اختراق الهواتف وحسابات مواقع التواصل، تعرف على أنواع التجسس وعقوبته في الإسلام
التجسس في الإسلام، حرص الإسلام على إعلاء القيم المثلى والفضيلة فى المجتمعات، وأمر بالحفاظ على خصوصية الأفراد وعدم انتهاكها، لذلك حرم الله عز وجل التجسس ونهانا عن التنصت على الآخرين خلسة بدون إذنهم.
والتجسس صفة ذميمة وكبيرة من الكبائر التي يبوء فاعلها بإثم كبير وغضب من الله، وذلك لما فيها من انتهاك حرمة الآخرين وعدم الحفاظ على خصوصيتهم.
ونهت الشريعة الإسلامية عن التجسس لما فيه من آثار سلبية وعواقب وخيمة على المجتمعات، لأنه يؤدي في بعض الأحيان إلى خراب البيوت ووقوع العديد من الأزمات ونشوب الخلافات بين الناس.
ونهانا الله عن تتبع عورات الآخرين وذلك مصداقا لقوله تعالى في كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" {الحجرات:12}.
عقاب من يتجسس على الآخر ويتتبع عوراته
اعتبر الإسلام التجسس والغيبة من الكبائر التي تغلق أبواب التوفيق الرباني. وعقاب من فعل ذلك هو: الفضيحة في الدنيا والخزي في الآخرة.
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التجسس، كما ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال:" من تَسَمَّع حديث قوم وهم له كارهون؛ صُبَّ في أذنيه الآنُكُ يوم القيامة".
التجسس والتفتيش في بواطن الأمور من الكبائر
وتوعد الإسلام المتجسسين على عورات الناس بالفضيحة والخزي، فمن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته.
وتعددت طرق التجسس في الوقت الراهن نظرا للتطور التكنولوجي، فهو لا يعني فقط الإنصات بالأذنين، ولكن محاولة الدخول على هواتف الآخرين أو على صفحاتهم الشخصية، والتطلع على أحوالهم وأحاديثهم ايضا يعتبر تجسسا.
والتجسس خيانة عظمى، وكبيرة من الكبائر إذا فعله المسلم. وهو من صور موالاة الكفار التي يتراوح الحكم فيها بين الكفر المخرج من الملة إذا كان تجسسه حبًا في انتصار الكفار وبين الكبيرة من كبائر الذنوب إذا كان لغرض شخصي أو دنيوي أو جاه أو ما أشبه ذلك.
نص أهل العلم على أنه لا يجوز للمحتسب ولا غيره التجسس ولا هتك أستار الناس لتحصيل المحظورات من المخالفين، ويشهد لهذا قوله النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته".
آراء العلماء في التوبة من التجسس
التوبة هي: الرجوع إلى الله تعالى، وترك المعصية والندم على فعلها والعزم على عدم العودة إليها. وهي واجبة على كل مسلم من جميع الذنوب، كبيرة كانت أو صغيرة والتوبة أمر واجب على كل مؤمن، في كل حال، ومن كل ذنب. الله يحب التائب عن المعصية وارتكاب الذنوب، وأن الله يقبل التوبة من عباده ويتجاوز عن الذنوب مهما عظمت.
ولكن العلماء وضعوا شرطا لقبول توبة العاصي الذي تجسس على غيره إضافة إلى شروط التوبة التي هي حق الله وحده.
والشرط هو: استحلال من اغتبته أو تجسست عليه وطلب عفوه عنك، وهذا هو المعروف في مذهب الأئمة: مالك وأبي حنيفة والشافعي، ورجحه الغزالي والقرطبي والنووي وغيرهم.
والقول الآخر في التوبة من التجسس: هو ما ذهب إليه جمع من العلماء، وهو: أن الحق إذا كان مما لا يستوفى كالغيبة والنميمة والكذب ونحو ذلك، فيكتفي بالدعاء له والاستغفار وذكره بخير، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وذكر أن هذا قول الأكثرين ورجحه ابن القيم، وذكر العلامة السفاريني أن هذا قول الجمهور، وهذا القول الثاني هو الأقوى والأرجح، فعلى هذا لا يجب عليك إخبار من اغتبته أو تجسست عليه، ولكن عليك أن تتوب إلى الله، وأن تحسن لمن اغتبتهم وتستغفر لهم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والثقافية