حجة نتنياهو.. حكومة الاحتلال تزعم تحرير المحتجزين من أجل اجتياح رفح.. ومخاوف دولية من سقوط آلاف الشهداء
حالة من الترقب تنتاب العالم أجمع خوفا من كارثة إنسانية جديدة في غزة حال اجتياح قوات الاحتلال لمدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة وتضم ما يقرب من 1.4 مليون فلسطيني مما ينذر بمذبحة جديدة تخلف آلاف الشهداء والمصابين.
أكاذيب حكومة الاحتلال بشأن الهدف من اجتياح رفح
وتجنبا لارتكاب مذبحة جديدة دعت إدارة بايدن والاتحاد الأوروبي حكومة نتنياهو إلى ضرورة وضع خطة لنزوح الفلسطينيين إلى شمال غزة وهو الأمر الذي يرفضه بعض الوزراء المتطرفين بالحكومة الإسرائيلية.
ويبرر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اجتياح رفح من أجل الانتصار على حماس وتفكيك قدرات الحركة وأيضا تحرير الرهائن المحتجزين داخل غزة، وهو الأمر الذي يراه مراقبون أنه ذريعة من حكومة نتنياهو من أجل السيطرة على أراضي القطاع وتهجير الفلسطينيين.
أعلن جيش الاحتلال، أمس الاثنين، عن تحرير اثنين من المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، حيث صرح نتنياهو أن استمرار الضغط العسكري فقط سيؤدي إلى إطلاق سراح المخطوفين.
وفي وقت سابق، طلب نتنياهو تعبئة قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، تمهيدًا للقيام بعملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، إذ ذكرت القناة الـ13، أن نتنياهو "يريد تعبئة قوات الاحتياط التي تم تسريحها في الآونة الأخيرة من غزة".
وطالبت العديد من الدول إسرائيل، بعدم تنفيذ عملية برية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث تعد رفح منطقة مكتظة بالنازحين الفلسطينيين وأي تحرك عسكري بها سيكون له انعكاسات إنسانية خطيرة، وأي عملية فيها ستؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة.
ملايين الفلسطينيين تحت وطأة نيران الاحتلال
وجاء معظم سكان رفح نازحين بسبب القتال من أجزاء أخرى من غزة، ويعيشون في الخيام التي نصبوها من قضبان معدنية أو عصي، أو أغصان الشجر، وغطوها بالأقمشة أو المواد البلاستيكية. وتعد رفح الملاذ الأخير بالنسبة لهم.
وفضل العديد من النازحين البقاء في الجزء الغربي من المدينة القريب من البحر، خشية تعرضها لاجتياح من الجهة الشرقية القريبة من الحدود مع إسرائيل.
وذكرت الأمم المتحدة إن رفح تستضيف أكثر من 1.3 مليون نازح، وهم يمثلون نحو نصف سكان قطاع غزة، بينما ترفع تقديرات أخرى ذلك العدد إلى 1.5 مليون شخص، وقد نزح بعض هؤلاء من أماكنهم نحو 6 مرات هروبا من القصف الإسرائيلي.
وبذلك يكون عدد سكان رفح قد زاد خمسة أضعاف مع فرار الناس من القصف، وغالبا بموجب أوامر الإخلاء، منذ أن بدأت إسرائيل هجومها في قطاع غزة، في أعقاب عملية طوفان الأقصى في 7 اكتوبر الماضي.
ويعيش هؤلاء النازحون في ظروف مزرية داخل ملاجئ مكتظة أو في الشوارع، في رقعة أرض ضيقة محاطة بالسياجات الحدودية، فضلًا عن القصف الإسرائيلي.
ويكافح الأطباء وعمال الإغاثة لتوفير المساعدات الأساسية، ووقف انتشار الأمراض بين النازحين.
ووصف الطبيب "سانتوش كومار"، الذي غادر غزة الأسبوع الماضي، رفح بأنها "سجن مغلق" حيث تتدفق مواد الصرف الصحي في الشوارع المزدحمة، لدرجة أنه لا توجد مساحة كافية لعبور سيارات المسعفين.
وقالت منظمة "أكشن إيد" ActionAid الخيرية التنموية إن بعض الناس اضطروا إلى أكل العشب.
وجاء في بيانها أن "كل شخص في غزة يعاني الآن من الجوع، ولا يحصل الناس إلا على ما بين 1.5 إلى 2 لتر من المياه غير الآمنة يوميا، لتلبية جميع احتياجاتهم".
إقرأ أيضا..خلاف أمريكي إسرائيلي حول التوسع في العدوان على غزة، تحذيرات إدارة بايدن لنتنياهو من مخاطر اجتياح رفح، وجيش الاحتلال يصادق على خطة الغزو
كارثة إنسانية تنتظر مدينة رفح
وحذرت الولايات المتحدة إسرائيل من أن شن هجوم عسكري على مدينة رفح، دون التخطيط المناسب، سيكون بمثابة "كارثة".
وقال البيت الأبيض إنه لن يدعم العمليات الكبرى، دون إيلاء الاعتبار الواجب للاجئين هناك.
وسبق وان قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن تصرفات إسرائيل في غزة "تجاوزت الحدود".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قد حذر من "تداعيات إقليمية لا تحصى"، لهجوم إسرائيلي بري محتمل على مدينة رفح.
وقال جوتيريش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن "عملا كهذا سيزيد بشكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني، مع تداعيات إقليمية لا تحصى"، وجدد مطالبته بـ"وقف إنساني فوري لإطلاق النار" والإفراج عن جميع الرهائن.
وقال عمال إغاثة، إن أي تقدم عسكري إسرائيلي في منطقة رفح قد يتسبب في وفيات جماعية، مع خطورة انهيار المساعدات الإنسانية.
وقال جان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، إنه "لا يمكن السماح بأي حرب في مخيم ضخم للاجئين"، محذرا من "حمام دم" إذا توسعت العمليات الإسرائيلية هناك.
وأضاف المجلس النرويجي للاجئين، في بيان، أن "توسيع الأعمال العدائية في رفح قد يؤدي إلى انهيار الاستجابة الإنسانية".
وتقول الوكالات الإنسانية إنها لا تستطيع نقل الناس إلى مناطق أكثر أمنا، لأن القوات الإسرائيلية متمركزة في الشمال، وإن المساعدات المسموح بدخولها إلى القطاع محدودة للغاية.
وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين (أونروا): “جميع ملاجئنا مكتظة ولا يمكنها استيعاب المزيد من الأشخاص”.
مفاوضات اطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة
ويوم الأحد، قال بايدن لنتنياهو في مكالمة هاتفية إنه يعتقد أن "العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لحماية ودعم الفلسطينيين الذين يحتمون هناك"، حسبما ذكر البيت الأبيض في بيان.
وأوضح البيت الأبيض أن الجزء الأكبر من محادثة بايدن ونتنياهو التي استمرت 45 دقيقة، ركز على الاتفاق الذي يناقش منذ فترة طويلة لكن تم تأجيله مرارا وتكرارا بين إسرائيل وحماس، لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة مقابل وقف العمليات العسكرية وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.
ومع ذلك، قال مسؤولون أمريكيون لـ"إن بي سي"، إنه حتى مع تصعيد بايدن لهجته فإن الرئيس الأمريكي ليس مستعدا بعد لإجراء تغييرات بشأن الالتزام بدعم إسرائيل.
اقرأ أيضا.. تهديدات بن غفير ترعب نتنياهو.. اتفاق مع حماس يطيح برئيس حكومة الاحتلال.. وتحذير امريكي من دفع النازحين إلى مصر
من ناحيتها دللت حركة حماس على عدم جدية حكومة الاحتلال في إتمام اتفاق تبادل للأسرى مقابل وقف إطلاق النار في غزة حيث أعلنت الحركة الفلسطينية، اليوم الاثنين، أنها اطلعت على رد إسرائيل على المقترحات التي خرج بها اجتماع ممثلي أمريكا وإسرائيل ومصر وقطر في باريس، مشيرة إلى أنها ترى رد تل أبيب لا يتوافق مع مقترحات الاجتماع ويضع شروطا تحول دون التوصل لاتفاق.
عقبات لا تساعد في التوصل لاتفاق يحقق وقف العدوان على غزة
وجاء في بيان لـ"حماس"، تلاه القيادي في الحركة، أسامة حمدان، خلال مؤتمر صحفي في بيروت: "يوم أمس، اطلعت الحركة على رد الاحتلال على اقتراح باريس، الذي شارك في اللقاء فيه ممثلوه ووافق عليه".
وأضاف: "نرى أن رد الاحتلال فيه تراجع عن مقترح باريس نفسه، ويضع شروطا وعقبات لا تساعد في التوصل لاتفاق يحقق وقف العدوان على شعبنا، أو يحقق حرية حركة السكان وعودة النازحين إلى بيوتهم وأماكن سكناهم، كما أنه لا يحقق الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من أراضي قطاع غزة".
وتابع حمدان: "يؤكد عدم تجاوب الاحتلال مع ضرورة فتح المعابر وحرية حركة المسافرين والجرحى، كما أن ما عرضه الاحتلال من معادلات لتبادل الأسرى تؤكد أنه غير جاد في التوصل إلى صفقة تبادل".
وأضاف حمدان: "نؤكد أن حركة حماس متمسكة بموقفها، وكانت وما زالت حريصة على الوصول لاتفاق يحقق وقف العدوان على شعبنا، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، وإغاثة شعبنا وعودة السكان إلى مناطقهم، وإعادة الإعمار وفك الحصار عن قطاع غزة، وينجز صفقة تبادل الأسرى".
كشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، أن سكان قطاع غزة يعانون من مستويات "غير مسبوقة" من "ظروف تحاكي المجاعة" مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".
انعدام الأمن الغذائي في غزة
ونقل بيان للمنظمة الدولية للأغذية والزراعة "الفاو" عن نائبة المدير العام للمنظمة بيث بيكدول تصريحها بأن "هناك مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي الحاد والجوع وظروف تحاكي المجاعة في غزة".
وأضافت بيكدول بحسب البيان: "نرى يوميا عددا متزايدا من الأشخاص يقتربون من ظروف تحاكي المجاعة".
أسوأ ثلاث مستويات للجوع في قطاع غزة
وأشارت إلى أن "جميع سكان غزة البالغ عددهم 2,2 مليون نسمة مصنفون بين أسوأ ثلاث مستويات للجوع، من المستوى الثالث الذي يعد حالة طوارئ، إلى المستوى الخامس الذي يعد كارثة"، حيث يقسم التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) مستويات الجوع من واحد إلى خمسة.
وقالت بيكدول إنه "في هذه المرحلة، قد يكون حوالي 25% من هذا العدد البالغ 2,2 مليون نسمة مصنفا في الفئة الخامسة".
وأوضحت بيكدول أنه قبل الحرب، كان لدى سكان غزة "قطاع إنتاج فواكه وخضر ذاتي الاكتفاء ومليء بالبيوت البلاستيكية، كما كان لديهم قطاع قوي لتربية الماشية".
وتابعت "أدركنا من خلال تقييم للأضرار أن معظم هذه الماشية وكذلك البنى التحتية اللازمة لهذا الانتاج الزراعي دُمرت".
ويواجه حوالي 550 ألف شخص مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، فيما تؤثر الأزمة على جميع سكان القطاع، وفق ما أوضحت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو).
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
