لماذا الصيف أكثر فصول العام تلوثا؟.. دراسات تكشف زيادة تلوث الهواء في الطقس الحار بنسبة 300%.. وأغسطس يشهد ذروة الأزمة
كشف بحث علمي حديث أجراه علماء في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي بالولايات المتحدة الأمريكية ونُشر في مجلة Nature العلمية أن هناك تصاعد في الملوثات الضارة التي يتم ضخها في الهواء خلال فصل الصيف بسبب نشاط النيران المستمر والمكثف، ودخان حرائق الغابات الذي غطى معظم شمال غرب المحيط الهادئ في السنوات الأخيرة، والذي تسبب في ارتفاع جديد في ملوثات الهواء غير الصحية في فصل الصيف.
وأكد البحث زيادة مستويات غاز أول أكسيد الكربون المنبعث من الحرائق، والذي يعمل كمؤشر لوجود المزيد من الملوثات الضارة في طبقات الهواء الجوي وطبقة الأوزون على مستوى الأرض، ووجد الباحثون زيادة مستويات أول أكسيد الكربون بشكل حاد عندما أصبحت الحرائق الغربية أكثر نشاطًا من عام 2012 إلى 2018.
وأوضح الباحثون زيادة انبعاثات حرائق الغابات بشكل كبير لدرجة أنها تغير النمط السنوي لجودة الهواء في جميع أنحاء العالم، مؤكدين أن هناك ذروة جديدة لتلوث الهواء في أغسطس لم تكن موجودة من قبل.
وأشار الباحثون في المركز الوطني للبحث العلمي بالولايات المتحدة الأمريكية الذين عملوا في الدراسة الجديدة إلى أن حرائق الغابات المتفاقمة تعوض خفض الانبعاثات، حيث ارتفعت مستويات التلوث بالجسيمات الدقيقة بنسبة 7٪ في عام 2020، وقد كان أسوأ موسم حرائق الغابات على الإطلاق.
وتؤكد مجموعة متزايدة من الأبحاث على مخاطر وواقع حرائق الغابات في عالم يزداد احترارًا. على سبيل المثال، وجد تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة والذي صدر العام الماضي أن أطوال مواسم الحرائق زادت بنسبة 20٪ تقريبًا منذ الثمانينيات.
ويشير تقرير آخر للأمم المتحدة صدر في مارس إلى أن عدد حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم يمكن أن يزيد بنسبة تصل إلى 14٪ بحلول عام 2030، و30٪ بحلول عام 2050، و50٪ بحلول عام 2100.
المزيد من مشاكل التلوث والتنفس في فصل الصيف
ووفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)، فإنه تزداد المخاطر الصحية عندما يزداد تلوث الهواء وزيادة الحرارة الشديدة، وتشمل المخاطر الصحية أمراض الرئة وأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي والربو وانتفاخ الرئة، كما أشار المنتدى إلى ارتفاع معدلات الوفيات في الأيام الحارة والملوثة.
الطقس الحار المشمس يزيد من كمية تلوث الهواء
وكشفت دراسة حديثة أن الطقس الحار المشمس يزيد من كمية تلوث الهواء المنبعث من الطرق الأسفلتية بنسبة تصل إلى 300%، حيث ذكرت دراسة حديثة، أن الأسفلت مصدر كبير لملوثات الهواء في المناطق الحضرية، خاصة في الأيام الحارة والمشمسة، ولعل المشكلة الأساسية في المادة السوداء اللزجة التي توجد على الطرق والأسطح والأرصفة والممرات.
وكشف العلماء أن انبعاثات هذه المادة الكيميائية لم يتم احتسابها في خطط إدارة جودة الهواء في المناطق الحضرية، ووجد الباحثون أن الانبعاثات الكيميائية من الأسفلت تنتج كميات أكبر من الهباء العضوي الثانوي، وهى جزيئات صغيرة ذات تأثيرات صحية عامة، في ظل ظروف الصيف.
وكشف الباحثون أيضا أن الانبعاثات من الأسفلت على الطرق ارتفعت مع التعرض المعتدل للإشعاع الشمسي بنسبة هائلة بلغت 300%، لكن من المتوقع أن تنخفض الانبعاثات من السيارات التي تعمل بالوقود في السنوات المقبلة، اذا تم استبدالها تدريجيًا بالسيارات الكهربائية، لكن ستستمر انبعاثات الإسفلت في التأثير على تلوث الهواء والصحة العامة، خاصة في ظل ظروف الإضاءة والحرارة العالية.
وأكد الباحثون أن إيجاد حلول لجعل الطرق أكثر صداقة للبيئة لا يقل أهمية عن فعل الشيء نفسه للسيارات والشاحنات، خاصة وانه قد زادت انبعاثات الأسفلت عندما زادت درجة الحرارة من 104 درجة فهرنهايت إلى 140 درجة فهرنهايت، وهى درجات الحرارة التي تصل إليها المادة عادة في فصل الصيف.
تلوث الاوزون في فصل الصيف
يكون الهواء بالمدن أكثر تلوثًا في الصيف، وهذا ليس مجرد انطباع لأنه في الصيف يكون الطقس حارًا، وهو ما يثير مشكلة تهيج الأنف والحنجرة والعينين، وغالبا يقع الناس في الصيف ضحايا لما يسمى بتلوث الأوزون، وهو تلوث صيفي لأنه يحدث فقط عندما تكون درجة الحرارة أعلى من 25 درجة مئوية.
ويعتبر هذا الشكل من أشكال تلوث الأوزون خاص جدًا، فهو ملوث ثانوي، ما يعني أن هذا الغاز لا ينبعث من أنابيب الغاز المستعمل أو المداخن، وإنما ينتج عن التحولات الكيميائية التي تحدث عند تعرض الملوثات داخل تركيبة الهواء لإشعاع شمسي قوي، وتشكل الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة، إلى جانب الجزيئات الموجودة بالفعل في الهواء، خليطًا يفسر هذا التلوث المتكرر في الصيف.
علاوة على ذلك يشكل الهواء الساخن نوعًا من الغطاء فوق المدن، أو ما يمكن اعتباره قبة تمنع تبادل الهواء، ومن ثم يتشكل نوع من الضباب المصفر الذي يمكنك رؤيته في المرتفعات، وهذا ما يسمى ”الضباب الدخاني“.
جهود وزارة البيئة للحد من التلوث صيفا
موسم السحابة السوداء ونوبات تلوث الهواء الحادة ظل يؤرق البيئة لسنوات عديدة قبل أن تضع وزارة البيئة الخطة التنفيذية لمواجهة ظاهرة نوبات تلوث الهواء المتوقعة والمعروفة بظاهرة (السحابة السوداء) بالتعاون مع وزارات التنمية المحلية والزراعة والداخلية ومحافظات الشرقية والغربية وكفر الشيخ والدقهلية والقليوبية والبحيرة، حيث تتضمن العمل على اربعة محاور تتمثل في عدد من الإجراءات لخفض معدلات الحرق، وخفض انبعاثات غازات هواء إقليم القاهرة الكبرى، والتوعية والإعلام، والمتابعة والرصد، بالإضافة إلى تنفيذ الحملات الاستباقية للحد من الانبعاثات الناتجة عن الانشطة الملوثة.
وقال الدكتور مصطفى مراد، رئيس قطاع نوعية البيئة بوزارة البيئة، إن هناك 6 مؤشرات تحدد جودة الهواء، وهي غاز ثاني أكسيد الكبريت، وغاز ثاني أكسيد النيتروجين، وغاز الأوزون، وغاز أول أكسيد الكربون، والجسيمات الصلبة، ذات القطر أقل من 10 و2.5 ميكروميتر، بالإضافة إلى الرصاص.
وأوضح مراد، أن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يسهم في زيادة سقف الانعكاس الحراري، مما يساعد في تخفيق تركيز الملوثات في حالة وجودها.
وأكد رئيس قطاع نوعية البيئة، أن فصل الصيف من أفضل فصول العام من حيث تركيز ملوثات الهواء في الجو، عكس ما قد يعتقده البعض، حيث يرصد برنامج المعلومات والرصد البيئي، التابع لوزارة البيئة، مجموعة من الملوثات ذات التأثير المباشر على الصحة العامة، وتنتج موجات التلوث الحادة عن محصلة زيادة تركيز بعض الملوثات في الهواء؛ نتيجة لظروف جوية غير مواتية.
وتحدُث الموجات بسبب ظاهرة جوية تُعرف بالانقلاب الحراري؛ ما ينتج عنها احتباس الغازات الضارة الملوثة للهواء بالقرب من سطح الأرض ومع سكون الرياح يظل التلوث ثابتًا في الجو حتى تتحسن الأحوال الجوية
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية.