زغلول صيام يكتب: هو عيب واحد يطلع يقول «مبعرفش».. تقولي بلجيكي.. هندي.. اللي بيحصل في الكرة المصرية كارثة!

كل منصب فى كرة القدم المصرية له مقومات وأصول، وليس ضروريا أن تكون من أصحاب الجاه أو المنصب لتكون جديرا بالمنصب الذى تشغله، والتجارب فى الماضى ما أكثرها، تؤكد أن عدم وجود الشخص المناسب فى المكان المناسب كارثة، وأنا هنا لا أحدد شخصا بعينه بقدر توصيف واقع أليم جعلنا نوافق على أمور لم نكن نوافق عليها فى السابق.
باتت بضاعة كرة القدم التى كنا متميزين فيها إلى وقت قريب بضاعة رديئة لم يعد يرضى عنها أحد، وثمنها أصبح فى الأرض بعد أن فعلوا فيها ما فعلوا، رغم أن الأمر سهل فى الإصلاح، ولكن التشبث بالكراسى حتى لو لم تكن على مقاسهم سبب كل البلاوى التى نعانى منها.. انصرفت الجماهير عن تلك البضاعة لأنها لم تعد هى اللعبة الشعبية.. وحتى مع إعلان زيادة أعداد الجماهير ظلت المدرجات خاوية على عروشها.
والأزمة أن أحدا لا يريد الاعتراف أنه «مبيعرفش»، رغم أنه أمر طبيعى أن الإنسان لا يفهم فى كل شيء، وعن نفسى أنا أول واحد أقول «مبعرفش» عندما يكلفنى رئيس التحرير بمهام بعيدة عن قسم الرياضة، لأن تركيزى كله فيما يخص الشأن الرياضى.
لك أن تتخيل يا مؤمن أن غدا الجمعة يشهد افتتاح جولتين، إحداهما فى الأسبوع الخامس عشر بين المقاولون العرب وسيراميكا، والأخرى فى الأسبوع السادس عشر بين البنك الأهلى وفاركو، فى واقعة لم يشهدها التاريخ الكروى فى أي مكان فى المعمورة.. وفى الآخر يخرج من يقول إننا بصدد تطبيق التجربة البلجيكية.. وبصراحة لا بلجيكا ولا الهند ولا السند يحدث فيها ما يحدث عندنا لدرجة أنى بحثت فى كل دوريات العالم لم أجد مثيلا لما نفعله هنا.. وأصبحت أخشى أن تصلنا رسالة من بلجيكا تقول لنا: «محدش يجيب سيرتنا»!
ليس عيبا أن نبحث عن رابطة أخرى و«حاج عامر» آخر لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وهذا لا يقلل من شخصيتهما.. ليس عيبا أن نقول لهم شكرا وكفى.. ليس صعبا أن نبدأ خطوات إصلاحية وعمل نظام كروى جديد يضمن العدالة بين جميع الأندية.

دفتر أحوال

طالما أن نهائى كأس مصر انتقل إلى الشقيقة المملكة العربية السعودية وأصبحت الدفة فى يد أبو ناصر، فلا مانع عندى من أن يتولى زمام اتحاد الكرة المصرى، طالما أن كل يوم خبر ونسمع عن طاقم حكام عالمى وأخبار كثيرة تؤكد أن اتحاد الكرة عندنا جهز شنط السفر، ووجودهم فى الصورة لاستكمال البرواز فقط.
كل يوم أسمع عن مشروعات فى كرة القدم وللأسف الشديد تصرف الملايين والمحصلة كما نرى.. لا احنا أوجدنا رفقاء لمحمد صلاح فى الخارج ولا دياولو، بما يؤكد أن مشروع محمد صلاح وليد الصدفة.
عامان لم أسمع عن المدرسة الدولية التى حلت مكان مدرسة الموهوبين بمدينة نصر.. المدرسة راحت، وكذلك فندق الرياضيين الذى كان معدا ليكون مكانها هو الآخر راح.. ويا عينى على التكييفات اللى اترمت فى الأرض، والـ70 مليون جنيه اللى راحوا فى الهوا!
لن أعترف بجدوى أي مشروع ولا الأموال التى دخلت موازنة الدولة إلا عندما تعلن وزارة المالية أن الرياضة تكفى نفسها، ولا تمثل عبئا على موازنة الدولة.
كفاية كده النهاردة.. لأننا فى هذا الهم منذ سنوات، ولا أحد يريد أن يقرأ أو يستمع، ولله الأمر من قبل ومن بعد.