رئيس التحرير
عصام كامل

النيل.. أبو الغلابة في عيده

نهر النيل-صورة أرشيفية
نهر النيل-صورة أرشيفية

نحتفل هذه الأيام بعيد وفاء النيل، أقدم عيد شعبي في العالم تتردد فيه أسطورة عروس النيل، وقد ربط بين نهر النيل وبمن يسكنون حوله وعلى ضفافه علاقة وفاء متبادل وكما قال الشاعر الإغريقى هيرودوت "مصر هبة النيل ومن شرب من ماء النيل فلابد وأن يعود له فالعلاقة هنا علاقة غريبة ".


والنيل ليس مجرد ممر مائي بل إنه نهر حضارة ومسيرته عبر التاريخ شاهدة على ذلك، وفيضان النيل كل عام في شهرى أغسطس وسبتمبر هو المعنى الدقيق الذي تجلت فيه فكرة ومعنى الوفاء، فمن النهر ينتشر الخير إلى كل ربوع مصر.

وردا على وفاء النهر كان على المصريين أن يظهروا وفاءهم له فكانت تقام الاحتفالات بمناسبة الفيضان منذ آلاف السنين وأهم أساطير الوفاء للنيل هو إلقاء عروس بكر جميلة كل عام وهى حية لتبتلعها مياه النيل عبر دقات الطبول وإنشاد الأغاني.

ويرجع المؤرخ الدكتور مختار السويفى هذه الخرافة إلى أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الحكم الذي ذكر في كتابه "فتوح مصر والمغرب" عام 871 م إلى أنه لما فتح عمرو بن العاص مصر حكى له أهلها أنه كلما جاء الليلة الثانية من شهر بؤونة نأخذ جارية بكر جميلة ونلقى بها في النيل، فقال عمرو "هذا لايكون من الإسلام وأن الإسلام يهدم ما قبله "ومنع إلقاء عروس في النيل فمرت شهور والنيل لا يجرى فيه الماء بعد أن جف، فكتب عمرو إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بذلك فرد عليه عمر " من عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى نيل مصر.. إذا كنت تجرى من قبل فلا تجر وان كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فأسال الله أن يجريك "والقى عمرو بن العاص بالمكتوب في النيل وقد أجرى الله النيل في ليلة واحدة.

وتوالت بعد ذلك الاحتفالات بعيد وفاء النيل لتبدأ من منتصف أغسطس حتى منتصف سبتمبر.
الجريدة الرسمية