التضحية بالأرواح على عتبات المقابر الأثرية فى الشرقية مملكة الكنوز (تحقيق استقصائي)
عندما تطأ قدماك بعض القرى التى تشتهربوجود مناطق أثرية بها قبيل صلاة الفجربدقائق معدودة، بنطاق محافظة الشرقية التى يطلق عليها مملكة الكنوز، خاصة قرية بساتين بركات بدائرة مركز بلبيس، وتطلق العنان لنظراتك في الأفق البعيد، تجد أصواتا خافتة تصدرمن داخل عدد من المنازل أوالبيوت الريفية القديمة..مشهد يتكرر بين الحين والآخر.
الشرقية قبلة الباحثين عن الكنوز الفرعونية
عندما تقترب أكثر وأكثر تتفاجئ بعدد من الأشخاص يحملون أدوات الحفر بأحد المنازل المبنية من الطوب اللبن والمعرش بالخشب، وينقلون كميات كبيرة من الركام خارجه، وهم في حالة من القلق والارتباك..وعندما تبادرهم بالسؤال عن سبب عملهم ليلا، وفي هذا التوقيت تحديدا يكون الرد"مجرد صيانة للبيت عشان مياه الأمطار، ونحمى عيالنا من برودة الطقس..وإحنا في فصل الشتاء يا بيه وأنت فاهم الباقي بقي".
وخلال الفترة الأخيرة يتزايد التكالب على التنقيب عن الآثار والوصول للكنوز يومًا تلو الآخر، بعاصمة مصر القديمة ومهبط الأنبياء (الشرقية) التى تشتهر بالكنوز المدفونة في باطن الأرض ، منذ أن حظيت باهتمام الفراعنة في عهد الأسرتين الـ 21، 22، مما جعلها محط أنظار المئات من لصوص الآثار الباحثين عن الثراء السريع والفاحش، والهروب من الفقر، كما جعلها محط أنظار الدجالين والمشعوذين الذين يبيعون الوهم للطامعين غير مبالين بسرقة تاريخ دولة تحتوى على ثلثي آثار العالم.
104 تلال أثرية خاضعة للهيئة العامة للآثارالمصرية
ورصدت«فيتو» أكثرمن 120 موقعا أثريا فرعونيا وقبطيا وإسلاميا تزخر بها المحافظة العريقة أبرزها منطقة صان الحجر وتل بسطة وغيرها من المناطق الأثرية الأخرى الخاضعة لوزارة السياحة والآثار المصرية.
وأوضحت منطقة آثار الشرقية أن المحافظة تضم حاليا 104 تلال أثرية خاضعة للهيئة العامة للآثار ، منها 40 تلا أثريا مِلْك منافع عامة آثار، أما باقى الأماكن فهى مِلْك للمواطنين، ولكنها خاضعة للآثار.
ضحايا هوس البحث والتنقيب عن الآثار
“النبوى.ع.ال”49 عاما عامل بمصنع ومقيم بإحدى المحافظات المجاورة للشرقية كان من ضمن ضحايا هوس البحث والتنقيب عن الآثار، حيث دفع حياته ثمنا، أثناء قيامه بالتنقيب عن الآثار باحدى المزارع الكائنة بقرية جلفينا بدائرة مركز بلبيس، حيث انهارت عليه الحفرة ولم يتمكن من الخروج.
لم يتعظ محمود الشاب الثلاثينى بما حدث لعشرات المواطنين الذين وقعوا فريسة لعمليات التنقيب وسرقة تاريخ الدولة المصرية، إثر وقوع حادث انهيار حفرة عليه أثناء التنقيب عن الآثار بإحدى القري التابعة لمركز أبوحماد فيما جري ضبط شركائه في الجريمة، وانتهى مصيرهم خلف القضبان.
كما فشلت الأجهزة المعنية في استخراج جثامين ضحايا التنقيب كان أبرزها جثة شاب يدعي“محمد ر”30 عامًا مبيض محارة، إثر انهيار منزل قديم بقرية كرديدة التابعة لمركز منيا القمح أثناء قيامه وآخرين بالتنقيب عن الآثار داخل المنزل، وأقامت أسرته صلاة الغائب عليه.
الاستعانة بدجالين أو مشعوذين
ومع تلك الرغبة المحمومة في الثراء السريع يلجأ المنقبون عن الآثار للاستعانة بأشخاص دجالين أو مشعوذين، لمساعدتهم فى تحديد أماكن الحفر للوصول للمقبرة، مقابل مبالغ مالية ضخمة متفق عليها ، أو الحصول على نسبة كبيرة من الكنوز بعد استخراجها من باطن الأرض، حيث يستخدمون القرابين البشرية خاصة فئة الأطفال يطلقون عليهم “الطفل الزهري أو الظهوري” حيث يتم في أغلب الوقائع الأخيرة ذبحهم كـ قرابين لفك الطلاسم الموجودة على المقابر، واستخراج الكنوز من داخلها وهو ما تسبب في وفاة عشرات الأطفال أملا في العثور على الكنوز الأثرية.
فيما كانت أبرز تلك الحيل إلتى لجأ إليها هؤلاء الدجالون في محافظة الشرقية خلال الفترة الأخيرة ما كشفته تحقيقات جهات التحقيق في بعض القضايا أبرزها ضبط 4 متهمين ينتمون لعائلة واحدة بقرية الدميين التابعة لمركز فاقوس،بعد إجبار طفل يبلغ من العمر نحو 15 عاما على تناول مياه بها طلاسم وأعمال سحر، من أجل معرفة الأماكن التى بها آثار بالقرية، عن طريق الاستعانة بالدجالين واستخدام الطفل كقربان لفتح مقبرة أثرية.
وتنشر «فيتو» التفاصيل الكاملة لتلك الواقعة بعد الحصول على معلومات موثقة من بعض أهالي القرية ومن الأجهزة الأمنية.. وفيما يلي نصها:
تمكن أحد المواطنين من قرية الدميين في الشرقية والتى تشتهر بهوس التنقيب عن الآثار خلال السنوات الماضية من الحصول على مقطع فيديو الساعات الماضية، يرصد قيام عدد من الأشخاص بإجبار طفل يدعى "محمود.ال.م" 15 عاما على تناول مياه بها طلاسم وأعمال سحر، واستخدامه في معرفة مكان مقبرة أثرية بالقرية، وقام بنشره على مواقع التواصل الاجتماعي وإرساله للأجهزة الأمنية للتحقيق في الواقعة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من فحص مقطع الفيديو المتداول، وتم استدعاء أسرة الطفل المجني عليه وسؤالهم فى الواقعة، وتم القبض على المتهمين بتعريض حياته للخطر، وهم زوجان وشقيق الزوج ونجله، وتم التحفظ عليهم وإحالتهم جميعا للنيابة العامة للتحقيق معهم، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيالهم.
فيما يروى مواطن يدعى"أ.م.ا"تاجر لفيتو، ظهور تصدعات وتشققات فى منزله الكائن بقرية نبتيت بدائرة مركز مشتول السوق بسبب أعمال الحفر بمنزل مجاور له، وفوجئ المشتكى بعدها بتحرك إحدى الجهات المختصة وهو مايتطابق تماما مع روايات مواطنين آخرين فى مناطق متفرقة بقري فاقوس والحسينية وأبوحماد وبلبيس وديرب نجم والزقازيق تضرروا من أعمال حفر أسفل منازلهم.
وتعج سجلات شرطة الآثار بالشرقية بما يزيد على 1000 محاولة تنقيب وحفر خلال السنوات الماضية، والتى تم إخطارنا بها من قِبل مصادرنا في الأجهزة الأمنية، كان أبرزها وأغربها قيام أحد الأشخاص بمدينة العاشر من رمضان (المدينة الصناعية الشهيرة) منذ عدة سنوات بالاستعانة بدجال شهير، وأخبره بضرورة الحفر بعمق كبير مستخدما مواسير مجلدة بزعم سحب مقبرة فرعونية من مركز ومدينة الحسينية، والتى تبعد مئات الكيلومترات عنه من منطلق أن الأرض كروية على حد زعمه.
سجلات شرطة الآثار
وكشفت الإحصائية التى قام بها ضباط السياحة والآثار عن ضبط أكثر من 3500 قطعة أثرية متنوعة خلال العشر سنوات الماضية وإحباط تهريبها ومعاقبة الحائزين للقطع الأثرية وتحرير تنقيب عن الآثار خلسة داخل المنازل وتهديد حياة الأسرة للخطر ونجحت الخطة التى وضعتها شرطة السياحة والآثار فى ملاحقة مهربى الآثار والمهووسين بالتنقيب عنها.
وأشارت منطقة الشرقية الأثرية إلى أنه تم ضبط أكثر من 11 قضية تنقيب عن الآثار خلال العام الحالى لافتة إلى أن عمليات التنقيب أصبحت مرضا من أمراض المجتمع الشرقاوى بصفة خاصة فهى حلم لراغبي الثراء السريع والذين يقعون فريسة للنصابين والدجالين مضيفة، أن هناك دورا كبيرا يقع على عاتق أجهزة الأمن فى تأمين المناطق الأثرية وحماية تاريخ الدولة المصرية.
جهود وزارة الداخلية فى ملاحقة مهربى الآثار والمهووسين بالتنقيب عنها
ونجحت الأجهزة التابعة لوزارة الداخلية خلال الفترة من 1/1/2023 إلى 3/12/2023 فى السيطرة علي ظاهرة التنقيب عن الآثار ومحاصرة مرتكبيها، حيث أسفرت الضربات الامنية عن ضبط 275 قضية تنقيب عن الآثار، و64 قضية تهريب آثار وعملات أثرية، و4 قضايا نصب آثار، وقضية سرقة لوحات أثري، و5 قضايا عثور على الآثار،و401 قضية فى مجال التعدى على الأراضى الخاضعة لقانون حماية الآثار.
عقوبة جريمة التنقيب عن الآثار وفقًا للقانون
واجه قانون حماية الآثار، الصادر بالقانون رقم 117 لسنة 1983 والمعدل بأحكام القانون رقم 91 لسنة 2018 كل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر القومي،وانتهاك الحقوق المشروعة للدولة، باعتبار آثارها إرث حضاري، ومن الواجب حمايته والحفاظ عليه، لذا جاءت عقوبات التنقيب عن الآثار بطريقة غير شرعية مغلظة.
حماية الآثار والحفاظ عليها
ونصت المادة 49 على أن تلزم الدولة بحماية الآثار والحفاظ عليها ورعاية مناطقها وصيانتها وترميمها واسترداد ما استولي عليه منها وتنظيم التنقيب عنها والإشراف عليه، كما تحظر إهداء أو مبادلة أي شيء منها، وأن الاعتداء عليها والاتجار فيها جريمة لا تسقط بالتقادم.
عقوبة التنقيب عن الآثار
نص القانون على أن:" ما يعتبر أثرا كل عقار أو منقول أنتجته الحضارات المختلفة أو أحدثته الفنون والعلوم والآداب والأديان من عصر ما قبل التاريخ، وخلال العصور التاريخية المتعاقبة. ويعاقب القانون المتورطين بتلك الجريمة بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد علي 7 سنوات وبغرامة لا تقل عن 3000 جنيه ولا تزيد علي 50 ألف جنيه كل من سرق أثرا أو جزءا من أثر مملوك للدولة أو هدم أو إتلاف عمدا أثرا أو مبني تاريخيا أو شوهه أو غير معالمه أو فصل جزءا منه، أو أجري أعمال الحفر الأثري دون ترخيص أو اشترك في ذلك.
وتكون العقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد عن 50 ألف جنيه إذا كان الفاعل من العاملين بالدولة المشرفين، أو المشتغلين بالآثار، أو موظفي أو عمال بعثات الحفائر أو من المقاولين المتعاقدين مع الهيئة أو من عمالهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.