سر تقديم موعد الانتخابات الرئاسية فى أذربيجان.. إلهام علييف يستغل قرة باغ..ويضع خطة تمتد لعام 2031.. ويعول على العلاقات مع بوتين وأردوغان
أُعيد انتخاب إلهام علييف رئيسًا لأذربيجان للمرة الخامسة على التوالي أمس الأربعاء، حسبما أظهرت نتائج أولية لفرز الأصوات، في نتيجة متوقعة لانتخابات جاءت بعد أشهر من انتصار باكو في هجوم خاطف على الانفصاليين الأرمن في إقليم ناجورني قره باخ.
الرئيس الأوفر حظًا
ويعد الرئيس الحالي إلهام علييف الأكثر حظا للبقاء في منصبه بعد أن خلف والده حيدر علييف، كما أنه يشاركة في هذه الانتخابات 6 مرشحين آخرين لكن حظوظهم في الفوز تعد ضئيلة جدا بسبب سيطرة عائلة علييف وحلفائه في الداخل والخارج على زمام السلطة وصرامة النظام القمعي الذي فرضه على البلاد منذ توليه منصب الرئيس عام 2003.
أبرز المرشحون في الانتخابات الرئاسية المبكرة بأذربيجان
7 مرشحين من بينهم الرئيس الحالي إلهام علييف، يشاركون في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي بدأت اليوم، وهم زاهد أروج، النائب السابق لحزب عين على الوطن ونائب رئيس البرلمان الأذربيجاني، والشاد مصطفى، رئيس حزب أذربيجان العظيمة، فهذا السياسي حاول المشاركة في انتخابات 2003 لكنه لم يتمكن من جمع 40 ألف توقيع تسمح له بذلك.
ويعد علييف يأتى رئيس جمعية “دعم وحماية حقوق المواطنين” المرشح للمرة الثانية بعدما شارك في انتخابات 2018 كمرشح مستقل، وفاضل مصطفى، نائب في البرلمان منذ 2005 عن حزب الأمة العظيم سبق وأن شارك في انتخابات 2008 الرئاسية بدون أن يفلح فيها.
مظفر أوغلو جسانجولييف، مرشح باسم حزب الجبهة الشعبية لأذربيجان الموحدة وهو عضو في البرلمان منذ 2003 شارك في الانتخابات الرئاسة في 2008 و2013.
رازي نورولاييف عضو في البرلمان، إضافة إلى إلهام علييف نفسه الرئيس الحالي يشارك للمرة الخامسة على التوالي.
ترشح للمرة الأولى في 2003 لخلافة والده الذي توفي بعد معاناة مع المرض وفاز بالانتخابات، كما جدد علييف فوزه في 2008 و2013 وفي 2016، أدخلت تعديلات على الدستور الأذربيجاني وتم بموجبها تمديد مدة الولاية الرئاسية من خمس إلى سبع سنوات كاملة. ما سمح لإلهام علييف بالبقاء في السلطة لغاية اليوم.
سبب عقد انتخابات رئاسية مبكرة في أذربيجان
لو نظمت الانتخابات الرئاسية في أذربيجان في زمنها الطبيعي والمحدد من قبل دستور البلاد لكانت في 2025، أي بعد 14 شهرا من اليوم، لكن الرئيس الحالي إلهام علييف أراد تعجيلها لعدة أسباب.
السبب الأول: هو أنه يريد استغلال الانتصار الذي حققه في حرب قره باج خلال خريف 2020 والسيطرة الكاملة التي فرضها على الإقليم في سبتمبر الماضي لكسب أصوات الناخبين، لكن هذا الانتصار أدى إلى فرار جميع سكانه باتجاه أرمينيا المجاورة تاركين أراضيهم ومنازلهم في حوزة الأذربيجانيين.
استغلال نشوة النصر الكبير
من خلال تنظيم انتخابات مبكرة، أراد الرئيس إلهام علييف استغلال نشوة النصر الكبير الذي جعلت شعبيته ترتفع في أوساط الشعب وكل الذين أرادوا الانتقام من أرمينيا التي احتلت وفقهم أراضيهم إثر الحرب التي وقعت في التسعينيات من القرن الماضي عندما كان والد إلهام علييف رئيسا لأذربيجان. هذا الانتصار العسكري وظفه علييف لتقديم موعد الانتخابات لكي يفوز بها كونه لا يملك منازعين حقيقيين.
السبب الثاني: فهو أراد أن يستبق ظهور المشاكل الاجتماعية التي قد يعاني منها الشعب الأذربيجاني بسبب الأزمة الاقتصادية التي طرأت على البلاد جراء الحرب في أوكرانيا وانكماش الاقتصاد العالمي وتراجع مبيعات الغاز والنفط في الأسواق العالمية.
علاقات وطيدة مع بوتين واردوغان
كما أراد أيضا توظيف قرابته وعلاقاته الطيبة مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان ليظهر أمام الشعب بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب وأنه لا يوجد شخص آخر في البلاد قادرا على مواجهة التحديات التي تواجه أذربيجان والتغلب عليها ووضع هذا البلد على طريق النمو الاقتصادي.
التحديات التي تفرضها الانتخابات الرئاسية في أذربيجان
بعد نشوة الانتصار في قره باج واسترجاع الأراضي، يخشى الرئيس إلهام علييف أن تعود المشاكل الاجتماعية وانعدام الحريات إلى الواجهة السياسية، لهذا السبب أراد استباقها وذلك عبر تعزيز قبضته على مؤسسات الدولة، كما يواجه أيضا تحديات اقتصادية كبيرة يخشى أن تهز عرشه الرئاسي في السنوات القليلة المقبلة، من بينها تراجع أسعار النفط والغاز في الأسواق العالمية، الأمر الذي قد يفقد الخزينة الأذربيجانية مليارات الدولارات ويؤدي إلى نشوب احتجاجات اجتماعية وتنامي معدل البطالة.
وفي السياق نفسه، أعلنت وكالة الدولة للإحصاء أن الناتج المحلي للبلاد لم ينمُ سوى بنحو 1,1 بالمئة في 2023 مقارنة بنسبة 4,3 بالمئة في 2022. وهذا قد يؤدي إلى ظهور مشاكل اجتماعية واقتصادية جديدة قد تصعب من حكم الرئيس إلهام علييف.
ولتعويض هذا النقص في النمو، قرر علييف رفع مستوى الضريبة التي يدفعها المستثمرون الصغار إلى 20 بالمئة بعدما كانوا يدفعون 5 بالمئة فقط. هذا الارتفاع الضريبي قد يزيد من قلق أصحاب المشاريع الصغيرة ومن غضبهم إزاء الدولة.
إعادة إعمار قره باج
هذا، ومع رغبة الرئيس علييف إعادة إعمار قره باج ودمجها مع أذربيجان، يتوقع مراقبون أن يرفع ذلك من نسبة الإنفاق على هذا المشروع، بعض المصادر المحلية تحدثت عن تخصيص 7 مليارات من الدولارات من الموازنة لهذا الغرض، لكن على حساب مناطق أخرى، لا سيما في الريف الذي يعاني من نقص حاد في الخدمات وحيث تنتشر البطالة فيه بشكل كبير.
حظوظ فوز المعارضة في الانتخابات
يمكن القول بأنها شبه منعدمة المعارضة رفضت المشاركة في الانتخابات الرئاسية إيمانا منها بأنها محسومة مسبقا كما رفضت أيضا، بسبب عدم توفر الوقت الكافي، للقيام بحملة انتخابية لتشرح فيها برامجها.
وجدير بالذكر أن الرئيس إلهام علييف أعلن عن تنظيم انتخابات مبكرة في شهر ديسمبر الماضي، وهذه المدة ليست كافية في نظر المعارضة لجمع التوقيعات اللازمة أكثر من 40 ألف توقيع والتحضير لحملة انتخابية جيدة.
ورغم التضارب بين المؤيد والمعارض، يتفق المراقبون للسياسية فى أذربيجان على أنه مهما كانت نتيجة الانتخابات، فلن تغير المسار السياسي أو تدعم المناخ الديمقراطي، والمراد منها هو فقط تمديد مدة علييف الرئاسية حتى 2031.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.