الجزار في مواجهة القوات الروسية، قلق غربي من تغيير قائد الجيش الأوكراني، شعبية الجنرال السابق تهدد عرش زيلينسكي
استبدال قائد الجيش الأوكراني لفت الأنظار من جديد إلى الحرب الروسية الأوكرانية عقب ما يقرب من عامين من اندلاع الصراع، وهو الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات عن أن هذه الخطوة قد تدفع إدارة بايدن لتحفيف المساعدات الأمريكية المقدمة لأوكرانيا.
وأعلن وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، إعفاء قائد الجيش، فاليري زالوجني، من منصبه، قبل أن يعين الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، أولكسندر سيرسكي، قائدا جديدا للجيش الأوكراني.
تغير قائد الجيش الأوكراني محفوفا بالمخاطر
ويتخوف تحليل نشرته صحيفة واشنطن بوست من أن التغيير في قيادة القوات الأوكرانية قد يكون "محفوفا بالمخاطر" وينطوي على نوع من المجازفة الكبيرة، بعد نحو عامين من بدء الحرب.
الرئيس الأوكراني لم يقدم تفسيرات واضحة لقراره، واكتفى بالقول "إن هناك حاجة إلى التغيير".
وكان زيلنسكي قد اعتبر أن خطط قائد الجيش السابق "طموحة للغاية بالنظر إلى موارد أوكرانيا المحدودة" بحسب ما تحدث مصدران للصحيفة.
القائد الجديد للجيش الأوكراني عمل خلال العامين الماضيين باعتباره الرجل الثاني في قيادة القوات المسلحة.
سيرسكي، القائد الجديد، يحسب له تمكنه من الدفاع عن كييف في الشهر الأول من الحرب، وتنسيقه لهجوم مضاد ناجح في منطقة خاركيف في خريف 2022، وفقا للصحيفة.
تغييرات في الجيش الأوكراني
وقال زيلنسكي إن "سيرسكي يتمتع بخبرة دفاعية ناجحة، خاصة في الدفاع عن كييف.. ويتمتع بخبرة هجومية ناجحة خاصة في عملية تحرير خاركيف.. لا يمكن أن يصبح عام 2024 ناجحا لأوكرانيا إلا من خلال تغييرات فعالة في أساس دفاعنا، وهو القوات المسلحة الأوكرانية".
ويشير تحليل الصحيفة إلى أن تعيين سيرسكي "قد ينتج عنه رد فعل عنيف بين القوات في الميدان والجنود، حيث يعتبر مكروها بشكل خاص، إذ يعتبره كثيرون قائدا على الطراز السوفيتي الذي أبقى القوات تحت النار لفترة طويلة في مدينة باخموت، والتي سقطت في النهاية تحت السيطرة الروسية".
ويصف جنود أوكرانيون سيرسكي البالغ من العمر 58 عاما على أنه "جزار"، وقال مسئول عسكري رفيع المستوى لواشنطن بوست "ما سمعته عنه أن الكثيرين لا يحترمونه لأنهم يعتقدون أنه لا تهمه حياة الجنود".
وأضاف أنه مقارنة مع سابقه "فهو يحصل على دعم أقل بكثير".
شعبية قائد الجيش الأوكراني السابق تهدد زيلينسكي
وقال مسئولون أمريكيون وأوكرانيون إن زيلنسكي نظر إلى قائد الجيش السابق زالوجني كـ"منافس سياسي محتمل وتهديد بسبب شعبيته العالية"، ناهيك عن توتر العلاقة بينهما لعدة أشهر، بسبب فشل الهجوم المضاد، وخلافات حول عدد الجنود الذين يجب تعبئتهم للجيش الأوكراني.
ويؤكد أحد الجنود للصحيفة أن طرد زالوجني الذي يحظى بشعبية واسعة في أوكرانيا من قبل العسكريين والمدنيين "سيثني الناس عن التطوع للقتال".
من هو قائد الجيش الأوكراني الجديد ؟
ولد سيرسكي عام 1965 في عهد الاتحاد السوفيتي، والتحق بمدرسة القيادة العسكرية العليا في موسكو، وخدم في سلاح المدفعية السوفيتي، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وتعادل مدرسة القيادة العسكرية العليا في موسكو كلية ساندهيرست العسكرية، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز.
ويقول مراقبون للوكالة إن أسلوب سيرسكي يمزج بين "الطبيعة الهرمية المتأصلة في الاستراتيجية العسكرية السوفيتية، ومبادئ الناتو الخاصة بالمرونة التشغيلية".
ووصف أنه "مخطط مهووس بانضباط صارم" كان قائدا للعمليات في شرق أوكرنيا ولعب دورا هاما في حرب 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم.
وتشير فايننشال تايمز إلى أن سيرسكي انتقل إلى أوكرانيا في الثمانينيات، وبعد استقلال البلاد تدرج في صفوف الجيش الأوكراني، وبسبب مجهوده في معارك أوكرانيا ضد روسيا منح وسام بوهدان خميلنيتسكي الأوكراني، الذي يمنح للأفراد العسكريين لقيامهم بواجب استثنائي في الدفاع عن سيادة الدولة، وفي 2019 تسلم قيادة القوات البرية.
ويقول مسؤولون غربيون وجنود أوكرانيون للصحيفة إن "تعيين سيرسكي كقائد أعلى لا يبشر بالخير بالنسبة للحرب"، فيما استخدم الجنود نفس الوصف الذي تحدث به زملاءهم لواشنطن بوست بأنه "جزار".
شعبية جارفة للجرنال السابق تثير مخاوف زيلينسكي
وزالوجني الذي يصفه الإعلام الأوكراني بأنه "الجنرال الحديدي" كان رمزا للمقاومة ضد روسيا، كما تمتع بشعبية عارمة في أوساط الشعب الأوكراني وحاز احترام جنوده، بحسب فرانس برس ورويترز.
وقدرت استطلاعات الرأي ثقة الجمهور في زالوغني بأكثر من 90 %، أي أعلى بكثير من زيلينسكي الذي قدرت شعبيته بنحو 77 في المئة أواخر العام الماضي.
ورغم أنه تجنب أن يكون تحت الأضواء السياسية، يُنسب إليه الفضل في قيادة بعض الحملات العسكرية الأكثر نجاحا في أوكرانيا، بما في ذلك تحرير مدينة خيرسون في نوفمبر 2022.
لكن التصريحات التي أدلى بها لوسائل إعلام وخصوصا الغربية كانت مصدر قلق مستمر لزيلينسكي الذي يكافح من أجل المحافظة على الوحدة في موضوع التعبئة العسكرية.
اقرأ أيضا..بوتين: لهذا السبب روسيا لم تحقق حتى الآن جميع أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا
وفي نوفمبر 2023، قال زالوجني لمجلة "ذا إيكونوميست" إن النزاع مع روسيا وصل إلى "طريق مسدود" وأنه "على الأرجح لن يكون هناك اختراق عميق"، وهو اعتراف نفاه زيلينسكي بشكل قاطع.
ثم في مقال رأي لشبكة "سي أن أن" بعد ثلاثة أشهر، قال الرجل البالغ 50 عاما إن الجيش متعثر بسبب "إطار العمل التنظيمي"، داعيا إلى التحديث العاجل.
واعتبر زالوغني أن أوكرانيا لن تكون قادرة على تعزيز القوة البشرية لجيشها ما لم يتخذ النواب إجراءات "لا تحظى بشعبية" لتعبئة مزيد من الرجال.
لكن الدعوات لتعبئة نصف مليون شخص إضافي لتبديل الجنود المنهكين على الجبهة الذين خدموا لفترة طويلة، كانت قضية مثيرة للانقسام إلى حد كبير في دولة استنزفها القتال.
موقف الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا
من ناحية أخرى، صرح المتحدث باسم البنتاجون، باتريك رايدر، بأن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، لم يتثنى له حتى الآن التحدث مع القائد العام الجديد للقوات المسلحة الأوكرانية ألكسندر سيرسكي بعد استقالة فاليري زالوجني، لكن هذه التغييرات لن تؤثر على دعم واشنطن لكييف.
وقال رايدر، ردا على سؤال عما إذا كان رئيس البنتاغون قد تحدث مع سيرسكي بعد تعيينه قائدا للقوات المسلحة الأوكرانية: "الوزير أوستن لم يتحدث مع هذا الشخص".
وأحال رايدر جميع الأسئلة المتعلقة بتغيير قيادة القوات المسلحة الأوكرانية إلى كييف، لكنه أضاف أن التغييرات في القيادة العسكرية لأوكرانيا لن تؤثر على دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.