تاريخ 29 فبراير، سر السنة الكبيسة بين التقاليد القديمة وأساطير الحب
السنة الكبيسة، حالة نادرة تأتي مرة واحدة كل 4 سنوات والمولودون في هذا اليوم من بين الأسوأ حظًّا بين البشر بسبب أن عيد ميلادهم لا يتكرر سنويًّا، هذا ما يشكله يوم 29 فبراير الذي يأتي في السنوات الكبيسة التي تحتوي على 366 يومًا تقويميًا بدلًا من 365 يومًا تقويميًا، وهي تحدث كل أربع سنوات في التقويم الجريجوري، وهو التقويم الذي تستخدمه غالبية دول العالم حاليًا. حيث إن اليوم الإضافي، المعروف باليوم الكبيس، هو 29 فبراير، وهو غير موجود في السنوات غير الكبيسة.
وبمعنى آخر فإن كل سنة قابلة للقسمة على أربعة هي سنة كبيسة، مثل 2020 و2024، باستثناء بعض السنوات المئوية أو السنوات التي تنتهي بالرقم 00، مثل العام 1900.
مواليد 29 فبراير
ولأنه يوم واحد يأتي كل أربع سنوات، فإن المولودين في هذا اليوم ليسوا كثيرين. وبحسب الإحصاءات، فإنه بين كل 1461 شخصًا يولد واحد فقط في هذا اليوم، أي ما يساوي نحو 5 ملايين شخص فقط من أصل سكان العالم البالغ عددهم 7.5 مليارات نسمة.
يتم تسجيل المولود بهذا اليوم في الشهادات الرسمية حسب عادات وقوانين الدولة التي يسكنها، حتى إن الأمر يختلف من ولاية إلى أخرى في الولايات المتحدة، فأغلب الدول والحكومات تسجله من مواليد 1 مارس، بينما بعض الدول مثل نيوزيلندا تسجله من مواليد 28 فبراير.
ورغم ندرة مواليد هذا اليوم، فإن بعض العائلات تمكنت من إنجاب أكثر من طفل في هذا اليوم، منها عائلة هينركسن في النرويج التي وثقت في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وأنجبت أبناءها الثلاثة في هذا اليوم المميز على التوالي في أعوام 1960 و1964 و1968.
أساطير الحب والتعاسة
لندرة هذا اليوم فقد ارتبط بعدد من الأساطير والعادات، أشهرها وأكثرها انتشارًا تتعلق بعكس تقليد طلب الزواج الذي يطلب فيه الرجل يد المرأة التي يحبها، فيُسمح للمرأة بطلب الزواج من الرجل الذي تحبه، وعليه أن يقبل طلبها.
ينسب هذا التقليد أحيانًا إلى ملكة إسكتلندا مارجريت التي أقرت هذا القانون عام 1288، بينما يُنسب في إيرلندا إلى القديسة بريجيد التي أقنعت القديس باتريك بالموافقة على هذا التقليد، وفور موافقته تقدمت هي بطلب الزواج منه ولكنه لم يوافق على طلبها، وللتسرية عنها أهداها فستانًا من الحرير، بحسب مجلة "إنتايتي".
وما زالت هذه العادات مستمرة حتى الآن، إذ يعوض الرجل المرأة التي طلبت منه الزواج بإعطائها هدية تتكون في أحيان كثيرة من 12 زوجًا من القفازات، وهذا كي تغطي المرأة يدها التي لا تحمل خاتم الزواج طوال الاثني عشر شهرًا.
أما في اليونان فالأمر على النقيض تماما، حيث بحسب معتقداتهم ستكون التعاسة مصير من يتزوج خلال السنة الكبيسة بشكل عام، وفي يوم 29 فبراير بشكل خاص. أما إذا انفصل زوجان خلال السنة الكبيسة فلن يشعرا بالحب والسعادة مجددًا.
ورغم أن تقليد طلب المرأة ليد الرجل تقليد أسكتلندي سعيد، فإنهم يتشاءمون إن ولد أحدهم في هذا اليوم المميز، ويعتبرون أنه سيكون شخصا تعيسا في حياته العاطفية.
تقاليد قديمة
بضعة ملايين فقط من الأشخاص في العالم لديهم تاريخ الميلاد المميز هذا، على وجه التحديد، 27832 في فرنسا منذ عام 1968، وفق بيانات المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية.
وعلى الحدود مع المكسيك، يقام للأشخاص المولودين في 29 فبراير مهرجان خاص بهم في مدينة أنتوني الصغيرة في تكساس، التي نصبت نفسها عاصمة عالمية للسنوات الكبيسة منذ عام 1988.
وفي إيرلندا، دفعت الحكومة مكافأة قدرها 100 يورو عام 2004 للأطفال المولودين في 29 فبراير، بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للسنة الدولية للأسرة، التي أعلنتها الأمم المتحدة عام 1994.
لا يزال الإيرلنديون أيضًا يضعون في اعتبارهم تقليدًا قديمًا يعود تاريخه إلى القرن الخامس، وهو جعل 29 فبراير "يوم العازبين" أو "يوم امتياز السيدات": أي إنه بإمكان المرأة خلال هذا النهار التقدم للزواج من الرجل. وكان على من يرفض عروض الزواج أن يقدم هدية عند البعض، أو غرامة عند البعض الآخر. وفي عام 2010، ألهم هذا التقليد فيلم "ليب يير" ("Leap Year")، وهو عمل كوميدي رومانسي من بطولة إيمي آدامز... اختارته مجلة تايم "أسوأ فيلم للعام".
مشاهير من مواليد 29 فبراير
ومع الانتقال إلى التقويم الجريجوري في عام 1582، "أدرج اليوم الإضافي في نهاية فبراير، في اليوم الـ29"، بحسب معهد IMCCE.
وبما أن الأرض لا تستغرق بالضبط 365 يومًا وست ساعات للدوران حول الشمس، بل 365 يومًا وخمس ساعات و48 دقيقة وبضع ثوان، فليست كل السنوات التي هي مضاعفات للرقم أربع سنوات كبيسة، إذ تستثنى منها مضاعفات الـ100. من هنا، فإن عامي 1900 و2100 على سبيل المثال ليس فيهما تاريخ 29 فبراير.
كانت الممثلة الفرنسية ميشال مورجان، التي توفيت عن 96 سنة، تتباهى مازحة بأنها من المحظوظين لأن تقدمها في السن كان يحصل "أبطأ بأربع مرات من الآخرين" لكونها من مواليد 29 فبراير. شأنها في ذلك شأن المؤلف الموسيقي الإيطالي روسيني، والممثل الفرنسي جيرار دارمون، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ومغني الراب الأميركي جا رول، والفكاهي الكندي شوجر سامي.
عطل في أجهزة الكمبيوتر
مع اقتراب الألفية الجديدة، تركزت كل المخاوف على احتمال حدوث عطل كبير في أجهزة الكمبيوتر في الأول من يناير 2000. لكن في نهاية المطاف، كانت المشكلات التقنية مرتبطة بتاريخ 29 فبراير 2000، فقد تعطلت حواسيب الشرطة موقتًا في بلغاريا، وكذلك خدمات الأرصاد الجوية اليابانية ونظام أرشفة الرسائل التابع لخفر السواحل الأميركيين وخدمة الضرائب البلدية في مونتريال، بحسب أرشيف وكالة الصحافة الفرنسية.
وكان لا بد من تصحيح نظام الكمبيوتر الخاص بعدادات مواقف السيارات في باريس آلة تلو الأخرى، لأنه لم يجدول تاريخ 29 فبراير 2000.
في الواقع، لا يمكن أن تكون سنة 2000 كبيسة، لأن السنوات التي تكون من مضاعفات 100 ليست كذلك... إلا إذا كانت أيضًا من مضاعفات 400، مثل 2000 (أو 1600 أو 2400).
كيفية ظهور السنة الكبيسة
كما نشر موقع "لايف ساينس" المتخصص بأخبار العلوم تقريرًا مفصلًا يشرح أسباب وكيفية ظهور "السنة الكبيسة"، وتاريخها في العالم.
ويلفت التقرير الى أن التقويمات الأخرى غير الغربية، بما في ذلك التقويم الإسلامي والتقويم العبري والتقويم الصيني والتقويم الإثيوبي، لديها أيضًا إصدارات من السنوات الكبيسة، ولكن هذه السنوات لا تأتي جميعها كل أربع سنوات وغالبًا ما تحدث في سنوات مختلفة عن تلك الموجودة في التقويم الغريغوري. وتحتوي بعض التقاويم أيضًا على أيام كبيسة متعددة أو حتى أشهر كبيسة مختصرة.
وبالإضافة إلى السنوات الكبيسة والأيام الكبيسة، يحتوي التقويم الجريجوري (الغربي) أيضًا على عدد قليل من الثواني الكبيسة، والتي تمت إضافتها بشكل متقطع إلى سنوات معينة، كان آخرها في 2012 و2015 و2016. ومع ذلك، فإن المكتب الدولي للأوزان والمقاييس (IBWM) وهو المنظمة المسؤولة عن ضبط الوقت العالمي سيقوم بإلغاء الثواني الكبيسة اعتبارًا من عام 2035 فصاعدًا.
لماذا نحتاج إلى سنوات كبيسة؟
يقول تقرير "لايف ساينس" إن السنوات الكبيسة مهمة جدًا، وبدونها ستبدو سنواتنا مختلفة تمامًا في النهاية. حيث توجد السنوات الكبيسة لأن السنة الواحدة في التقويم الجريجوري أقصر قليلًا من السنة الشمسية أو الاستوائية، وهو مقدار الوقت الذي تستغرقه الأرض للدوران حول الشمس بالكامل مرة واحدة.
ويبلغ طول السنة التقويمية 365 يومًا بالضبط، لكن السنة الشمسية تبلغ تقريبًا 365.24 يومًا، أو 365 يومًا و5 ساعات و48 دقيقة و56 ثانية.
وإذا لم نأخذ في الاعتبار هذا الاختلاف، فإننا في كل سنة تمر سنسجل فجوة بين بداية السنة التقويمية والسنة الشمسية ستتسع بمقدار 5 ساعات و48 دقيقة و56 ثانية كل عام، وهذا من شأنه أن يغير توقيت الفصول. على سبيل المثال، إذا توقفنا عن استخدام السنوات الكبيسة، فبعد حوالي 700 عام، سيبدأ الصيف في نصف الكرة الشمالي في ديسمبر بدلًا من يونيو.
وتؤدي إضافة أيام كبيسة كل سنة رابعة إلى إزالة هذه المشكلة إلى حد كبير لأن اليوم الإضافي يكون تقريبًا بنفس طول الفرق الذي يتراكم خلال هذا الوقت.
ومع ذلك، فإن النظام ليس مثاليًا، فنحن نكتسب حوالي 44 دقيقة إضافية كل أربع سنوات، أو يومًا كل 129 عامًا. ولحل هذه المشكلة، نتخطى السنوات الكبيسة كل سنة مئوية باستثناء تلك التي تقبل القسمة على 400، مثل 1600 و2000. ولكن حتى ذلك الحين، لا يزال هناك فرق بسيط بين السنوات التقويمية والسنوات الشمسية، وهذا هو السبب في أن المكتب الدولي للأوزان والمقاييس جرب أيضًا الثواني الكبيسة.
ولكن بشكل عام فان السنوات الكبيسة تعني أن التقويم الغريغوري (الغربي) يظل متزامنًا مع رحلتنا حول الشمس.
تاريخ السنوات الكبيسة
وتعود فكرة السنوات الكبيسة إلى عام 45 قبل الميلاد، عندما أنشأ الإمبراطور الروماني القديم يوليوس قيصر التقويم اليولياني، والذي كان يتكون من 365 يومًا مقسمة إلى 12 شهرًا لا نزال نستخدمها في التقويم الجريجوري.
وكان التقويم اليولياني يتضمن سنوات كبيسة كل أربع سنوات دون استثناء، وتمت مزامنته مع فصول الأرض بفضل "السنة الأخيرة من الارتباك" في 46 قبل الميلاد، والتي تضمنت 15 شهرًا بإجمالي 445 يومًا، وفقًا لجامعة هيوستن.
ولعدة قرون، بدا أن التقويم اليولياني يعمل بشكل مثالي، ولكن بحلول منتصف القرن السادس عشر، لاحظ علماء الفلك أن الفصول كانت تبدأ قبل حوالي 10 أيام من المتوقع عندما لم تعد العطلات المهمة، مثل عيد الفصح، تتوافق مع أحداث معينة، مثل الاعتدال الربيعي.
ولعلاج هذه المشكلة، قدم البابا غريغوري الثالث عشر التقويم الغريغوري في عام 1582، وهو نفس التقويم اليولياني ولكن مع استبعاد السنوات الكبيسة لمعظم السنوات المئوية.
ولعدة قرون، تم استخدام التقويم الجريجوري فقط من قبل الدول الكاثوليكية، مثل إيطاليا وإسبانيا، ولكن تم اعتماده في النهاية من قبل الدول البروتستانتية أيضًا، مثل بريطانيا العظمى في عام 1752، عندما بدأت سنواتها تنحرف بشكل كبير عن الدول الكاثوليكية.
وبسبب التناقض بين التقويمات، اضطرت البلدان التي تحولت لاحقًا إلى التقويم الغريغوري إلى تخطي أيام للمزامنة مع بقية العالم. وعلى سبيل المثال، عندما قامت بريطانيا بتبديل التقويمات في عام 1752، تبع يوم 2 سبتمبر يوم 14 سبتمبر، وفقًا لمتحف جرينتش الملكي.
ويخلص تقرير " لايف ساينس" إلى أن البشر سيضطرون في مرحلة ما في المستقبل البعيد الى إعادة تقييم التقويم الجريجوري لأنه لا يتوافق مع السنوات الشمسية، لكن الأمر سيستغرق آلاف السنين حتى يحدث هذا الأمر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.