كيف يكون الزواج آية من آيات الله في الكون؟
المرأة في الإسلام، كانت بعض الديانات والمذاهب تعتبر المرأة رجسًا من عمل الشيطان، يجب الفرار منه، واللجوء إلى حياة التبتل والرهبنة، وبعضُها الآخر كان يعتبر الزوجة مجرّد آلة لمتاع الرجل، فجاء الإسلام يعلِنُ بطلان الرهبانية، وينهى عن التبتل، ويحثّ على الزواج، ويعتبر الزوجية آية من آيات الله في الكون، مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21].
وجاء الإسلام ليحمي مكانة المرأة، ويرعي ضعفها، فيجعلها أبدًا في ظل رجل مكفولةَ النفقات، مكفية الحاجات، فهي في كنف أبيها أو زوجها أو أولادها أو إخوتها يجب عليهم نفقتها، وفق شريعة الإسلام.
مكانة المرأة في الإسلام
لم يهدر الإسلام شخصية المرأة بزوجها، ولم يضعفها في شخصية زوجها، كما هو الشأن في التقاليد الغربية التي تجعل المرأة تابعة للرجل، فلا تُعرف باسمها ونسبها ولقبها العائلي، بل بأنها زوجة فلان. أما الإسلام فقد أبقى للمرأة شخصيتها المستقلة المتميزة، ولهذا عرفنا زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بأسمائهنّ وأنسابهنّ، فخديجة بنت خويلد، وعائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر، وميمونة بنت الحارث، وصفية بنت حُيَي، وكان أبوها يهوديًا محاربًا للرسول صلى الله عليه وسلم.
كما أنّ شخصيتها المدنية لا تنقص بالزواج بل حث الإسلام على الزواج وجاء بالضوابط والتشريعات التي تحفظ حقوق الزوجة وواجباتها على زوجها.
أولا حقوق الزوجة على زوجها:
١-الصداق: الذي أوجبه الله للمرأة على الرجل إشعارًا منه برغبته فيها، وإرادته لها، مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا ﴾ [النساء: 4].
٢-النفقة، فالرجل مكلّف بتوفير المأكل والملبس والمسكن بالمعروف، والمعروف: هو ما يتعارف عليه أهل الدين والفضل من الناس بلا إسراف، مصداقا لقوله تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا﴾ [الطلاق: 7].
٣-المعاشرة بالمعروف، قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]. وهو حق جامع يتضمن إحسان المعاملة في كلّ علاقة بين المرء وزوجه.
ثانيا: حقوق الزوج على الزوجة
١- المعاشرة بالمعروف مصداقا لقوله تعالي: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]. وهو يتضمن على الزوجين من حسن الخلق، ولين الجانب، وطيب الكلام، وبشاشة الوجه، وتطييب نفسها بالممازحة، والترفيه عنها.
٢- أوجبَ على الزوجة طاعةَ الزوج في غير معصيةٍ، والمحافظة على ماله، فلا تنفِقُ منه إلا بإذنه، وعلى بيته، فلا تدخِلُ فيه أحدًا إلا برضاه، ولو كان من أهلها. وهذه الواجبات ليست كثيرةً ولا ظالمةً في مقابل ما على الرجل من حقوق، فمن المقرر أنَّ كل حق يقـابـلـه واجب، ومن عدل الإسلام أنـه لم يـجعل الواجبـات على المرأة وحدَها، ولا على الرجل وحده، بل قال تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228]. فللنساء من الحقوق مثل ما عليهنّ من الواجبـات.
يوجِبُ الإسلام على المرأة ضوابط تحفظها من السوء
والإسلام جاء ليحافظ على خلق وحياء المرأة، ويحرص على سمعتها وكرامتها، ويصون عفافها من خواطر السوء، وألسنة السوء؛ فضلًا عن أيدي السوء أن تمتدَّ إليها: ولهذا يوجِبُ الإسلام عليها:
١ ـ الغضُّ من بصرها والمحافظة على عفتها ونظافتها: قال تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ﴾ [النور: 31].
٢ ـ الاحتشام والتستر في لباسها وزينتها دون إعناتٍ لها، مصداقا قال تعالى: ﴿ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن﴾ [النور: 31].
٣ـ ألا تبدي زينتها الخفية ـ كالشعر والعنق والنحر والذراعين والساقين ـ إلا لزوجها ومحارمها الذين يشقُّ عليها أن تستر منهم استتارها من الأجانب: قال تعالى: ﴿ولاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾ [النور: 31].
٤ـ أن تعتدل في مشيها وكلامها: مصداقا لقوله تعالى: ﴿وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ﴾ [النور: 31]. وقال: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾ [الأحزاب: 32] فليست ممنوعة من الكلام، وليس صوتها عورة، بل هي مأمورةٌ، أن تقول قولًا معروفًا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.