رئيس التحرير
عصام كامل

تكنوقراط وتوافق وطني.. تحركات لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة.. ومحادثات فتح وحماس تحدد مصيرها

فلسطين، فيتو
فلسطين، فيتو

كشفت تقارير إعلامية اليوم الأحد أن  الحكومة الفلسطينية الحالية برئاسة محمد أشتيه، ستعلن استقالتها خلال أسبوع، وذلك في ظل التطور الكبير في مفاوضات الأسرى بين حماس وإسرائيل. 

وأوضح موقع العربية نقلا عن مصادر، أن الحكومة الجديدة التي ستخلفها، ستتألف من "تكنوقراط" فقط، في إشارة إلى وزراء ذوي اختصاص.

تشكيل حكومة فلسطينية جديدة

من جانبه، أكد المتحدث باسم حركة فتح عبدالفتاح دولة، أن الحركة لا تعارض تشكيل حكومة تكنوقراط، مشيرا إلى أنه لا قرار حتى الآن حول أعضائها.

وأضاف المتحدث أن الحكومة المقبلة ستكون مهمتها إدارة شؤون الفلسطينيين وليست حكومة فصائلية، لافتا إلى أنه "لا حديث مع حماس حول انضمامها لمنظمة التحرير، والأولوية لوقف الحرب".

كما أكد أن أي حكومة لن تتمكن من القيام بمهامها مع إصرار إسرائيل على الحرب.

من جهته، أوضح مصدر مطلع مقرب من حماس لشبكة «العربية»، أن الأولوية الآن هي لوقف الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإغاثة الشعب، وبعد ذلك يمكن الحديث عن حكومة توافق وطني، تتولى إعادة الإعمار، وإدارة شؤون الناس في المرحلة الانتقالية لحين إجراء انتخابات شاملة.

فيما نفى المصدر أن تكون حماس قد بحثت مع فتح هذا الموضوع، لافتًا إلى أن أي مباحثات رسمية لم تجر حتى الآن.

أبرز الأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة الفلسطينية

ووفقا لشبكة «العربية»، فإن الاسم المطروح لرئاسة الحكومة الفلسطينية الجديدة، هو رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى.

وكانت العديد من المعلومات ألمحت سابقًا إلى أن واشنطن تضغط من أجل تشكيل سلطة فلسطينية جديدة، بعيدة عن الاتهامات بالفساد أو الترهل، من أجل توحيد الضفة الغربية بغزة وتولي الحكم فيهما بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، والتي تفجرت في السابع من أكتوبر الماضي إثر الهجوم الذي شنته حماس.

بينما سرى مؤخرًا بين الأوساط الفلسطينية الحديث عن حكومة وحدة وطنية تجمع كافة الأطياف، من فتح وحماس على السواء.

في حين رفضت إسرائيل بشكل قاطع أن تشارك الحركة بأي شكل من الأشكال في إدارة غزة، وقد توعدت مرارا وتكرارا بسحق قادتها واغتيالهم أو اعتقالهم.

يذكر أن مسألة حكم القطاع كانت شكلت عقدة مهمة في المفاوضات الجارية من أجل هدنة مطولة في غزة.

كما شكلت احدى النقاط الخلافية بين تل أبيب وواشنطن.

تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية 

من جانبه، قال الدكتور خالد سعيد،  الباحث في مركز الدراسات الإسرائيلية بجامعة الزقازيق،  إن تغيير الحكومة الفلسطينية وتشكيل حكومة تكنوقراط، كان أحد أهم بنود الوثيقة التي أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما يتعلق باليوم التالي للحرب على غزة.

وأضاف أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تريد أن تتولى الحكومة الفلسطينية شخصيات مدنية بعيدة عن أي من فصائل المقاومة، ظنا منها أن ذلك سيقضي على شرعية المقاومة وقدراتها في قطاع غزة.

وأشار خالد سعيد إلى أنه كانت هناك العديد من الأسماء البارزة والمرشحة للرئاسة الحكومة الفلسطينية والتي كان من بينها سلام فياض أو دحلان أو مروان البرغوثي، الشخص الوحيد الذي تتفق عليه جميع فصائل المقاومة.

وأكد أن خطوة الحكومة الجديدة لن يكون لها فاعلية على الأرض إلى بالاتفاق بين جميع فصائل المقاومة بما فيهم حركتي حماس والجهاد الإسلامي، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال تحاول القضاء على جذور الحركتين في قطاع غزة والضفة الغربية.

ونوه سعيد إلى أن المقاومة الفلسطينية لن ترضخ لإملاءات دولة الاحتلال الإسرائيلي ولكنها ستطلب انتخابات حرة، وهو ما قد تعترض عليه تل أبيب ويتسبب في عرقلة هذه الخطوة والتوصل لحل.

إعادة ترتيب البيت الفلسطيني بشكل كامل

بدوره، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في تصريحات خاصة لفيتو، إن فكرة تشكيل حكومة تكنوقراط طرحت منذ فترة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني بشكل كامل، وتبتعد عن السياسة وتكون مهمتها إعادة دمج مؤسسات غزة مع الضفة الغربية بعد أن تنتهي  الحرب على غزة، والإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية بشكل كامل.

وتابع  الرقب: تشكيل حكومة برئاسة محمد مصطفي طرحت أكثر من مرة ولكن لم تناقش مع الفصائل حتى الآن، وهناك لقاء للفصائل غدا في موسكو قد يطرح به هذا الأمر، لكن حتى الآن لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة وقد تكون برئاسة محمد مصطفى الذي يرأس الآن الصندوق القومي الفلسطيني.

وأضاف: “الحرب مازالت مستمرة ولن يكون هناك دور للحكومة قبل انتهاء الحرب، ومن المتوقع أن تقوم الحكومة بالإشراف على بعض الرواتب لموظفي السلطة الفلسطينية في الضفة وغزة”.

محادثات بين فتح وحماس برعاية روسية

وكان مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، أعلن خلال اتصال هاتفي، مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق، دعم موسكو للوحدة بين الفلسطينيين من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك خلال محادثات جرت بمبادرة من الجانب الفلسطيني. 

وخلال المحادثات، تم التركيز بشكل رئيسي على مشاكل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وعلى الكارثة الإنسانية المتزايدة في قطاع غزة. 

كما تم إجراء تبادل مفصل لوجهات النظر حول القضايا المتعلقة، بإعداد وإدارة الاجتماع المقرر عقده في نهاية فبراير- بداية مارس من هذا العام في موسكو، بمنصة معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية للاجتماع الفلسطيني الداخلي.

كما جاء في بيان وزارة الخارجية الروسية: "أكد الجانب الروسي موقفه الثابت بشأن دعم الوحدة الفلسطينية، من خلال منصة منظمة التحرير الفلسطينية".

خطة تتضمن مصير قطاع غزة بعد انتهاء الحرب

ويأتي ذاك في ظل تسارع وتيرة المفاوضات حول هدنة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مقابل تبادل عدد من الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، تدور خلف الكواليس منذ فترة محادثات من أجل تشكيل سلطة فلسطينية جديدة تلبي طموحات كافة الفلسطينيين، وتتولى الحكم مستقبلاُ في القطاع المدمر.

وفي حديثه مع القناة 14 الإسرائيلية قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس:" إن  السلطة الفلسطينية لن تكون جزءا من الحكومة المدنية في قطاع غزة".

وخلال الأيام القليلة الماضية قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطة تتضمن مصير قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

وضمن بنود الخطة التي كشف عنها نتيناهو رفض الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية والقضاء على قدرات حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.

وفي هذا السياق انتقدت حركة حماس، خطة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لما بعد الحرب في قطاع غزة.

ومن جانبه  ذكر القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، خلال مؤتمر صحفي مساء الجمعة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يقدم أفكارًا يدرك تمامًا أنها لن تنجح بالنسبة لليوم التالي للحرب في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه "يقدم ورقة يكتب فيها مجموعة من أفكاره المكررة".

وردت السلطة الفلسطينية على المقترح، على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، الذي اعتبر أن ما يطرحه نتنياهو من خطط الهدف منها استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ومنع إقامة دولة فلسطينية.

وقال  أبو ردينة أن "غزة لن تكون إلا جزءا من الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وأي مخططات غير ذلك مصيرها الفشل ولن تنجح إسرائيل في محاولاتها تغيير الواقع الجغرافي والديموجرافي في قطاع غزة".

واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن خطة نتنياهو مجرد أضغاث أحلام، وأهداف متخيلة من الصعب تحقيقها، هدفها إشغال الوضع الداخلي الصهيوني في ظل الأزمة الطاحنة داخل مجلس الحرب، وأيضًا إطالة أمد العدوان الصهيوني على القطاع في ضوء عدم نجاح العدو في تحقيق أي من أهدافه".


ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية