أكبر مجزرة جماعية تنتظر رفح الفلسطينية وسط صمت عالمي.. الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتزامه اجتياح المدينة.. 1.5 مليون فلسطيني مهددون بالموت
وسط تصاعد المخاوف المحلية والإقليمية والدولية من خطة إسرائيلية لاقتحام مدينة رفح الفلسطينية المكتظة بالنازحين الفلسطينيين، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عزمه إطلاق تلك العملية العسكرية.
نتنياهو يهدد بالعملية العسكرية في غزة
وقال في تصريحات لقناة abc news الأمريكية، اليوم الأحد، "أولئك الذين يحذروننا من دخول رفح الفلسطينية، يقولون لنا بمعنى آخر يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك".
كما ادعى أن النصر في متناول اليد بالسيطرة على رفح، المعقل الأخير لحماس، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلية ستدخل المدينة جنوب القطاع مع ضمان المرور الآمن للسكان المدنيين حتى يتمكنوا من المغادرة".
وختم قائلا: "نحن نعمل على وضع خطة مفصلة لتحقيق ذلك، ولا نتعامل مع هذا الأمر بشكل عرضي".
عملية عسكرية وشيكة
ويعيش مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين حالة ترقب وقلق، من عملية عسكرية إسرائيلية وشيكة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء الماضي، أنه أمر الجيش الإسرائيلي بالتحضير لهجوم وشيك على مدينة رفح، معتبرا أن الانتصار على حماس مسألة أشهر.
وقال نتنياهو: "قوات الاحتلال تقاتل حاليا في خان يونس، معقل حماس الأساسي، لقد أمرنا جيش الاحتلال بالتحضير لعملية في رفح، وكذلك في مخيمين للنازحين، آخر المعاقل المتبقية لحماس".
كما قال نتنياهو: "نعلم حجم المشكلة في رفح، لكننا سنتعامل مع الأمر".
وكان وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف جالانت، قد حذر يوم الإثنين الماضي من أن قوات الاحتلال ستصل إلى أماكن لم يقاتل فيها بعد، حتى آخر معقل لحماس، أي رفح الفلسطينية.
والجمعة الماضية شنت إسرائيل بالفعل ضربات جديدة، استهدفت المدينة الحدودية المكتظة بالنازحين، ما أسفر عن وقوع خسائر في الممتلكات وسقوط شهداء وإصابات.
وقال مسؤولون في وزارة الصحة في قطاع غزة إن الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة أسفرت عن استشهاد 15 شخصا على الأقل، من بينهم ثمانية في رفح.
وبحسب شبكة “بي بي سي”قال سالم الريس، وهو صحفي مستقل يعيش في مخيم للنازحين في رفح، إن أطفالًا كانوا من بين الشهداء عندما أصابت غارة جوية منزلًا مجاورًا، لكن بسبب الضربات الإسرائيلية جثث الضحايا تطايرت من الطابق الثالث.
الوضع في رفح
وبدورها قالت الأمم المتحدة إن رفح الفلسطينية تستضيف أكثر من 1.3 مليون نازح، وهم يمثلون نحو نصف سكان قطاع غزة، بينما ترفع تقديرات أخرى ذلك العدد إلى 1.5 مليون شخص.
ونزح بعض هؤلاء من أماكنهم نحو 6 مرات هروبا من القصف الإسرائيلي.
وبذلك يكون عدد سكان رفح قد زاد خمسة أضعاف مع فرار الناس من القصف، وغالبا بموجب أوامر الإخلاء، منذ أن بدأت إسرائيل هجومها في قطاع غزة، في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي.
أوضاع النازحين في المخيمات
ويعيش هؤلاء النازحون في ظروف مزرية داخل ملاجئ مكتظة أو في الشوارع، في رقعة أرض ضيقة محاطة بالسياجات فضلًا عن القصف الإسرائيلي.
ويكافح الأطباء وعمال الإغاثة لتوفير المساعدات الأساسية، ووقف انتشار الأمراض بين النازحين.
ومن جانبه وصف الطبيب "سانتوش كومار"، الذي غادر غزة تقريبا الأسبوع الماضي، رفح بأنها سجن مغلق حيث تتدفق مواد الصرف الصحي في الشوارع المزدحمة، لدرجة أنه لا توجد مساحة كافية لعبور سيارات المسعفين.
وقالت منظمة "أكشن إيد" ActionAid الخيرية التنموية إن بعض الناس اضطروا إلى أكل العشب، وجاء في بيانها أن "كل شخص في غزة يعاني الآن من الجوع، ولا يحصل الناس إلا على ما بين 1.5 إلى 2 لتر من المياه غير الآمنة يوميا، لتلبية جميع احتياجاتهم".
وحذرت الولايات المتحدة إسرائيل من أن شن هجوم عسكري على مدينة رفح، دون التخطيط المناسب، سيكون بمثابة كارثة.
وقال البيت الأبيض إنه لن يدعم العمليات الكبرى، دون إيلاء الاعتبار الواجب للاجئين هناك.
وفي حديثه مساء الخميس الماضي ودون الإشارة إلى رفح الفلسطينية، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن تصرفات إسرائيل في غزة تجاوزت الحدود.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قد حذر الأربعاء الماضي من تداعيات إقليمية لا تحصى، لهجوم إسرائيلي بري محتمل على مدينة رفح.
وقال جوتيريش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن عملا كهذا سيزيد بشكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني، مع تداعيات إقليمية لا تحصى، وجدد مطالبته بـوقف إنساني فوري لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن.
وقال عمال إغاثة، إن أي تقدم عسكري إسرائيلي في منطقة رفح قد يتسبب في وفيات جماعية، مع خطورة انهيار المساعدات الإنسانية.
وقال جان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، إنه لا يمكن السماح بأي حرب في مخيم ضخم للاجئين، محذرا من حمام دم إذا توسعت العمليات الإسرائيلية هناك.
وأضاف المجلس النرويجي للاجئين، في بيان، أن توسيع الأعمال العدائية في رفح قد يؤدي إلى انهيار الاستجابة الإنسانية.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء صورا لجنازات مدنيين فلسطينيين استشهدوا هناك في الغارات الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة.
وتقول إسرائيل إنها تتخذ خطوات لتجنب قتل المدنيين، وتتهم نشطاء حماس بالاختباء بينهم حتى في الملاجئ، الأمر الذي تنفيه حماس.
وقال الدكتور سانتوش كومار، الذي يعمل في مجال الإغاثة: "إذا تم استخدام نفس القنابل المستخدمة في خان يونس في رفح، فسوف يتضاعف عدد الضحايا على الأقل إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف، لأنها مكتظة بالسكان".
وتقول الوكالات الإنسانية إنها لا تستطيع نقل الناس إلى مناطق أكثر أمنا، لأن قوات الاحتلال الإسرائيلية متمركزة في الشمال، وإن المساعدات المسموح بدخولها إلى القطاع محدودة للغاية.
وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين (أونروا): "جميع ملاجئنا مكتظة ولا يمكنها استيعاب المزيد من الأشخاص".
وجاء معظم سكان رفح الفلسطينية نازحين بسبب القتال من أجزاء أخرى من غزة، ويعيشون في الخيام التي نصبوها من قضبان معدنية أو عصي، أو أغصان الشجر، وغطوها بالأقمشة أو المواد البلاستيكية وتعد رفح الملاذ الأخير بالنسبة لهم.
وفضل العديد من النازحين البقاء في الجزء الغربي من المدينة القريب من البحر، خشية تعرضها لاجتياح من الجهة الشرقية القريبة من الحدود مع إسرائيل.
وقالت غادة الكرد، وهي أم لطفلين، إنها نزحت ست مرات خلال الحرب وإنها تتوقع هجومًا إسرائيليًا، لكنها تأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل حدوثه، وذلك حسب،،بي بي سي،،.
وأضافت من منزل أحد أقاربها في رفح حيث تعيش مع 20 شخصا آخرين: "إذا جاءوا إلى رفح، فستكون النهاية بالنسبة لنا، وكأننا ننتظر الموت، ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه".
وتأكد حتى الآن استشهاد نحو 28 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة، في الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر في أعقاب هجوم حماس الذي أدى إلى استشهاد 1200 إسرائيلي، واحتجاز 253 رهينة، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
