رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية أقدم جزماتي في صعيد مصر.. 50 سنة شقاء في إصلاح الأحذية (فيديو وصور)

عم سعيد،فيتو
عم سعيد،فيتو

في إحدى الحارات الضيقة بالسوق القديم في نقادة، جنوب محافظة قنا، دكان صغير تفوح منه رائحة الزمن الجميل. بالداخل كنيسة تتبع الطائفة الإنجيلية. وببداية الحارة بوابات يعود تاريخها إلى قرن من الزمان. يتكئ رجل قارب علي الــ 80 عاما على مكتبه. يرتدي جلبابا صعيديا. يقف على بوابة صغيرة من الخشب تعلوه مشربيات خشبية تعود إلى عدة سنوات، ويأتي الجميع إليه وهم فرحين بقدومه كما لو كان هلال العيد، الكل ينادي ويلقي السلام على العم سعيد أمين، أقدم جزماتي أو اسكافي أو منقل في الصعيد.

 

 

Advertisements

الجزماتي في زمن الباشوات

 أكد عم سعيد، أن الجزماتي كان في زمن الباشوات شيئا كبيرا فهو المسؤول عن صناعة الأحذية لكبار القوم من عائلات وقبائل وغيرهم، ولكن المنقل أو الاسكافي هو الذي يقوم بتصليح الأحذية في هذا الزمن ورغم أن الزمن القديم كانت النقود أقل إلا أنها كانت أيام جميلة بكثير والعمل كان أكثر عكس هذا الزمن النقود كتيرة ولكن العمل قليل.

وأشار إلى أن العمل أصبح هذه الأيام صعب خاصة في ظل وجود مصانع تقوم بصناعة الأحذية سواء بأنواع جلود قيمة أو جلود رديئة. 

ونوه إلى الجلد البقري هو الذي كان سائدا قديما عكس الجلد الحالي غير المعروف ويصعب إصلاحه. 

 

50 سنة شقاء وتعب

واستطرد عم سعيد في حديثه قائلا: "أعمل بتلك المهنة منذ أكثر من 50 عاما، وكان عمري وقتها 15 سنة وتعلمت كيفية شد الحذاء على القالب ودق المسامير الصغيرة، وهذا في لغتنا يسمي خديم فردة، يعني نحاول تشبيكها ببعضها البعض حتى تكون متماسكة مع بعضها البعض". 

وأشار إلى أن العمل رغم صعوبته إلا أنه كان بالنسبة له حياته عكس الوقت الحالي، فالعمل الآن قل كثيرا ولم تعد المهنة لها قيمة كما كانت من قبل فالحياة هي العمل والسعي كل صباح.

 

 

 

أدوات العمل المستخدمة في المهنة

وسرد العم "سعيد" في حديثه لــ "فيتو" الأدوات التي يتم استخدامها في العمل ومنها الشاكوش والمسامير والكماشة ومكتب خشبي وسكين وحدادة تقوم بسن السكين حتى يستطيع اقتطاع الجلود الزائدة.

واستكمل حديثه قائلا: “لا يمكن حياكة الجلد الحالي على الماكينة بسبب سوء تصنيعه حيث يصبح مهلهلا عكس الجلد القديم”.

ولفت إلى تراجع الطلب على إصلاح الأحذية أو صناعتها بسبب الظروف الاقتصادية. 

وأكد أن سعر الحذاء قديما كان لا يتعدى 25 قرشا أما الآن يتعدى المئات من الجنيهات. 

ولفت إلى أن كبر السن يؤثر على المهنة التي تحتاج قوة عضلية للشد والجذب، مشيرا الى أنه لم يعلم أبنائه المهنة بسبب متاعبها وقلة الزبائن. 

 

الجريدة الرسمية