان يلحقها بفرقته وأضيفت لها صدقى نسبة الى صديقتها خيرية صدقى ، وأصبحت زينات صدقى، تزوجت وهى فى الخامسة عشر من عمرها، وبعد اقل من عام تم الانفصال بسبب سوء معاملة الزوج، ثم تزوجت من موسيقى مغمور فى فرقة الريحانى اسمه ابراهيم فوزى وايضا تم الانفصال بدون أولاد وعاشت حياتها وحيدة لا أهل بسبب مقاطعتهم لها، ولا زوج حتى ان القليليين هم الذين يعرفون انها سبق لها الزواج ولقبت بعانس السينما المصرية.
زينات صدقي.. صاحبة السعادة التي اضطرت لبيع عفش منزلها للإنفاق على علاجها
البداية مع الرقص
بدأت زينات صدقى حياتها الفنية بالسفر الى الشام مع والدتها وصديقتها للعمل مونولوجست وعادت لتلتحق بفرقة بديعة مصابنى كمطربة لكنها اعتمدتها راقصة، وقبلت زينات مع مشاركة محدودة بالتمثيل، إلى أن وقع اهم حدث فى حياتها وهو انضمامها الى فرقة الريحانى استاذها الاول الذى قدمها له الفنان سليمان نجيب.
كان أول أدوارها هو دور خادمة دلوعة فى مسرحية "الجنيه المصرى " عام 1931 كتبها بديع خيرى وشاركها نجيب الريحانى، ثم كانت أول مشاركتها فى السينما فى فيلم "الاتهام " عام 1934 ثم ابتدع لها بديع خيرى شخصية العانس مع الخادمة التى لازمتها حتى آخر أدوارها.
مشوار زينات صدقي.. تزوجت وهي قاصر وماتت قبل أن يعترف بها أهلها | فيديو جراف
الاتهام فى السينما
اتجهت زينات صدقى الى السينما، حين كتب لها بديع خيرى دورا في فيلم الاتهام " عام 1934، وفى عام 1938 شاركت فى فيلمى "بحبح باشا، شئ من لا شئ "، ثم قدمت فيلم "برلنتى" اخراج يوسف وهبى عام 1944 حتى وصلت افلامها عام 1960 الى 150 فيلما منها " دهب، غزل البنات، ابن حميدو، عفريتة هانم، الانسة ماما، أيامنا الحلوة، معبودة الجماهير، بنات بحرى،حلاق السيدات، العتبة الخضراء، السيرك، الانسة حنفى، ابن حميدو،، شارع الحب حيث قدمت فيه اشهر أدوارها في دور سنية زوجة حسب اللع السادس عشر مع عبد السلام النابلسى وعبد الحليم حافظ،، حلاق السيدات ، قاضى الغرام، المجانين في نعيم، وجميع الأفلام التى تحمل اسم إسماعيل يس، أيضا شاركت فى أول مسلسل تليفزيونى مع بداية التليفزيون في الستينات "عادات وتقاليد مع عقيلة راتب وعبد العظيم عبد الحق.
كانت تعاني مرض "وسواس النظافة" فكان لا يجرؤ أي أحد على استخدام أدوات طعامها، فكان الخدم فقط مسموحًا لهم بلمس هذه الأدوات، وهما "عثمان" السوداني الذي كان يعمل لديها بالمنزل، و"فلتس" الذي كان يعمل لديها بالمسرح.
تبيع عفش بيتها
وبعد اكثر من أربعين عاما من عملها في مجال الفن انحسرت عنها الأضواء وعرضت عليها أدوارا لا تناسب تاريخها الفني وكانت ترفض الأدوار التي تعرض عليها حتى أصيبت بأزمة مالية لم تستطع معها العيش الكريم، فاختفت ضحكتها وعاشت في حزن شديد، ومما زاد من حزنها انها قبلت العمل في فيلمين: السراب، حكاية بنت اسمها محمود، فعوملت معاملة فيها إساءة وعدم احترام فقررت الابتعاد نهائيا عن الحياة الفنية حتى أصابها الاكتئاب وتراكمت عليها الضرائب وطولبت بدفع عشرين الف جنيه للضرائب واضطرت الضاحكة الباكية حينها إلى بيع "مصوغاتها"،، وساعدتها ابنة شقيقتها نادرة التي كانت تعتبرها زينات ابنتها، وأكملت ما تبقى من أموال لتصفى حساب خالتها ووالدتها الروحية مع الضرائب لتضمن لها حياة كريمة.
الفن أكلها لحما ورماها عظما
وكما كتب الناقد جليل البنداري فى صحيفة الأخبار عام 1966 قال: لم أصدق أن فنانة عظيمة من تلميذات الريحاني يحدث لها ذلك فقد أصبحت أخف الممثلات دما تبيع عفش بيتها من أجل لقمة العيش وبعد أن اضحكت الملايين أصبحت لاتجد من يواسيها فى مأساتها، وكانت تعلق بقولها "الفن اكلنى لحما ورمانى عظما رحمتك يارب.
كرمها الرئيس السادات فى عيد الفن عام 1976 ومنحها معاشا استثنائيا،، أما هي فقد عز عليها أن تطلب منه العلاج على نفقة الدولة، وبعد هذا الحفل كما يقول ابن شقيقتها طارق عزت فى مجلة الموعد يرد على كلام الراقصة تحية كاريوكا التى قالت إنها أحضرت اليها ملابس تكريمها أمام السادات وأنها طلبت لزينات معاشا من السادات وقال إن المعاش لم يعط لخالته وحدها بل منحه السادات لكل الفنانين الذين كرمهم، والادعاء بأنها اعطتها الملابس التى حضرت بها التكريم فيه افتراء ولم يحدث.
نهاية عابر سبيل
وأصيبت الكوميديانة زينات صدقى بالتهاب فى الرئة ورقدت دون عمل وبعد أن أضحكت الملايين لم تجد من يمسح دموعها أو يواسيها بكلمة واحدة حتى توفيت فى مارس عام 1978، ودفنت في مدافن "الصدقة" واكتشف بعد ذلك أنه مدفنها الخاص، وكتب عليه "عابر سبيل" بناء على رغبتها، حيث كانت تدفن به الفقراء الذين لا يملكون مكانًا لدفنهم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.