رئيس التحرير
عصام كامل

رايات الموت وشهوة الخيانة !


سوداء هي راياتهم.. كتاريخهم.. كضمائرهم.. كأيامهم التي جللوها بالسواد وفرضوها على حاضرنا المعاش.. تنظيماتهم عششت في كل مكان.. وتحالفت مع كل قوى البغض والشر.. ولم تستثن حتى "الشيطان الأكبر" كما كان يحلو لهم أن يطقلوا عليه.. فكيف أصبح الشيطان الأمريكي حليفاً وصديقاً ؟! 


عالمهم مجهول بكل تداعياته وتجلياته.. لصوص أوطان.. يعشقون سفك الدماء.. يتخفون بأقنعة إمعاناً في ترسيخ حالة من الغموض وبث علامات استفهام ومشاعر من الرعب.. يخفون بها نواياهم التي مهما ظهرت جلية فهي عصية على الفهم ومدسوسة خلف مغاور شخصياتهم وقياداتهم.. متخفية بمفاهيم ودعوات دينية زائفة... متلحفة بحلم خلقوه وأطلقوا عليه اسم الخلافة.. "يشرعنون" به السلب والقتل وترويع الآمنين والتعامل مع الأوطان كأوانٍ زجاجية لابد من تهشيمها .

أعداؤهم كثر.. فهم أعداء لكل مايميز الإنسانية ويرتقي بها.. لكن عدوهم الأصلي والأوحد الآن هو" جيش مصر" بعد أن قام بمؤازرة الشعب لاقتلاع رئيسهم العميل.. ومنذ 30 يونيو ضربت العمليات الإرهابية كل أنحاء مصر وخاصة سيناء.. التي "يتمترس" فيها قادتهم الذين قدموا إلينا من كل بقاع الأرض بترحيب رئاسي في عهد هذا المخلوع الخائن.. والذين فتحت لهم أبواب السجون في أخطر سابقة في تاريخ مصر .

والآن تصريحاتهم أصبحت علنية تأتينا تباعاً من فوق منصة رابعة وميدان النهضة وكلها تؤكد أن هناك مخططاً لحرق مصر واحتلال ميادينها.. وحينما تصدى لها الشعب بات من الضروري توسعة بؤرة الصراع وإشعاله في سيناء.. واستجلاب العدو التاريخي إلى المنطقة.. طبقاً لتوصيات مؤتمر إسطنبول الذي أكد على ضرورة الزج بإسرائيل في هذا الصراع والذي سيكون من شأنه تشتيت الجيش.. وإحداث حالة من الاحتقان بين صفوف الشعب.

ومع تصاعد العمليات اليومية في سيناء لم نقرأ تعليقاً واحداً من المبعوث الأمريكي بيرنز عن خطرهاعلى أمن مصر وأمن واستقرار كل دول الشرق الأوسط، أو علي جهود القوات المصرية في مطاردة هذه الجماعات في سيناء التي تحرز تقدما كبيرا..

وفي الوقت الذي نجحت فيه القوات المسلحة في التصدي لهجماتهم.. تجتاح وسائل الإعلام قصة الطيارة الإسرائيلية.. وتشتعل حملة التشكيك في مصداقية الجيش.. أو ليست قمة الخيانة ؟! يتحالفون مع العدو من خلف ستار.. ويحرضون الشعب على جيشه.. ويقتلون أبناء وطنهم.. ويذهبون إلى ذويهم محرضين على خلق حالة من العداء بين الشعب والجيش..

وآخر هذه الحالات والدة الشهيد مجند القوات المسلحة الذي استشهد في إحدى الهجمات على الفنادق بسيناء، وقد حررت محضرا اتهمت فيه خمسة أشخاص ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، من بينهم عضوان سابقان بمجلسي الشعب والشورى، بعرض مبالغ مالية عليها مقابل اتهام القوات المسلحة بالتسبب في وفاة نجلها.

والآن وبعد أن أحبط الجيش مفاجأتهم التي أعلن عنها "البلتاجي" وأنها ستكون ثاني أيام العيد.. والتي كانت استهدافاً لعدد من المواقع الحيوية داخل سيناء وتدمير كوبرى السلام المعلق بقناة السويس، ماذا بعد ؟! 

وماذا ننتظر من جماعات وصلت شهوة الحكم برئيسهم أن يطلب في مكالمة - سجلت له ولمساعديه - من الأسطول السادس الأمريكي أن يتدخل لإنقاذه ؟! هؤلاء أشرس من الحيوانات في التهامهم للفريسة من غير جوع.. لأن الخيانة في دمهم.. لا يدينون بالولاء لأى قيمة.. حتى دينهم قد اتخذوه مطية لأحلامهم.. وخالفوه في صحيحه.. وصبغوه باللون القاني.. ورفعوه رايات مبشرة بالموت .

لكن نهايتهم حانت على أيدى وسواعد خير أجناد الأرض .
الجريدة الرسمية