صلاح طاهر، حكايات صاحب الألف بورتريه، وصفه الحكيم بالمبدع فوق أوتار الألوان، وقال عنه إدريس: شاعر اللمسة
صلاح طاهر، فنان تشكيلى جمع بين الفن والملاكمة وحصل على بطولة الجمهورية بها وهو لم يتجاوز العشرين، عشق الموسيقى وساعده والده في العزف على البيانو حتى صار بارعا وهو في العاشرة، واتقن العزف على آلة الكمان وهو في الرابعة عشرة، أحب الرسم وصار فنانا وقام برسم ألف بورتريه لكبار الشخصيات، ورحل في مثل هذا اليوم عام 2007.
قال عنه توفيق الحكيم: صلاح طاهر عازف مبدع على أوتار الألوان وهو فى مقدرته أن يلعب بلون واحد فيخرج منه عدد من الألوان اللونية لا تدرى كيف خرجت.
وقال يوسف إدريس هو شاعر اللمسة، بركانى اللون حاد كالخط الفاصل بين الحق والباطل والقبح والجمال والنغمة والضجة.
ابن حى العباسية
ولد الفنان صلاح طاهر عام 1911 بشارع الجنزورى بحى العباسية، حيث كانت الطبقة الأرستقراطية، فوالده تاجر "مينى فاتورة" بالغورية، وورث عنه مكتبة حافلة بكتب التراث وإحياء وعلوم الدين ودواوين امرؤ القيس وعنترة وغيرها.
زمالة نجيب محفوظ
درس صلاح طاهر بمدرسة الحسينية الابتدائية، وزامل فى الفصل الأديب نجيب محفوظ، ثم التحق بمدرسة الفنون الجميلة، وتخرج منها عام ١٩٣٤، وكان الأول على دفعته، وتتلمذ على يد الفنانين أحمد صبرى ويوسف كامل، عمل مدرسا للرسم بمدرسة فاروق الأول، تولى إدارة متحف الفن الحديث عام 1954، ثم مديرا للمتاحف الفنية بوزارة الثقافة، ثم مديرا لمكتب وزير الثقافة ثروت عكاشة،
وبدأ رسوماته الأولية بتصوير الريف بمناظره الساحرة من خضرة ونيل وزرع ومشهد الفلاحات من الدلتا الى أسوان، وأقام أول معرض له عام 1935 ثم تولى الإشراف على مرسم مدرسة الفنون وهي شكل من أشكال الدراسات العليا، استمر فيه عشر سنوات من الإبداع.
بطل مصر فى الملاكمة
شب الفنان صلاح طاهر، على حب الرياضة، فأصبحت الملاكمة لعبته المفضلة، التي لمع فيها حتى صار بطل مصر فى سن ١٤ عاما، وأحب الموسيقى بما فيها من رقة الإحساس ورهافة الأداء، ولعب على الكمان فاستوعب منذ صغره أعمال بتهوفن وشوبان.
لوحة الاعجوبة بـ3 مليون جنيه
تولى صلاح طاهر إدارة الأوبرا المصرية عام 1962 لمدة اربع سنوات، وقدم في رحلته الفنية أكثر من 15 ألف لوحة فنية، بيعت لوحة منها اسمها "الأعجوبة" بمبلغ ثلاثة ملايين من الجنيهات كان يملكها أحد محبى صلاح طاهر واسمه ياسر سيف، وكان قد اشتراها عام 1993 بمبلغ 33 ألف جنيه.
صلاح طاهر من الجيل الثانى للفن التشكيلى بعد محمود مختار ومحمود سعيد، رسم في لوحاته وجوها للعديد من نجوم الفن والسياسة ورواد الفكر والأدب، ومن أشهر من رسم لهم الرئيس جمال عبد الناصر وأمير الشعراء أحمد شوقي وكوكب الشرق أم كلثوم والأديب توفيق الحكيم والدكتور طه حسين ونجيب محفوظ وحسين فوزي ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ونزار قبانى وغيرهم.
وسام الجمهورية والدكتوراة الفخرية
التحق للعمل بجريدة الأهرام عام ١٩٦٦، فقدم ألف بورتريه لشخصيات مختلفة، وأقام ٨٠ معرضًا محليًا وعالميًا، واشترك فى ٦٧ معرضا جماعيا، حصل على جوائز الدولة التشجيعية عام ١٩٦٠ والتقديرية ١٩٧٤، ووسام الجمهورية عام 1975، وجائزة مبارك عام 2001، كما أهدته أكاديمية الفنون درجة الدكتوراة الفخرية.
قدم الفنان صلاح طاهر عدة مؤلفات منها ترجمة كتاب في ظلال الفن مع أحمد يوسف، محاضرات في الفن والتذوق الفني ومحاضرات لجمعية الفن الحديث وفى التليفزيون، وقام بتدريس التذوق الفني بمعهد الاعلام جامعة القاهرة للدفعات الأولى قبل ان يصبح كلية، إضافة الى تجميع اكثر من 250 مقالة كتبها في جريدة الاهرام.
وحول رحلته الفنية قال الفنان صلاح طاهر: ليتنى كنت طفلا لا يكبر أبدا ولا يشيخ، فلا أنافق ولا أهادن، لا أكره، عشقت الطفولة وعشتها بريئة، فمازالت فى أذني كلمات أمى بأنه ليس هناك مستحيل حتى اغتراف الماء بالمصفاة ليس مستحيلا إذا صبرنا حتى يتجمد الماء، وبهذه الكلمات خلقت امى بداخلى العزيمة وأصبحت فولاذى الإرادة لا أستسلم أبدا لأى آراء أو مسلمات، بل أقول كلمتى وفقا لقناعتى، بدأت شخصية الفنان تنمو داخلي مع الملاكمة حتى أن العقاد قال عنى "صلاح طاهر الفنان الملاكم" فابتعدت عن الملاكمة، بعدها صرنا صديقين حميمين وكان عمرى 21 عاما، والأستاذ العقاد 52 عاما.
كلمات فنان مأثورة
وأضاف صلاح طاهر:: احب الحياة وعمر الانسان يقاس بإحساسه وشباب قلبه،والمعرفة ظلت تثير فضولى حتى تخطيت التسعين من عمرى ومازلت استمتع بالحياة انظر امامى دائما ولا اعرف الماضى ولا استعيده لكى لا افتح جراحا ولكنى استدعيه احيانا حتى لا تضيع التجربة هباء، ورغم ذلك فأنا لا أخاف الموت ويمكن تجاوزه مادمنا حققنا انفسنا، فمازال التمنى موجودا لكن الامانى هى التى تتناقض الان.
فى مجلة الجديد فبراير عام 1975 كتب الفنان صلاح طاهر مقالا قال فيه::من المسائل المفروغ منها اننا نحن المصريين لنا مخزون تاريخى ضخم له وزن قلما يدانيه وزن آخر في تاريخ الحضارات، أعنى بالمخزون التاريخى.. هذا الرصيد الهائل الكامن في أفراد هذا البلد من خبرات وقدرات وإرادة.. ويزداد ما ورثوه صحة جيلا بعد جيل حين يواكب هذا الإرث تطور الحياة وتقدمها، ولا يتجمد عند شكل معين، ويكمن ذلك الرصيد ويتضاعف في انتظار التفجر والانطلاق، ودائما تأتى الشرارة الأولى من الشباب حين ينطلق نحو الأهداف العمرانية من أجل التكافل الحضارى نحو البناء الصحيح بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان مباشرة أو غير مباشرة تتصل بالوطن والمواطن.
ضرورة مشاركة الجهد الشعبى فى البناء
وأضاف صلاح طاهر:الأمر في كل المراحل يتطلب حشد كل الخبرات والطاقات وتنسيقها العلمى لنشاطها الخلاق في جميع المجالات العلمية والصناعية والزراعية والفكرية والثقافية، ولا يكفى هنا الجهد الرسمى الحكومى وحده، بل يجب أن يشاركه الجهد الشعبى، ويحضرنى هنا قول يكرره علماء النفس وغيرهم مؤداه أن الإنسان يستعمل من ملكاته وتفكيره وطاقاته 10% فقط مما عنده.. وهذا على أقصى تقدير، ثم يتبقى 90% من قدرات الإنسان لا يستعملها، ولا شك أن الخيال يتوه في تصور المعجزات المنتظرة لو أن الإنسان المصرى نجح في هذه الظروف الحاسمة التي تجتاحها بلادنا عرف واستطاع وتمكن من أن يستغل 20 % من طاقاته.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.