«الصحف الأجنبية».. 3 أشهر لفض اعتصامات «الإخوان».. إسرائيل تستنكر شائعات ضرب جيشها أهدافًا بسيناء.. مهمة «الأزهر» لتحقيق المصالحة الوطنية صعبة للغاية.. سيناء أصبحت مرتعًا
اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة اليوم الأحد بالشأن المصري وكان من أبرزها خطة الحكومة المصرية لفض اعتصامات أنصار جماعة الإخوان.
وأعد المؤرخ الأمريكي جوان كول، المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط الحديث وجنوب آسيا في جامعة ميتشيجان، تقريرًا حول مصر عبر موقعه الخاص بشبكة الإنترنت، تناول فيه أزمة الغذاء وارتفاع الأسعار ومعاناة المواطن المصري الفقير من المستجدات الجديدة التي طرأت على البلاد.
وقال "كول" في تقريره: "في خضم الأزمة السياسية المصرية، تواجه البلاد ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية، التي تعد ضربة قوية للفقراء، وبدأت منذ عهد الرئيس المعزول محمد مرسي ونجمت عن عدم استيراده الكمية المناسبة من القمح وتراجع الجنيه المصري بنسبة 15% أمام الدولار، فجعل قيمة العملة المصرية تسقط ولا يستطيع تلبية الاحتياجات من السلع المستوردة بما في ذلك القمح لدقيق الخبز، وبالتالي يقع الرغيف بتكلفة أكثر، وكانت المواد الغذائية وتكاليف الوقود من بين الأمور التي جعلت مرسي لا يحظى بشعبية بشكل متزايد مع الفلاحين والطبقات العاملة ومن الأسباب الرئيسية التي ساهمت في الإطاحة به.
وأضاف: "في الوقت نفسه أعدت الحكومة المصرية المؤقتة خطة لتفريق أنصار المعزول، ببطء على مدى ثلاثة أشهر بدلا من الهجوم المفاجئ الذي من شأنه أن يخاطر بارتفاع معدلات الوفيات ووقوع الكثير من الضحايا".
ونوه "كول" إلى أن الخطة التدريجية أخذتها الحكومة في خلال 48 ساعة بعد فشل المساعي الدولية الأمريكية والأوربية في حل الأزمة، وتستمر الخطة لمدة ثلاثة أشهر ويتم منع دخول الغذاء للاعتصامات، وقطع الكهرباء والمياه عن المنطقة التي يتجمع فيها المحتجون".
وشدد على أن الخطة تشمل أيضا مهاجمة المتظاهرين بخراطيم المياه، وقنابل الغاز المسيل للدموع، وغيرها من الوسائل المستخدمة لتفريق الاعتصامات والمظاهرات، كما يحدث في جميع أنحاء العالم، وسوف تستمر هذه العملية على مراحل وربما تستغرق عدة أسابيع أو أشهر أقصاها ثلاثة أشهر.
في حين، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن وزير الدفاع الإسرائيلي استنكر شائعات بضرب سيناء بطائرات بدون طيار.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات بعض المسئولين الأمنيين مصريين، إلى أن طائرات استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخا على شبه جزيرة سيناء الشمالية مما أسفر عن مقتل عدد من المتشددين الاسلاميين المشتبه بهم، وتدمير منصة لإطلاق الصواريخ.
و قال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إيهود باراك "إن بلاده لن تسمح بتلك الشائعات والتكهنات التي تضر معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية".
وقال مسئولون مصريون: "في البداية قامت طائرة استطلاع إسرائيلية بتنفيذ هجوم يوم الجمعة، ولكن مسئولا مصريا قال يوم الجمعة عبر وسائل الإعلام المصرية إن طائرة هليكوبتر مصرية هي المسئولة عن الهجوم". ونوهت الصحيفة أن وضع مصر حساس للغاية حول السماح لإسرائيل لتنفيذ ضربات على أراضيها.
في حين قالت مجلة "نيويوركر" الأمريكية: إن إعلان الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور عن انتهاء مرحلة الجهود الدبلوماسية وتحميل جماعة الإخوان مسئولية فشل الجهود قد يكون تلويحا بأن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد في أغلب الظن فض اعتصامي مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في رابعة والنهضة الإخوان بالقوة بما يعني مزيدًا من الدماء.
وأوضحت المجلة أن جماعة الإخوان لم تمتزج أو تتوحد أبدا مع الثوار في الشوارع، بل استمرت في عقد صفقات خلف الكواليس بعد صعودها سياسيا إبان الفوضى التي أعقبت سقوط نظام الرئيس حسني مبارك، بل واستخدمت انتصاراتها في الانتخابات كأداة نفوذ في تلك الصفقات.
وأشارت إلى أن المرة الوحيدة التي دعت جماعة الإخوان أعضاءها إلى الاعتصام في التحرير كان عند انتخابات الإعادة بين محمد مرسي وأحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، على الرغم من أنها كانت في كثير من الأحيان، تأمر أعضاءها بالبقاء بعيدا عن الاحتجاجات.
ورأت المجلة الأمريكية أنه على مدى الأسابيع الماضية بعد الإطاحة بمرسي واحتجازه في مكان غير معلوم واعتقال العديد من قادة الإخوان وقتل مئات من المصريين فالخيار الوحيد لديهم الآن هو الاستسلام والتنازل.
وعلى الرغم من أن أعضاء الإخوان الذين ما زالوا يأكدون أنهم لن يتفاوضوا مع الجيش فإن لديهم عدد قليل من أوراق المساومة وعلى ما يبدو لا خطة لديهم غير التحدي.
ورأت شبكة "بي بي سي" البريطانية أن الدعوة التي وجهها الأزهر للقوى السياسية المختلفة من أجل إجراء محادثات بشأن إنهاء الأزمة السياسية في البلاد تبدو مهمة صعبة للغاية خاصة بعد سلسلة من المبادرات والوساطات الدولية التي فشلت في الوصول إلى حل.
وأوضح مراسل الشبكة في القاهرة، أن الأزهر بدأ في دراسة جميع مبادرات المصالحة التي تقدمت بها رموز سياسية وفكرية مصرية خلال الأسابيع الماضية من أجل التوصل إلى صيغة توافقية يرتضيها جميع المصريين.
وأشار إلى أن الأزهر، وهو مؤسسة تحظى باحترام كبير لدى المصريين، قد حققت بعض النجاح في توحيد مختلف القوى السياسية منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، ومع ذلك في هذه المناسبة فإن مهمتها صعبة للغاية.
وأوضح أن تأييد الإمام الأكبر علنا التدخل العسكري للإطاحة بمرسي بعد احتجاجات حاشدة في الشوارع أغضب مؤيدي مرسي، علاوة على أن البلد يعاني حاليا من استقطاب عميق.
زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الفوضى تسيطر على سيناء، مشيرة إلى أن الهجمات الإرهابية على المنشآت العسكرية ومراكز الشرطة تتكرر كل ليلة منذ الإطاحة بالمعزول "محمد مرسي".
وأشارت الصحيفة في عددها الصادر - اليوم الأحد - أن الوضع في سيناء حرج للغاية، ففى ظل الصراع الدائر بمصر بين معارضى ومؤيدى المعزول، فإن الجهاديين في سيناء يمارسون نشاطاتهم ويبحثون عن الدم.
وأضافت الصحيفة العبرية أن منطقة سيناء شهدت العديد من الهجمات ضد السكان المسيحيين في الآونة الأخيرة، وتم خطف بعض المسيحيين وقتل واحد منهم خلال الشهر المنصرم، ونقلت يديعوت عن مواطن مسيحى يسكن في سيناء ويدعى "متري شوقي متري" والبالغ من العمر 53 عاما قوله "نحن نعيش في رعب مستمر".
وتابع ميترى قائلًا: "إننا لا نجد هنا أي تواجد للشرطة أو للجيش" لافتًا لخطف ابنه في الشهر الماضى على أيدى مسلحين، فالحياة متوقفة تمامًا ولا يوجد عمل والكنائس مغلقة، كما لفتت يديعوت أن ميترى مثله كمثل كثيرين في سيناء تجد لافتات باللغة العربية على جدران منازلهم "المنزل للبيع".
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن أحد مؤسسى حركة إسلامية جديدة يدعى "أسعد البيك" قوله بأنه إذا حاول الجيش المصرى أن يدفع بخروج الإخوان فإنه سيضطر إلى إخراج جميع الجماعات الإسلامية الأخرى لأن جميعها تدعم الإخوان، مشيرا إلى أن الجيش لا يستطيع فعل ذلك، لأن هذا يعني المزيد من العنف بالمنطقة.