نزيف الدماء عرض مستمر في مقديشو.. مقتل 3 جنود إماراتيين وضابط بحريني خلال هجوم إرهابي.. تاريخ الصراع بالصومال وقصة المؤامرة الأمريكية الإثيوبية لتفكيك الدولة التي هزمت أديس أبابا
كشفت وزارة الدفاع الإماراتية، عن مقتل 3 من منتسبي القوات المسلحة الإماراتية وضابطا من قوة دفاع البحرين، وإصابة 2 آخرين؛ إثر تعرضهم لعمل إرهابي في جمهورية الصومال.
تاريخ الصراع في الصومال
وتعيش الصومال صراعات داخلية منذ عام 1992 ومازالت مستمرة حتى الآن، ويعتبر الصراع في مقديشو جزء لا يتجزأ من الصراع الكبير على النفوذ الذي تعاني منه القارة الإفريقية منذ الحقبة الاستعمارية وحتى الآن.
ومنذ أن تدخلت فرنسا في دولة جيبوتي عام 1862، ثم إيطاليا وبريطانيا وكان هناك صراع بين هذه الدول الأوروبية الاستعمارية على النفوذ في تلك المنطقة لارتباطها بطرق التجارة الدولية من البحر الأحمر والمحيط الهندي وخليج عدن، وهو الأمر الذي حكم مع عوامل أخرى الصراع بعد ذلك إلى الآن.
ونظرا لما تمثله منطقة القرن الإفريقي من أهمية جغرافية واستراتيجية باعتبارها منطقة ربط للتجارة الدولية تشرف على مناطق إنتاج ونقل البترول، أصبحت محل أنظار العالم في السنوات الأخيرة.
أهمية القرن الإفريقي بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والغرب
وحرصت الدول الغربية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا على تمديد نفوذها في منطقة القرن الإفريقي، وذلك من أجل بسط سيطرتهم على المنافذ والممرات البحرية بالإضافة إلى الموارد الطبيعية التي تتمتع بها القارة السمراء.
وذكرت تقارير إعلامية أن منطقة القرن الإفريقي لها أهمية شديدة، لكن للصومال أهمية خاصة، فهي التي تمتلك أكبر ساحل على المحيط الهندي، في حين أن إثيوبيا لا تمتلك أي منافذ بحرية ومن ثم فإن اهتمام الدول بتحقيق نوع من النفوذ في الصومال قفز إلى مرحلة متقدمة في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
ونجحت الولايات المتحدة ودول أوروبا في الدخول بقواتها ضمن إطار قوات الأمم المتحدة في ذلك الوقت، بل واستصدرت قرارًا من مجلس الأمن بالسماح لتلك القوات بالحرب بدعوى القضاء على أمراء الحرب والمليشيات في الصومال بعد سقوط نظام سياد بري.
التدخل الأمريكي في الصومال
حصلت القوى الدولية على تفويض بالحرب والدخول في الصراع عام 1993، وقد اعترف الضابط الأمريكي السابق جوناثان هاو في مجلة النيوزويك عام 1995 بوجود مشروع في الصومال على غرار المشروع العراقي فيما بعد، ولكن قيام قوات الجنرال الصومالي محمد فرح عيديد بإسقاط طائرتين عموديتين أميركيتين في الصومال في 3 /10/ 1993 وقتل 18 جنديا أمريكيا وإصابة 84 جنديا آخرين، بل وسحب جثة أحد الجنود المقتولين في شوارع مقديشيو وانتشار تلك الصورة على نطاق إعلامي واسع، شكل فضيحة للعسكرية الأمريكية جعلت الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون يضطر إلى إعلان نيته في الانسحاب من الصومال.
مقتل 3 أفراد من منتسبي القوات المسلحة الإماراتية وضابط بحريني في هجوم إرهابي بالصومال
وتم تنفيذ هذا الانسحاب في 31/1/1994 مما جعل أمريكا تغير إستراتيجيتها في الصومال باتجاه دفعها نحو الضعف والتفكك خوفًا من قيام نظام إسلامي مستقر بها، وتوافق هذا تمامًا مع رغبة إثيوبيا التي أصبحت قاعدة للدعم الأمريكي والاعتماد الأمريكي والإسرائيلي عليها
الأطماع التاريخية لإثيوبيا في الصومال
وبدأ الصراع بين الصومال وإثيوبيا منذ عام 1954 عندما قام الاحتلال البريطاني بتسليم إقليم أوغادين الصومالي إلى إثيوبيا، وبديهي أن ذلك تم على عكس رغبة أهل الإقليم وعلى عكس رغبة مقديشو، وكان هذا الأمر بمثابة إضافة عامل جديد للحساسية بين إثيوبيا والصومال اللتين تشتركان في حدود طولها 2800 كيلو متر، وتشعران بشيء من العداء الديني التاريخي ومراحل متواصلة من أشكال الصراع.
وقد دخل البلدان في حرب عامي 1977 و1978 ونجحت القوات الصومالية في تحرير جزء من إقليم أوغادين إلا أنها اضطرت إلى الانسحاب بسبب التواطؤ الدولي.
وبديهي أن الصوماليين لن ينسوا إقليم أوغادين، وبديهي أيضًا أن الإثيوبيين يعرفون ذلك، وهكذا فإن إضعاف الصومال هدف إثيوبي ثابت.
وفي هذا الصدد قال الرئيس الإثيوبي الأسبق منغستو هيلا مريم يوم فراره من أديس أبابا عند الإطاحة بحكومته " لو كان لشعب إثيوبيا بقية عقل وإدراك لعرف أن لي فضلا كبيرا عليهم. لقد نجحت في تفكيك الدولة العدوة لهم وهي الصومال".
بالإضافة إلى موضوع أوغادين فإن إثيوبيا لا تريد صومالًا قويًا بل ضعيفًا مفككًا، لأن قوة الصومال ستكون دعما لحركات المعارضة العرقية والدينية داخل إثيوبيا ذاتها، والتنسيق بين السودان والصومال مثلًا يمكن أن يشكل محورا إسلاميا أفريقيا ضاغطا على إثيوبيا.
ولا تخفي إثيوبيا ذلك، ودعمها للحكومة الانتقالية بقيادة عبد الله يوسف الذي تم تنصيبه بضغط إثيوبي في 10/10/2004 يأتي في هذا الإطار، بل أكثر من هذا فإن الحكومة الإثيوبية تريد تغيير مناهج التعليم الصومالية ومنع مراكز تحفيظ القرآن الكريم في الصومال حتى لا تظهر في الصومال قوة إسلامية تهدد التماسك الإثيوبي برمته.
مع انسحاب القوات الأمريكية من الصومال في 31/1/1994، فإن التكتيكات الأمريكية بالنسبة للقرن الإفريقي تغيرت ولكن الإستراتيجية والأهداف ثابتة، فمحاولة تحقيق نفوذ على حساب فرنسا وإيطاليا في القرن الأفريقي وفي أفريقيا عموما هدف أميركي مستمر، والسيطرة على منافذ البحار في القرن الأفريقي أيضًا هدف أمريكي مستمر.
ومن ثم فإن الصومال لا تزال هدفا أمريكيا، ولكن عن طريق غير طريق القوة العسكرية، لأن تجربة الولايات المتحدة في هذا الصدد مريرة، ولأن أوضاعها الحالية والمأزق العراقي والمستنقع الأفغاني لا يسمحان بذلك.
لذلك جاءت ضرورة البحث عن دولة إقليمية تحقق الأهداف الأميركية، وليس هناك بالطبع سوى إثيوبيا، لأسباب تاريخية وأسباب تتعلق بالقدرات العسكرية فإريتريا مثلًا لا تصلح لذلك، وهكذا فإن السياسة الأميركية دعمت إثيوبيا في حربها ضد إريتريا، أي أن الولايات المتحدة فضلت التحالف مع إثيوبيا لتحقيق النفوذ الأميركي في القرن الإفريقي، ثم هي أيضًا لا تريد استقرارا في الصومال، فإما أن تقوم هناك حكومة عميلة للولايات المتحدة وإما ترك الصومال في فوضى.
الصومال لا تزال هدفا أمريكيا، لكن واشنطن التي أصبحت مهمومة حتى النخاع بمحاربة الإرهاب، لديها مخاوف من أن تصبح المحاكم الإسلامية طالبان جديدة، وأن تصبح الصومال مرتعًا لعناصر القاعدة.
ويروي الرئيس الانتقالي الصومالي السابق عبد القادر صلاد أن مندوبًا من السفارة الأمريكي في نيروبي قال له "إن واشنطن تساند الفوضى في الصومال، ولذا لا عجب في أن أمريكا دعمت كل أنواع أمراء الحرب على اختلاف مشاربهم".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.