88 عاما على ميلاد عازف كمان الكوميديا الضيف أحمد
الضيف أحمد، صنايعي فرقة الثلاثي، قدم خلال مسرحياتها كوميديا الموقف، هو صاحب عمر فني قصير مات في الرابعة والثلاثين من عمره ومع ذلك نال شهرة فنية كبيرة خلال ثماني سنوات عمل فيها بفرقة الثلاثي كان فيها العقل المفكر والمحرك للفرقة.
شارك في تقديم فوازير الثلاثي بالتليفزيون في الستينات، واشتهر بإفيهاته الضاحكة حيث تقوم فلسفته في التمثيل على أن الجمهور عند يضحك لأنه شغل مخه وفهم مغزى الإفيه.
قال عنه الصحفي مصطفى أمين: عاش الضيف أحمد حياته القصيرة يبحث عن مفاتيح الفن عند شارل شابلن، ووصفه الكاتب صلاح حافظ بعازف كمان الكوميديا.
فنان شامل غناء وتمثيل وتأليف وإخراج
في مثل هذا اليوم 12 فبراير عام 1936، ولد الفنان الكوميدي الضيف أحمد بقرية تمى الأمديد بالدقهلية، كان “ابن موت” نظرا لجسده الضعيف النحيل، وكان فنانًا شاملًا، غناءً وتمثيلا وتأليفا وإخراجا، عشق التمثيل، وهو واحد من ثلاثة طلبة من زملاء الجامعة، هم أعضاء فرقة ثلاثي أضواء المسرح، حصل على ليسانس من قسم الاجتماع بكلية الآداب عام 1960، وظهرت موهبته الفنية، ونال الجوائز عن الأدوار التي أداها على مسرح الجامعة، وأيضا عن إخراجه لعدة أعمال من روائع المسرح العالمي وهو لا يزال طالبا.
كانت بداية اكتشاف الضيف أحمد مع الثلاثي أثناء تقديم فقرة عرضت من خلال برنامج " مع الناس " بعنوان (الشحاتين حول العالم) شاهدهم المخرج محمد سالم فاتصل بالضيف أحمد اولا وناقشه فى إمكانية تكوين فرقة مسرحية تقدم أعمالا كوميدية هادفة، وافق جورج والضيف وسمير على الفكرة حيث كان كل منهم يحلم بأن يصبح نجما كوميديا الا ان النقاد وصفوا فكرة محمد سالم بالمجنونة، لكنه تحمس وقدم الثلاثة في سكتش "دكتور الحقني المغص جوه بطني" ونجح الاسكتش وحقق شعبية كبيرة.
بعد ذلك فكر المخرج محمد سالم في تقديم الفوازير للتليفزيون يقوم ببطولتها الثلاثي، فقدمت في البداية فى شكل تمثيلية قصيرة قدمت بعد الإفطار وخرجت فكرتها من الثلاثي وكتب حلقاتها الشاعر حسين السيد ولحنها محمد منير وحلمي بكر ومحمد الموجي.
قدم الضيف أحمد أكثر من 40 عملًا فنيًا لخصت مشوار الفنان الشاب الراحل منها أعمال قدمها بعيدا عن فرقة الثلاثى منها دوره في مسرحية "أنا وهو وهي" مع الفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس، مما جعله أيقونة للكوميديا على مر العصور، وكان ذلك من قبيل الصدفة التي قادت فؤاد المهندس ليبحث عن وجه جديد يقوم بأداء شخصية الخادم بالمسرحية، ومنها إلى الفيلم الذي حمل نفس الاسم فكانت بداية الشهرة للضيف أحمد حتى ان الجمهور مازال يردد مشهده مع النمساوى بيه وهو يقول "انت مين ياض "، كما قدم دورا صغيرا في فيلم "عروس النيل" في دور مجنون، وآخر في فيلم " مراتى مدير عام"في دور محمدين عامل الفندق المستغرب لسلوك المديرة وزوجها، الى جانب فيلم " الحياة حلوة في شخصية السمسار أجلاسيه الذى يستلقط الزبائن للفندق بحكمته أكل العيش يحب الخفية.
أنا وهو وهي كانت البداية
من أكبر الجوائز التي حصل عليها الفنان الراحل في تلك الفترة هي الميدالية الذهبية في مسابقات كأس الجامعات المصرية لعدد من روائع المسرح العالمى، ومنها مسرحيات: “شترتون، ألفريد يغني، جون دورك مالنا، الغربان، الإخوة كرامازوف”، والتي تعرف من خلالها على الفنان “فؤاد المهندس” أثناء تقديمها على مسرح الجامعة، ليشترك معه بعد ذلك في تمثيل أولى مسرحياته “أنا وهو وهي”، حتى صرح المهندس في حواراته بأنه هو مكتشف الضيف أحمد.
رحيل مفاجئ
بعد عودته من الأردن وحضوره عرض فيلم الفرقة “المجانين الثلاثة” هناك، وأثناء استعداد الضيف احمد لإخراج مسرحية "الراجل اللي اتجوز مراته" التي كان مؤلفا لها، وفي أحد البروفات أصيب بضيق في التنفس وفي مستشفى العجوزة فارق الحياة، وأكمل فؤاد المهندس إخراج المسرحية وعرضت باسم مخرجها الأصلي الضيف أحمد.