تجويع الفلسطينيين.. مخطط إسرائيل لإبادة سكان غزة.. وإنزال جوي للمساعدات من جانب مصر والأردن والإمارات وقطر وفرنسا
145 يوم من العدوان الإسرائيلي تواليا على سكان قطاع غزة وسقوط أكثر من 29 الف شهيد وسط الحديث عن قرب التوصل الي اتفاق لوقف اطلاق نار داخل قطاع غزة ومحاولات كبيرة لادخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الذي يعاني من نقص في الغذاء والماء والادوات الطبية مما يهدد حياة الالاف.
وتبذل كلا من مصر والاردن والامارات جهود كبيرة في ادخال المساعدات الي قطاع غزة من خلال عمليات انزال جوي حيث نفذت عملية إسقاط لمساعدات غذائية وطبية في قطاع غزة بمشاركة إماراتية وأردنية، من أجل انقاذ حياة الالاف من السكان ومواجهة حرب التجويع التي تشنها قوات الاحتلال على سكان القطاع.
حرب ابادة جماعية إسرائيلية بتجويع سكان غزة
وتستخدم إسرائيل سلاح الجوع ضد سكان قطاع غزة، خاصة المناطق الشمالية، التي انقطعت عنها كل سبل الحياة، فلا خبز ولا مياه، ولا أي وسيلة تضمن البقاء على قيد الحياة.
تقول منظمات حقوقية إن إسرائيل لجأت إلى استخدام سلاح التجويع ضد سكان قطاع غزة، في وقت يقف فيه العالم دون حسيب.
ففي حين يهدر العالم نحو 1.5 مليار طن من الطعام سنويا، يقضي الأطفال والنساء والشيوخ في غزة أياما متواصلة دون كسرة خبز واحدة. هذا الوضع فاقمه عجز دولي حتى على مستوى مجلس الأمن الدولي، بفرض إيصال الغذاء والماء والدواء لسكان غزة.
برنامج الأغذية العالمي أوقف مؤقتًا تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة، مشيرًا إلى الفوضى الكاملة والعنف بسبب انهيار النظام الأمني.
أوضاع انسانية كارثية في قطاع غزة
وصفت مدير الإعلام في وكالة "أونروا" في قطاع غزة، إيناس حمدان، الأوضاع الإنسانية في غزة بالكارثية، مشيرة إلى نقص كبير في المواد الغذائية والمساعدات الأساسية التي يستخدمها الناس بشكل يومي مثل الطحين والأرز.
وأوضحت أن الأمور تزداد تعقيدا في مناطق شمال قطاع غزة، حيث تكاد لا تكون هذه المواد متوفرة، مبينة أن طفلا من بين ستة أطفال يعانون من نقص حاد في الغذاء، مؤكدة اقتراب انعدام الأمن الغذائي.
ولفتت إلى صعوبة في وصول الطواقم الإنسانية والإغاثية والعاملين في المجال الإنساني إلى جميع المناطق، وحتى إن استطاعوا الوصول لا يمكن إيصال الكميات المناسبة.
مخطط إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة بصورة جديدة
ويرى منسق لجنة المدافعين عن حقوق الإنسان، بديع دويك، أن هناك مخططا واضحا ومؤامرة كبيرة على قطاع غزة تضاف إلى الإبادة الجماعية التي أخذت عدة صور وأدوات.
وأوضح أنه زادت المجاعة ضراوة في القطاع، عندما حاولت إسرائيل الضغط على المقاومة بهذا الملف مما أدى إلى تجويع السكان، مشيرا إلى دخول أكثر من 600 ألف مواطن في شمال غزة مرحلة المجاعة.
وذكر أن كل الأصوات التي أكدت وجود مجاعة في غزة كانت عاجزة أمام "الفيتو" الأمريكي في مجلس الأمن.
كما حمّل الخبير في القانون الدولي، المستشار حسن أحمد عمر، ما وصل له الوضع الإنساني والغذائي في قطاع غزة إلى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا التي دعمت العدوان هناك.
وبيّن أن جريمة الإبادة الجماعية التي تنظرها محكمة العدل الدولية، توجب كل من حرض أو اشترك أو ساهم بمعاقبتهم جميعا، وتتحمل الدول التعويضات وإحالة المتهمين إلى المحكمة الجنائية أو تشكيل محكمة خاصة بهم.
عرقلة إسرائيل لدخول المساعدات الي قطاع غزة
ومنذ التاسع من فبراير الجاري تظهر الأرقام اليومية انخفاضا حادا في إمدادات المساعدات التي وصلت إلى غزة حيث يواجه السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتحول معظمهم إلى نازحين مستويات مختلفة من أزمة الجوع.
وكانت غزة قبل بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع تعتمد على دخول 500 شاحنة محملة بالإمدادات يوميا، وحتى في أثناء العدوان العنيف في يناير الماضي، استطاعت نحو 200 شاحنة مساعدات العبور إلى القطاع في معظم الأيام.
لكن وفقا لأرقام الأمم المتحدة انخفض المتوسط اليومي في الفترة من التاسع حتى 20 فبراير الجاري إلى 57 شاحنة فقط، وفي سبعة من تلك الأيام، تمكنت 20 شاحنة فقط أو أقل من العبور، ولم تنجح سوى أربع شاحنات في دخول قطاع غزة يوم 17 فبراير.
في حين أن المزيد من الشاحنات تصل من حين لآخر عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، فإن كثيرا ما يتم تعطيلها من محتجين إسرائيليين يحاولون منع عمليات التسليم.
انتشار غير مسبوق للأوبئة القاتلة بين سكان غزة
وقالت رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الأهلي والوطني في القدس المحتلة، إن ما يحدث في قطاع غزة لا يمكن وصفه بأي وصف في التاريخ السياسي الحديث، فهو يتجاوز الإبادة الجماعية، لافتة إلى أن البنية الأساسية نسفت تماما، وسط انتشار غير مسبوق للأوبئة القاتلة والمميتة بسبب عدم القدرة على الحصول على مياه الشرب النظيفة.
وأشارت النتشة إلى أن إسرائيل تستغل تلك الأزمة والوضع في قطاع غزة لتهجير المزيد من السكان وبناء مزيد من المستوطنات في غزة والاستفادة من الثروات الطبيعية في غزة وبحرها، على حد قولها.
600 ألف فلسطيني في رفح دون غذاء ودواء
كما قال المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر، إن 600 ألف طفل فلسطيني يعيشون في مخيمات مدينة رفح الفلسطينية دون غذاء ولا دواء وفي ظروف بالغة الخطورة.
كما قال مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة إن سكان القطاع دخلوا مرحلة المجاعة.
وأضاف الثوابتة -في تصريحات للجزيرة- أنه منذ 10 أيام وحتى الآن لم تدخل إلى كل قطاع غزة سوى 9 شاحنات مساعدات، وأشار إلى أن 700 ألف شخص على الأقل يعانون مجاعة قد تؤدي إلى وفاتهم.
تعمد تجويع سكان شمال قطاع غزة
وأشار إلى أن جيش الاحتلال تعمد تجويع شمال قطاع غزة ومنع إدخال أي مساعدات، مناشدا "الأشقاء" في مصر فتح معبر رفح فورا لإدخال المساعدات.
وطالب الثوابتة باستمرار تدفق المساعدات إلى محافظة الشمال ومدينة غزة، كما طالب برنامج الغذاء العالمي بالتراجع عن قراره الذي اتخذه اليوم بتعليق تسليم مساعداته إلى شمال القطاع.
من ناحية اخرى نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مسؤول في الأمم المتحدة أن مسؤولين أمريكيين ومصريين يناقشون حلا محتملا يعود بموجبه رجال الشرطة في قطاع غزة إلى العمل بهدف تنظيم عملية المساعدات التي تصل للفلسطينيين للتغلب على الفوضى التي تصاحب عملية التوزيع.
إقرأ أيضا.. شبح العزلة الدولية يواجه إسرائيل، حالة غضب غير مسبوقة تجاه مجازر الابادة الجماعية في غزة، ومطالبات دولية بقطع العلاقات مع تل أبيب
تنظيم عملية المساعدات على سكان غزة
وأوضحت الصحيفة أن رجال الشرطة لن يرتدوا الزي الرسمي وسيحملون فقط الهراوات، مقابل وعد من إسرائيل بعدم مهاجمتهم إذا كانوا يقومون بعملية حراسة قوافل المساعدات.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، تعتبر إسرائيل الشرطة إحدى ركائز حكم حماس لغزة، وقد اتهمتها بسرقة شحنات المساعدات المخصصة لسكان غزة العاديين، ولكن لم تقدم أي دليل على هذا الادعاء، لكن مسؤولين في الأمم المتحدة يقولون إن اختفاء الشرطة أدى إلى تعطيل عمليات تسليم المساعدات، ما جعل القوافل التي كانت تحرسها ذات يوم أكثر عرضة للنهب.
عودة الشرطة الفلسطينية
ويقول مسؤولون أمريكيون وأمميون إن شحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة تراجعت هذا الشهر بعد أن توقفت الشرطة الفلسطينية، التي تعتمد عليها الأمم المتحدة لحماية القوافل عن الوصول إلى عملها خوفا من هجمات من إسرائيل وعصابات اللصوص.
إنزال جوي للمساعدات على غزة من جانب مصر والأردن والإمارات وقطر وفرنسا
ونفذت عدد من طائرات النقل العسكرية التابعة للقوات الجوية المصرية بالتعاون مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة أعمال الإسقاط الجوى لأطنان من المساعدات الإنسانية ومعونات الإغاثة العاجلة بالمناطق المتضررة بشمال قطاع غزة، وذلك إستمرارًا لجهود الدولة المصرية الداعمة للشعب الفلسطينى الشقيق.
وتضمنت المساعدات المقدمة من مصر والأردن والإمارات وقطر وفرنسا كميات كبيرة من المواد الغذائية والإحتياجات الإنسانية العاجلة للتخفيف من أثار الأزمة الحادة الناجمة عن إستمرار العمليات العسكرية بالقطاع.
ويأتى ذلك بالتزامن مع إستمرار فتح معبر رفح البرى لدخول المساعدات إلى الأشقاء بقطاع غزة والمساعى المصرية الجادة على كافة الأصعدة من أجل ضمان إستمرار تدفقها بصورة كافية ومستدامة والوصول إلى تسوية عادلة للأزمة الراهنة.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.