متخصص بالشأن الإفريقى يكشف أسباب أزمة الانتخابات فى السنغال وتداعياتها
السنغال، كشف الباحث محمد عبد الحميد الجزار، المتخصص بالشأن الإفريقى أن السنغال تشهد أزمة سياسية طاحنة مستمرة منذ نحو عامين علي خلفية الانتخابات الرئاسية المنتظرة والتي لن يكون الرئيس السنغالي الحالي ماكي سال مؤهلا للترشح فيها لأنه استنفذ الولايات الدستورية المقررة له حيث شغل منصب رئيس البلاد علي مدار ولايتين كل ولاية مدتها سبع سنوات بدأت منذ إبريل 2012 وكان من المقرر أن تنتهي في إبريل 2024 حتي تم الإعلان عن تأجيل موعد الإنتخابات الرئاسية التي كان من المقرر عقدها في 25 فبراير الجاري , لتتصاعد الأزمة وتبدأ سلسلة جديدة من الإحتجاجات المستمرة حتي اللحظة , والتي
أسباب الأزمة السياسية في السنغال
وأكد الجزار فى تصريح لفيتو، أن تتعدد الأسباب السياسية للأزمة التي تعيشها السنغال خلال الفترة الحالية , ولعل أبرزها ما يلي:
قيام الرئيس السنغالي ماكي سال بتأجيل موعد الإنتخابات الرئاسية إلي أجل غير مسمي بموجب مرسوم رئاسي صادر يوم 3 فبراير الجاري قبيل ساعات من بدء الحملة الإنتخابية للمرشحين الذين تم قبول أوراقهم للمنافسة في الإنتخابات , وذلك بحجة أن هناك تحقيقات برلمانية تمت مع قاضيين من قضاة المحكمة الدستورية تتعلق بشأن نزاهتهما في الإشراف علي العملية الإنتخابية , محذرا من أن ذلك الأمر قد يسبب تأثيرات سلبية علي مصداقية الإنتخابات ويفتح الباب للتقاضي قبيل الإنتخابات وبعدها.
-استبعاد العديد من زعماء المعارضة من قائمة المرشحين للإنتخابات , وعلي رأسهم عثمان سونكو زعيم حزب باستيف المعارض والذي تم منعه من الترشح للإنتخابات من خلال إصدار حكم عليه بالسجن وهو ما جعله غير مؤهل للترشح في الإنتخابات الرئاسية , في عملية بائسة يتضح فيها الإستخدام السياسي للقضاء في تصفية المعارضة , ومنعها من ممارسة حقوقها الدستورية المشروعة , وهو ما جعل العديد من أحزاب المعارضة ترفض تلك الإجراءات وتعبر عن سخطها من النظام الحاكم بقيادة ماكي سال.
-محاولة الحزب الحاكم في السنغال التحالف من أجل الجمهورية ( APR ) اللجوء إلي فكرة الديمقراطية المدارة , واستخدام عمليات الهندسة الإنتخابية , من أجل البقاء في السلطة , وذلك بعد خوفه من تصاعد المعارضة السياسية في السنغال ورفضها لبقاء حزب ماكي سال في السلطة , مع فشل محاولات ماكي سال نفسه في تعديل الدستور والترشح لولايات جديدة بعد موجة المظاهرات التي قامت ضده بقيادة عثمان سونكو , وأجبرته علي إلقاء خطاب يوم 3 يوليو الماضي أعلن فيه عدم ترشحه للإنتخابات الرئاسية مجددا بعد انتهاء ولايتيه , غير أن المفاجأة التي قام بها الرئيس سال مؤخرا وتأجيله موعد الإنتخابات جعلت المعارضة تصف ما قام به بأنه انقلاب مؤسسي , يسعي من ورائه إلي البقاء في السلطة دون شرعية دستورية.
تداعيات الأزمة السياسية:
وتابع الجزار، أن هذه الأزمة أسفرت عن العديد من التداعيات والمواقف الداخلية والخارجية والمتمثلة فيما يلي:
علي المستوي الداخلي فقد تباينت ردود الفعل من عملية تأجيل الإنتخابات ,حيث رحب بها الحزب الحاكم , بجانب قيام البرلمان السنغالي بعقد جلسة إعلان خلالها بتأجيل موعد الإنتخابات إلي 15 ديسمبر المقبل , بعد أن قامت قوات الأمن بإخراج النواب المنتمين للمعارضة من البرلمان ليتركوا الحرية الكاملة لنواب الحزب الحاكم للتلاعب بالدستور وانتهاك المواعيد الإنتخابية , وفضلا عن ذلك فقد رحبت عدد من الأحزاب بقرار التأجيل وعلي رأسها الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه كريم واد نجل الرئيس السنغالي السابق عبدالله واد , والذي كان ملف ترشحه للإنتخابات قد تم رفضه لكونه مزدوج الجنسية , حيث يحمل الجنسية الفرنسية , ورغم تنازله عنها فإن قرار التنازل قد جاء متأخرا عن موعده , وهو ما يجعل البعض يفسر أن السبب الحقيقي لتأجيل الإنتخابات هو السماح بترشح كريم واد المقرب من فرنسا في صفقة سرية مع الرئيس الحالي ماكي سال.
ومن جانب أحزاب المعارضة فقد قامت بموجة من الإحتجاجات مستمرة حتي الآن , ردت عليها قوات الشرطة باستخدام العنف كما تم قطع الإنترنت عن البلاد للحد من دعوات التظاهر , بينما قام مرشحي المعارضة في الإنتخابات بالإعلان عن قيامهم بالاستمرار في حملتهم الإنتخابية غير مبالين بقرارات الرئيس ماكي سال
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.