سلوى حجازي.. حاورت عمالقة الفن والأدب.. قدمت برامج للكبار والصغار.. أبدعت في كتابة الشعر بالفرنسية.. وهكذا رثاها فؤاد حداد
سلوى حجازي، مذيعة من الجيل الأول لمذيعات التليفزيون، صاحبة وجه جميل وابتسامة صافية نابعة من القلب، اشتهرت بأسلوبها الراقي في الحوار، وبقدرتها على محاورة عمالقة الفن والأدب من الزمن الجميل أمثال يوسف وهبي ومحمد عبد الوهاب ويوسف ادريس وبديع خيري ونزار قباني، أيضا قدمت العديد من البرامج التليفزيونية للصغار والكبار، لكن شهرتها الأكبر كانت مع الصغار.
سلوى حجازي، فراشة التليفزيون التي اغتالها العدو الإسرائيلي، وهذه قصة والدها مع ريَا وسكينة
كانت المذيعة سلوى حجازي أولى المذيعات التى سجلت حوار تليفزيوني مع كوكب الشرق أم كلثوم التى لا تفضل اللقاءات التليفزيونية، ومن هنا كانت كوكب الشرق أم كلثوم تختارها من دون المذيعات لترافقها في رحلاتها، ومن أشهر هذه الرحلات إلى المغرب العربي، كما رافقتها في رحلتها لجمع تبرعات المجهود الحربي في باريس ولندن.
في مثل هذا اليوم 21 فبراير 1973 اغتالت يد الغدر المذيعة التلفزيونية الجميلة سلوى حجازي، وهي في الأربعين من عمرها، وذلك أثناء عودتها من ليبيا في مهمة تلفزيونية، وكانت على الرحلة 114 للطائرة القادمة من طرابلس إلى مطار القاهرة التي ضلت طريقها إلى سيناء ـ وكانت محتلة في ذلك الوقت ـ فأسقطت الطائرة المدنية التابعة للخطوط الليبية التي كانت تقلها سلوى حجازي صاروخ إسرائيلي انطلق من طائرة الفانتوم الإسرائيلية، وراح ضحيتها 106 من ركاب الطائرة بما فيهم سلوى حجازي والمخرج عواد مصطفى، وصالح بويصير وزير خارجية ليبيا ليلقوا جميعا حتفهم.
حادث مأساوي لإسرائيل
تعرضت الطائرة الليبية لعاصفة رملية أجبرت طاقهما على الاعتماد كليا على الطيار الآلي في الأجواء المصرية، لتدخل المجال الجوي لشبه جزيرة سيناء، التي كانت تحتلها إسرائيل، فانطلقت طائرتان من طراز "إف-4 فانتوم" لملاحقتها، وعدّل الطيار الفرنسي مساره لدخول المجال الجوي المصري، لكن الصواريخ الإسرائيلية أسقطت الطائرة، ليسقط أغلب ركاب الطائرة قتلى، في حين نجا 8 أشخاص فقط بينهم مساعد الطيار.
ذكرى اغتيال سلوى حجازي مذيعة "عصافير الجنة"
واعترفت المراجع الإسرائيلية بأن ضرب الطائرة الليبية وعليها الـ 11 راكبا كان بأمر من موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلى شخصيا بالرغم من علمه بأنها طائرة مدنية لكنه قصد توجيه درسا للمصريين ولرفض الطيار الفرنسي الهبوط في إسرائيل.
وفي عام 2003 وبعد ثلاثين عاما من رحيلها وتوقيع اتفاقيات السلام مع إسرائيل رفعت أسرة المذيعة سلوى حجازي دعوى قضائية دولية أمام القضاء الفرنسي بالتنسيق مع أسرة الطيار الفرنسي قائد الطائرة الذي راح ضحية الحادث ضد إسرائيل وكذلك أسرة الضحية الثانية المخرج مصطفى عواد واصفين ما حدث بأنه جريمة حرب خاصة وأن منظمة الطيران المدني أدانت إسرائيل والقت مسئولية الحادث عليها، إلا أنه حتى الآن لم يتم في الدعوى أي خطوة.
شائعات بمهمات خاصة
ونفت أسرة المذيعة سلوى حجازي ماتردد من شائعات بأن المذيعة كانت تعمل مع أحد الأجهزة الأمنية المصرية وأنها كانت تحمل مستندات مهمة في الطائرة أحضرتها من السلطات الليبية لتسليمها للسلطات المصرية، وكان ذلك سبب استهداف إسرائيل للطائرة كما تردد أن هذه المهمة سبقتها مهمات خاصة متعددة.
دخول الإعلام بالصدفة
ولدت المذيعة سلوى حجازي عام 1933 في حي العباسية، وهي من محافظة بورسعيد، ووالدها من أكبر القضاة الذين حكموا على المتهمين بالإعدام في قضية ريا وسكينة، درست بمدرسة الليسيه فرانسيه، وتخرجت من كلية الأداب جامعة القاهرة قسم لغات شرقية، كما درست بمعهد النقد الفني وحصلت على البكالوريوس منه، التحقت مجال الإعلام بالصدفة حين دفعت بها إحدى قريباتها للتقدم لاختبارات المذيعات، وتم قبولها، وبدأت مذيعة لنشرة اللغة الفرنسية لمدة أربع سنوات، انتقلت بعدها لتقديم برامج المنوعات، وقد جمعتها صداقة حميمة بالمذيعة ليلى رستم إلا أن لكل منهما كانت مدرسة خاصة في الأداء وكانت رستم من أوائل الذين صدموا لرحيلها.
مطالب بإطلاق اسم «سلوى حجازي» على إحدى مدارس السويس
حكايات ماما سلوى
من البرامج التي قدمتها ونجحت نجاحًا كبيرًا: ريبورتاج، شريط تسجيل، الفن والحياة، العالم يغني، تحت الشمس، سهرة الأصدقاء، المجلة الفنية، أما أشهر برامج المذيعة سلوى حجازى كان برنامج الأطفال "عصافير الجنة "، ومن خلاله عشقت الاطفال وعشقوها وكانت تقدم برنامجها باسم ماما سلوى سنوات طويلة، وقد جمعت أغلب حواديتها في هذا البرنامج في كتاب "حكايات ماما سلوى" وكانت لديها موهبة وقبولا في سرد الحكايات خصوصا أنها كانت تخاطب أطفالا عمرهم بين ثلاثة وعشرة أعوام.
موهبة كتابة الشعر بالفرنسية
وجانب عملها كمذيعة تليفزيونية ناجحة وشهيرة تملك سلوى حجازي موهبة كتابة الشعر باللغة الفرنسية، وكان أول ديوان أصدرته "أضواء وظلال" نالت عنه الجائزة الذهبية من مهرجان السعر الفرنسي عام 1964، تبعه الديوان الثاني باسم "أيام بلا نهاية" ونالت عنه الجائزة الذهبية لمهرجان الشعر الفرنسي الدولي عام 1965، أيضا مثلت سلوى حجازي مصر في العديد من المؤتمرات الدولية.
تزوجت سلوى حجازي من القاضي الرياضي حسن محمد شريف بطل النادي الأهلي وبطل منتخب مصر في الجمباز، ورئيس المحكمة بمكتب المدعي العام الاشتراكي وأنجبت منه ٤ أبناء وهم رضوى ومحمد وآسر وهاني.
فؤاد حداد يكتب سلوى العزيزة
كتب فيها الشاعر الكبير فؤاد حداد قصيدة في رثائها بعنوان "سلوى العزيزة"، يقول فيها: يافجر تلميذة في جناين أم.. ضحكتها مسموعة وملاكها لطيف / الورد كان خايف يلاقي الخريف.. قدمك عليه السعد فتح لهم.
ومنح الرئيس الراحل أنور السادات الراحلة سلوى حجازي وسام العمل من الدرجة الثانية فور وفاتها عام 1973 باعتبارها من شهداء الوطن، وفي ذكراها الخامس والعشرين منحها الرئيس السابق حسني مبارك وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى.
السينما والمسرح فى آخر حوار
كان للمذيعة سلوى حجازي آراءا في جميع القضايا المثارة وفي آخر حديث لها قبل عودتها إلى مجلة الإذاعة الليبية أجرته الصحفية سعاد بشير وأعادت مجلة الإذاعة المصرية نشره بعد استشهادها تحدثت فيه عن أزمة السينما والمسرح بعد نكسة 67 فاتهمت السينما بعدم قيامها بالدور المفروض أن تؤديه تجاه المجتمع، لكنها ترى أن السينمائيين الشبان هم شباب مثقف استطاع أن يعطي للسينما ما عجز عنه الآخرون.
وأضافت سلوى حجازي أن الفيلم السينمائي القديم كان يعتمد على النص والعنصر الأدبي، أما الفيلم الحديث فيعتبر أن لغة السينما تتمثل في الصورة والشكل وعناصر الإبهار ويأتي العمل الأدبي في مرحلة ثانية، كما أن هناك مخرجين استطاعوا إضافة شيء جديد للسينما المصرية مثل صلاح أبو سيف رمز الواقعية المصرية، كما قدَّم يوسف مرزوق أفلاما غير تقليدية، وهناك فيلم المومياء لشادى عبد السلام الذى يجسِّد فيه الفن التشكيلى مع الفن السينمائى مؤكدة أن كل فيلم له جمهور معين حسب نوعية الفيلم، ومن الصعب أن يرضي كل الأذواق لأن كل شخص يذهب إلى دار العرض بإحساس معين يختلف عن إحساس الآخرين.
غلبة الطابع المأساوي
أما بالنسبة للمسرح فقالت سلوى حجازي: إن المسرح لدينا تطور من المدرسة التقليدية إلى المدرسة الحديثة فكانت الأعمال المسرحية يغلب عليها الطابع المأساوي، وكانت القصص على مستوى عال، ولها جمهور كبير، وكان الممثل يعتمد فى أداء دوره على الانفعال المبالغ فيه لاستعراض إمكانياته الفنية لإقناع الجمهور.
45 عاما على اغتيال إسرائيل مذيعة «عصافير الجنة» غدرا
آراء فى المسرح
وأوضحت سلوى حجازي أنه لما تطور المسرح تأثر بالتيارات الحديثة ودخل التجريد خشبة المسرح مثل أعمال بيكيت ويونيسكو، وبدأ الجمهور لا يفهم كثيرًا مما يعرض فبدأ يبتعد عن المسرح واكتفى برواده المثقفين، وهذا حقيقي لأن الجمهور يريد من المسرح أن يعبِّر عن واقعه ومشاكله من خِلال مسرح واقعى يقوم بتثقيف الناس ونقد عيوبهم وقد نجحت مسرحيات تحية كاريوكا في ذلك.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.