صفعة يهودية للاحتلال الصهيوني.. عوفر كاسيف يؤيد دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بمحكمة العدل الدولية.. يدعم إقامة دولة فلسطينية ووصف نتنياهو بـ"القاتل النهم".. واليمين المتطرف يفشل في طرده من الكنيست
عوفر كاسيف، انتصر عضو الكنيست الإسرائيلي عوفر كاسيف على اليمين الإسرائيلي المتطرف، ومنهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، عندما رفض الكنيست، أمس الإثنين، إقالة كاسيف من عضوية الكنيست، بعد إعلان تأييده لدعوى جنوب أفريقيا ضد أعمال الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل في غزة.
صفعة على وجه اليمين المتطرف في إسرائيل
انتصار عوفر كاسيف في الكنيست يُعد أكبر ضربة تلقاها اليمين المتطرف الإسرائيلي، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وسموتيرتش ووزير حرب الاحتلال يوآف جالانت، الذين يدعون لاستمرار الحرب على قطاع غزة، حيث أخفق نواب من التحالف القومي الديني المتطرف في برلمان الاحتلال الإسرائيلي "الكنيست"، الحصول على الأغلبية اللازمة لعزل النائب عوفر كاسيف، لمساندته الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية.
كان انتصار نائب الكنيست عوفر كاسيف بمثابة صدمة لدعاة الحرب الإسرائيليين الداعين لارتكاب الجرائم ضد قطاع غزة، حيث صوت 85 عضو من أصل 120 نائبًا في الكنيست لصالح عزل عوفر كاسيف في جلسة مكتملة الأعضاء، أي أقل بخمسة أصوات من الأغلبية العظمى المطلوبة، التي تبلغ 90 مقعدًا.
عوفر كاسيف يؤيد دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل
ينتمي عوفر كاسيف، البرلماني الإسرائيلي للحزب الشيوعي "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، وهو يجلس في صفوف المعارضة، ضمن قائمة مشتركة مع حزب الحركة العربية للتغيير اليساري، حيث وقع على رسالة مفتوحة تدعم لاتهامات الموجهة للاحتلال الإسرائيلي، وخاصة اتهام الاحتلال بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين في غزة، الأمر الذي تسبب في غضب اليمين الإسرائيلي المتطرف عليه.
يُعرف عوفر كاسيف بمساندته للقضية الفلسطينية، ووقوفه إلى جانب فلسطين والفلسطينيين ضد الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي من سياسة فصل عنصري ضد الفلسطينيين، حيث أكد إثبات رأيه بحق دعم الدعوى، التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، وقال في أحد البرامج التليفزيونية: "إن الاحتلال جريمة وهو يقوم بقتل الشعبين الفلسطيني واليهودي"
عوفر كاسيف يؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة
كما طالب عوفر كاسيف بالتحقيق فيما يجري في غزة، والذي وصفه بـ "الدمار والقتل"، حيث قال: "إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تقوم بأي شيء لإنقاذ الأسرى، وإن المصلحة المشتركة هي وضع حد للاحتلال وأن يتمتع الفلسطيني بدولة مستقلة ذات سيادة ".
اشتهر اليهودي عوفر كاسيف، ممثل حداش أو الجبهة الشيوعية الإسرائيلية، وهو الحزب الوحيد الذي يضم عربًا ويهودًا بين أعضائه، فهو محسوب على قائمة عربية رئيسية في البرلمان الإسرائيلي، وعُرف بمواقفه المثيرة للجدل حول الحركة الصهيونية ورفضه الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يصف عوفر كاسيف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "القاتل النهم"، وكان أحد المتصدرين لشرطة الاحتلال الإسرائيلي في مظاهرات الفلسطينيين في حي الشيخ جراح في القدس، فكان كاسيف ضد إجلاء فلسطينيين من منازلهم لصالح الجمعيات الاستيطانية.
صدام وشرطة الاحتلال لصالح الفلسطينيين بحي الشيخ جراح
دخل عوفر كاسيف في صدام شديد مع شرطة الاحتلال لصالح الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، حتى أن بعض الصورة الملتقطة له، أظهرت صورة لعوفر وقد كُسرت نظارته وتم قطع قميصه وكان يرفع علامة النصر، أثناء المظاهرة مع الفلسطينيين ضد شرطة الاحتلال، وتم طرحه أرضا وضربه من قبل شرطة الاحتلال.
وكشف عوفر كاسيف الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، حتى أنه قال، في حديث له مع وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) إن: "إسرائيل أصبحت أكثر فاشية خصوصا في عهد نتانياهو.. وحكومة الاحتلال الإسرائيلي تشبه فاشية ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي"، مضيفًا أن هدفه والتزامه النضال من أجل العدالة والديمقراطية، وأنه ضد الاحتلال والفاشية والعنصرية.
برغم أن عوفر كاسيت عضو بالكنيست الإسرائيلي، لكنه يعارض الصهيونية كحركة قومية يهودية أدت لقيام الاحتلال الإسرائيلي الحديث، معتبرًا ذلك ضد المساواة التي تدعيها.
الاحتلال يتهم كاسيف بالخيانة لوصفه نتنياهو بالقاتل النهم
لم يسلم عوفر كاسيت من اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يتهمه بأنه "خائن" و"يساري فوضوي" و"عار على اليهود"، حيث يؤكد الخبير السياسي دينيس شاربيت أن "الصورة التي يمثلها عوفر كاسيف لغالبية الرأي العام هي صورة كراهية، وأنه يحترم القومية الفلسطينية لا الإسرائيلية".
انضم عوفر كاسيف إلى الدعوى التي أقامتها دولة جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد جرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وبسبب دعمه للدعوى وجه له الكنيست دعوة بالطرد من برلمان الاحتلال.
قبل انتخابه عضوًا في الكنيست، عمل عوفر كاسيف محاضرًا في مجال السياسة والحكومة في الجامعة العبرية والكلية الأكاديمية في تل أبيب، كان كاسيف أول من رفض الخدمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ما أدى إلى سجنه 4 مرات، وانضم إلى الحزب الشيوعي وحركة الجبهة.
كما يعارض عوفر كاسيف الحركة القومية اليهودية، التي أدت إلى تأسيس دولة إسرائيل عام 1948 أو ما يعرف بـ"الحركة الصهيونية"، وكان لعوفر مواقف قوية تجاه للاحتلال الإسرائيلي، فقبل دخوله الكنيست وصف وزيرة العدل آنذاك "إيليت شاكيد" بأنها "حثالة النازيين الجدد"، ووصف نتنياهو بـ"القاتل النهم الرئيسي".
عوفر كاسيف من أشد المؤيدين لحل الدولتين
أصبح عوفر كاسيف عضوًا في الكنيست عن حزب حداش اليهودي العربي في مارس 2019، والمفارقة أن لجنة الانتخابات المركزية في الكنيست منعته من الترشح، قبل الاقتراع، واتهمته بإنكاره حق إسرائيل في الوجود بصفتها دولة يهودية، لكن المحكمة العليا رفضت القرار.
أصبح عوفر ماسيف عضوًا في لوبي مكافحة الاتجار بالنساء والدعارة، ولوبي مكافحة تشغيل المرأة العربية، ومنع العنف ضد المرأة وإقرار حقوقها، ولوبي تعزيز المساواة في المدن المختلطة عام 2021، وعضو اللجنة الفرعية لتعيين المعلمين العرب في المدارس واللجنة المالية ولجنة التعليم والثقافة والرياضة من 2021.
بعد مواقفه الداعمة للفلسطينيين، وتحديدًا في يوم 18 أكتوبر 2023، أي بعد 11 يوم من عملية طوفان الأقصى، قررت لجنة الأخلاقيات عزله من الكنيست لمدة 45 يوما، وحرمانه من راتبه لمدة أسبوعين بسبب تصريحاته ضد إسرائيل، أثناء حرب الاحتلال الطاحنة ضد غزة.
يُعرف عوفر كاسيف بأنه من أشد المؤيدين لحل الدولتين، ويعارض بشدة وجود المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ويقوم بعمل احتجاجات ضدها. ويقول عوفر: إن "الحل الوسط هو تقسيم الأرض إلى جانب دولة إسرائيل، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، تقام في الأراضي القديمة التي احتلتها إسرائيل في يونيو 67، أي في قطاع غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية".
كاسيف يشارك في مظاهرة ضد الحرب الإسرائيلية على غزة
برغم محاربة الكنيست لـ عوفر كاسيف، لكنه في يوم 23 ديسمبر 2023، شارك في مظاهرة ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، وكتب على منصة "إكس"، تويتر سابقًا: "إن وقف إطلاق النار الفوري واتفاق التبادل هو السبيل الوحيد لإنقاذ حياة الإنسان، وهو أعلى قيمة على الإطلاق".
كما أطلق عوفر كاسيف تصريحاته ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكتب، عبر منصة "إكس": "إسرائيل تريد هذا العنف، وجميع محبي السلام يجب أن يوحدوا قواهم ويطلبوا منها إنهاء الاحتلال الآن"، لذا أعلن كاسيف انضمامه إلى الدعوى التي أقامتها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، متهما حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو بأنها تدعوا إلى "التطهير العرقي، والإبادة الجماعية على العُزل في قطاع غزة".
لو يتورع عوفر كاسيف في الكشف عن السبب الأول وراء دعمه لدعوى جنوب إفريقيا، يرجع إلى اعتقاده بضرورة التحقيق في ما يجري من أحداث في غزة من قبل جهة مستقلة، أما السبب الآخر فهو الرغبة في وقف القتل، وإزهاق أرواح آلاف الفلسطينيين.
حكومة الاحتلال تدعو للتطهير العرقي
وقف عوفر في وجه حكومة الاحتلال الإسرائيلي، والتي قال عنها إنها تدعو للتطهير العرقي والإبادة الجماعية الفعلية، واتهم أعضاء حكومة نتنياهو بأنهم "ألحقوا الضرر بالبلاد والشعب، وهم الذين دفعوا جنوب أفريقيا إلى تقديم التماس إلى لاهاي".
أصبح عوفر كاسيف هدفًا للهجوم من قبل التطرف اليميني في الاحتلال الإسرائيلي، وبدأ المتطرفين من أعضاء الكنيسيت، وعلى رأسهم عوديد فورير، من حزب إسرائيل بيتنا بزعامة أفيغدور ليبرمان، في شن الحرب على عوفر، لطرده الكنيست، وجمع فورير توقيعات 70 عضوًا في برلمان الاحتلال، الكنيسيت، لتأييد مشروع قرار طرد عوفر، الذي يتطلب لتمريره 90 صوتا من أصل 120 في الجلسة العامة، لكنه لم ينجح، وبقى عوفر داخل أروقة الكنيسيت برغم معارضته للإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.
