احتلال غزة.. خطة اليمين الإسرائيلي لإخضاع القطاع لحكومة عسكرية.. وتوزيع جيش الاحتلال للمساعدات نقطة الانطلاق لتنفيذ مخطط نتنياهو
119 يوما من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والمصابين وارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين العزل وسط غموض حول إمكانية وقف إطلاق النار، وتعنت حكومة الاحتلال في التوصل لاتفاق، فضلا عن توجهات داخل حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة لفرض حكم عسكري على غزة وإقامة منطقة عازلة بهدف الاستيلاء على أراضي القطاع.
احتلال قطاع غزة
وما يؤكد المخطط الإسرائيلي تجاه غزة، تقرير نشرته صحيفة هارتس العبرية كشف أن حلفاء نتنياهو، "يريدون استخدام المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة، كقاعدة انطلاق لاحتلال القطاع الفلسطيني وضمه".
واعتبرت الصحيفة في مقال، أن السماح لإسرائيل بتوزيع المساعدات الإنسانية، من خلال تشكيل حكومة عسكرية هو بمثابة فرصة مباشرة لتكرار "كابوس الضفة الغربية"، المتمثل "في دمج عنف المستوطنين والعنف العسكري ضد الفلسطينيين".
وبحسب الصحيفة، فعندما أجرى وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، وهو من اليمين المتشدد، مقابلة مع "القناة 12" الإسرائيلية الأسبوع الماضي، فإن الأمر لم يستغرق سوى بضع ثوانٍ لتوضيح ذلك المسار المستقبلي الذي يرسمه، على الأقل، بعض صناع القرار المؤثرين.
وقال سموتريتش في المقابلة: "يجب ألا نسمح بدخول المساعدات عبر وكالة الأونروا، ومن أجل الالتزام بالقانون الدولي، سندخل المساعدات ونوزعها بأنفسنا".
سيطرة قوات الاحتلال على قطاع غزة عسكريا
وعندما ناقش محاوره في المقابلة مدى خطورة ذلك، قال: "ستكون هناك حكومة عسكرية في غزة، لأن الجميع متفقون على أننا بحاجة إلى البقاء في القطاع والسيطرة عليه عسكريا، ولا سيطرة عسكرية دون سيطرة مدنية".
ورأت كاتبة المقال في الصحيفة الإسرائيلية، داليا شيندلين، أن الاقتراح بتوزيع المساعدات "قد يبدو جيدًا في البداية، إلى أن نأخذ في الاعتبار أهداف سموتريش الثلاثة المعلنة، وهي أولًا، السيطرة الإسرائيلية الدائمة على غزة بعد الحرب؛ وثانيًا، تطبيق السيطرة الإسرائيلية من خلال نظام عسكري؛ وثالثًا، أن تتمتع هذه الحكومة العسكرية بالسيطرة العسكرية والمدنية".
نقطة الانطلاق للاحتلال المستقبلي لقطاع غزة
وتابعت: "يحاول سموتريش الاستفادة من الكارثة الإنسانية في غزة، وأوامر محكمة العدل الدولية، وبعض المداهنات الأمريكية لإدخال المساعدات الإنسانية، كنقطة انطلاق للاحتلال المستقبلي لقطاع غزة، وذلك مع وجود احتمال كبير لنزوح جماعي للفلسطينيين".
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أظهرت تسريبات لوزير دفاع الاحتلال، يوآف جالانت، للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، مواقف متناقضة. فقد ذكرت هيئة البث الإسرائيلي "كان"، أن جالانت قال إن "ممثلًا من غزة" سيدير القطاع بعد الحرب.
لكن موقع صحيفة يديعوت احرونوت العبري نقل أنه قال: "من الواضح تماما أن حركة حماس لن تحكم في غزة، وأن إسرائيل ستحكم عسكريا، وليس حكما مدنيا".
وأشارت صحيفة هآرتس، إلى أن مكتب وزير دفاع الاحتلال لم يرد على طلبات للتوضيح بشأن تصريحاته.
تنفيذ مخطط الضفة الغربية في غزة
ووفقا لمقال "هآرتس"، فإن هناك مخاوف من تكرار ما يحصل في الضفة الغربية من استيطان وعمليات عنف ينفذها مستوطنون، في قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، قالت شيرا ليفني، التي تدير "وحدة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة" في "جمعية الحقوق المدنية" بإسرائيل، إن الجيش الإسرائيلي قام بتجنيد مستوطنين في وحدات الدفاع الإقليمية بعد بدء العدوان، بحيث إن "نفس المستوطنين الذين هاجموا الفلسطينيين في الضفة يمكنهم مواصلة هجماتهم في الضفة والقطاع تحت حماية الزي العسكري".
كما ذكرت الصحيفة العبرية، أنه تم تجنيد حوالي 5500 من سكان المستوطنات في "كتائب الدفاع الإقليمية" منذ بدء العدوان في غزة.
وقالت إنهم "يخدمون الآن كجزء من الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية".
ووفقًا لتقرير الصحيفة العبرية، "لقد أصبح من الصعب بشكل متزايد التمييز بين عنف المستوطنين والعمليات العسكرية غير القانونية".
وخلص التقرير إلى أن "السماح لإسرائيل بتوزيع المساعدات الإنسانية من خلال تشكيل حكومة عسكرية، هو بمثابة فرصة مباشرة لتكرار كابوس الضفة الغربية، والمتمثل بدمج العنف الاستيطاني والعنف العسكري ضد الفلسطينيين".
وختم: "فليحذر صناع القرار في إسرائيل، فالجميع يريد أن تصل المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن سياسات اليوم سترسم مسار المستقبل".
يذكر أن الولايات المتحدة ودول عدة في المنطقة والمجتمع الدولي، أعربت عن رفضها لتهجير الفلسطينيين من القطاع الفلسطيني، ولأي تقليص لمساحته.
وسبق لـ "نتنياهو" أن ذكر في نوفمبر الماضي، أن إسرائيل لا تسعى لاحتلال أو حكم قطاع غزة بعد حربها ضد حركة حماس، لكن أشار إلى أنه ستكون هناك حاجة إلى "قوة موثوقة" لدخول القطاع الفلسطيني إذا لزم الأمر، لمنع ظهور تهديدات مسلحة.
اقرأ أيضا.. 115 يوما من العدوان على غزة.. جنرال إسرائيلي يكشف سر مخاوف نتنياهو من إنهاء الحرب.. وهذه أسباب فشل صفقات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
مخاوف أمريكية من إقامة بؤر استيطانية في قطاع غزة
وكان 4 مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين كشفوا لموقع "أكسيوس"، أن وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف جالانت، أبلغ المسؤولين الأمريكيين، الأسبوع الماضي، أنه والجيش الإسرائيلي لن يسمحوا بإعادة بناء البؤر الاستيطانية أو المستوطنات غير القانونية من قبل المستوطنين الإسرائيليين داخل قطاع غزة.
وتشعر إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالقلق من أن المنطقة العازلة التي تخطط إسرائيل لإقامتها داخل غزة، والتي يبلغ عمقها كيلومتر واحد، سيتم استخدامها لإعادة بناء المستوطنات التي تم تفكيكها خلال الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005.
الدعوة لإعادة احتلال غزة
وتزايد هذا القلق في الأسابيع الأخيرة، بعد أن بدأ اللوبي الاستيطاني في إسرائيل وأعضاء من اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم، بزيادة الضغط والدعوة إلى الاحتلال الكامل لقطاع غزة، وإعادة بناء المستوطنات.
وقال المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون لأكسيوس، إن جالانت التقى الأسبوع الماضي بالسفير الأمريكي لدى إسرائيل، جاك ليو، والمبعوث الأمريكي للشؤون الإنسانية، ديفيد ساترفيلد، لبحث الوضع في غزة.
وسأل ليو وساترفيلد جالانت عما إذا كانت المنطقة العازلة أساسا للمستوطنات.
وقال المسؤولون إنهما شددا على التصريحات العلنية لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، التي ترفض أي تغيير في أراضي غزة، وتعارض أي ضرر للبنية التحتية المدنية.
المنطقة العازلة ستكون مؤقتة ولأغراض أمنية فقط
وتعهد جالانت بأنه لن يسمح بإعادة بناء المستوطنات في غزة، وشدد على أن المنطقة العازلة ستكون "مؤقتة ولأغراض أمنية فقط"، وفقا لمسؤول إسرائيلي كبير ومسؤولين أمريكيين.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومسؤولون إسرائيليون آخرون، قد أكدوا في السابق أن بلادهم لا تخطط "لإعادة احتلال" القطاع بشكل دائم.
فيما قال وزير الحرب الإسرائيلي إن تل ابيب ستحكم قطاع غزة بعد الحرب عسكريا وليس مدنيا.
تصريح وزير دفاع الاحتلال جاء خلال رده على وزير المالية سموتريتش الذي تحدث عن حكومة عسكرية.
كما وجه جالانت رسالة إلى جادي آيزنكوت الوزير بلا حقيبة في حكومة الحرب ورئيس الأركان السابق، قائلا: "من أجل تحقيق أهداف الحرب علينا أن نسير معا"، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.