•المجلس العسكري أدار الوطن بعد الثورة الأولى ولم يفعل ذلك بعد الثورة الثانية
•الصراع الحالي سياسي وليس بين الإيمان والكفر أو بين الحق والباطل
•المصالحة ممكنة بشرط إعلاء مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والشخصية
•رموز الإخوان يغلقون الباب أمام أي مجال للحوار
•عودة مرسي وهم ولا مجال لأى مبادرات تنبنى على الوهم
•مصر اليوم تمر بمرحلة عصيبة والمصالحة بين الجماعة والدولة وصلت إلى طريق مسدود
•شباب الإخوان مضلل بفتاوى التكفير والتشدد والعنف والكراهية
أكد المفكر الدكتور كمال الهلباوي أن مصر تعيش فتنة وصراعا سياسيا استغل فيه الشباب الصغير وصور لهم على أنه صراع بين الكفر والإيمان وهو ما يأخذ البلاد إلى فوضى تؤدي إلى التدخل الأجنبي لكن دائما الجيش المصري واع لتلك المؤامرات.
ودعا الهلباوى في حوار لـ"فيتو" القوات المسلحة إلى أن تمسك بالأمور جيدا دونما مساس بالحريات واعتقال الأشخاص دون أحكام قضائية، وطالب شيخ الأزهر بالمرور قدما في مبادرته الكريمة في الصلح بين الأطياف السياسية المتصارعة، وتابع الهلباوي أنه يعجب من الذين أيدوا الجيش في ثورة 25 يناير وانحيازه للشعب وإنكار دوره في ثورة 30 يونيو وانحيازه للإرادة الشعبية.
والحوار التالى به المزيد:
- بداية نرى مصر تعيش حالة من الاحتراب والتعصب والتقاتل، ما إمكانية تحقيق المصالحة الآن للخروج من الأزمة؟
المصالحة مهمة وضرورية وهى ممكنة بشرط الاحتكام للعقل والحكمة والمنطق وإعلاء مصلحة الوطن على المصالح الحزبية والشخصية ولابد من التخلي عن النظرة الحالية التي تقسم الصراع السياسي الدائر حاليا بأنه صراع بين الإيمان والكفر أو صراع بين الحق والباطل وهو ما يروج له البعض من رموز التيارات الإسلامية والتي تغلق الباب أمام أي مجال للحوار.
- هل ترى أن تأخر الرئيس المعزول في تلبية مطالب الشعب كان سببا في عزله، وهل ترى أن انتخابات رئاسية مبكرة كان حلا للأزمة ؟
أنا كنت متفقا جدا مع الأصوات المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد عام من الفشل للإخوان وعدم حل المشكلات التي يعانيها الشعب والتي كان مرسي قد قطع على نفسه عهدا بحل خمسة منها خلال المائة يوم الأولى ولم يفعل، صحيح أن مرسي قد اكتسب الشرعية من خلال صندوق الانتخابات لكن في المقابل هناك عقد اجتماعي يلزم الرئيس بتحقيق وعوده التي قطعها على نفسه في برنامجه الانتخابي الرئاسي وفى كل الأحوال يهمني أن تخرج مصر من الفتنة التي تعيشها الآن فمصر فوق الجميع.
- ما رأيك في مبادرة الأزهر التي قدمها والمبادرات الأخرى التي قدمها قنديل والعوا لوقف الصراع والمصالحة؟
أرحب ترحيبا كاملا بمبادرة شيخ الأزهر وكان لى تعليق عندما خرج وأعلن أنه سوف يعتكف والحقيقة أرى أنه من الوجوب عدم الاعتكاف لأن وجوده أهم وخير وأولى كي يرعى المبادرات التي أطلقها هو ومن معه من الأفراد الصالحين، وكنت أتمني أن تكون تلك آخر الأحزان، لكنى أرى أن مبادرة العوا في الحقيقة غير معترفة بالثورة الشعبية التي قامت في الثلاثين من يونيو إضافة إلى أن أي مبادرات أخرى تقوم على عودة مرسي فهى مبادرات غير ناجحة لأنها مبنية على وهم عودة مرسي للحكم وبالتأكيد سوف تفشل ولابد لجماعة الإخوان المسلمين أن تقبل بالأمر الواقع.
- كيف ترى مستقبل مصر في ظل هذه الصراعات السياسية؟
الحقيقة أن مستقبل مصر خاصة بعد الثورة الثانية يحتاج إلى مجهود كبير ومزيد من الرؤى وطرح الأفكار لأن هذا ليس مستقبل وطن صغير فحسب لكن هو مستقبل بلد كبير يعتبر القائد بالشرق الأوسط ومن هنا فإنها يحتاج إلى المزيد من طرح الرؤى والأفكار والتلاحم وعدم التناحر والاقتتال ومن هنا أقول إن المصالحة أمر ضرورى من أجل استقرار الوطن.
- كيف ترى تدخل الجيش في ثورة 30 يونيو هل فعلا يعد انقلابا كما يسميه الإخوان؟
هذا التدخل من الجيش حماية للثورة الجديدة كما استطاع أن يحمي الثورة الأولى في 25 يناير 2011 ويدعمها حتى تخلى مبارك عن الرئاسة هذا ما أراه، رغم أن هناك من لا يثق في الجيوش ولا في الحكم العسكري وينسون كما قلت من قبل دعم الجيش لثورة 25 يناير بل حكمها بعض الوقت المجلس العسكري لمدة سنة ونصف السنة بعد الثورة الأولى وأصدر ما أصدر من إعلانات دستورية قبلها الجميع بمن في ذلك الإسلاميون الذين شاركوا المجلس العسكري ودعوا إلى التصويت بنعم للإعلان الدستوري الذي طرح للاستفتاء وتم دعم الجيش عندما نزل فلماذا يقبل البعض تدخل الجيش في ثورة 25 يناير ويرفض ذلك التدخل في ثورة 30 يونيو ويصفه بأنه انقلاب رغم أن المجلس العسكري أدار الوطن بعد الثورة الأولى ولم يفعل ذلك في الثورة الثانية.
- برأيك ما هي الأهداف التي تحققت من الثورة بصفة عامة؟
من أهداف الثورة التي تحققت، هناك أحزاب سياسية تشكلت خلال تلك الفترة كانت في معظمها محظورة، مثل الحرية والعدالة والوسط وغيرهما وفرحنا بهذه الحرية الواسعة وبقيت أهداف الثورة الأولى الثلاثة الأخرى مطلبا شعبيا وهي العيش والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية فضلا عن الوعود التي وعد بها الرئيس المعزول ولم يستطع الوفاء بها لأسباب مجهولة، ورغم أنه ألقى فشله على المعارضة والأصابع الخفية والبلطجة إلا أنه اعترف في خطابه قبل الأخير وقبل الثورة الثانية بثلاثة أيام فقط ببعض الأخطاء وطالب بإجراءات، كان يجب أن يعملها قبل ستة أشهر على الأقل وللأسف جاء ذلك متأخرا جدا كالعادة وبعد فوات الأوان.
- نظام الإخوان كان يرى أن حركة تمرد زوبعة في فنجان ويدعوهم إلى الصناديق والمصالحة الوطنية فلماذا لا يقبل الإسلاميون ذلك اليوم؟
بسبب التعصب المذموم لأنهم كانوا في يوم من الأيام في موقع السلطة والحقيقة أن مصر اليوم تمر بمرحلة عصيبة إما أن تكون أو لا تكون ودعنى أقول إن الحوار والمصالحة بين الإخوان والدولة وصلت لطريق مسدود وللأسف لم يدرك الإخوان فرصة المصالحة لكن الأهم الآن هو الوطن وحتى يسير الوطن وتستقر الأوضاع فنحن بحاجة إلى انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة في ضوء دستور أفضل من السابق الذي كان به مواد معيبة أصر الإخوان والرئيس مرسي على تمريرها والعمل بها.
- الفوضى دائما تهلك الشعوب كيف تسير بمصير البلاد إن لم يقضى عليها؟
الفوضى قد تؤدي إلى سيناريو سيئ وهو تدخل دولى ولكننا نثق في القوات المسلحة التي ستقف دون ذلك بالمرصاد وذلك بالقضاء عليها.
- يدعى الإخوان أن هناك مذابح يدبرها الجيش والشرطة لهم بدأت بما اسموه بمذبحة الحرس الجمهوري، كيف ترى هذه الإدعاءات ؟
هي حقيقة أمور مضللة، فالجيش لا يفعل ذلك أبدا، لكن دعنى أؤكد أن مذبحة الحرس الجمهورى هي مذبحة شباب طاهر مضلل بفتاوى التكفير والتشدد والعنف والكراهية وستكشف التحقيقات عن حقيقة الأمر ونتمنى أن العنف يقف عند هذا الحد وأن لا ينزلق المتنافسون سياسيا إلى صراع فاق حدود السياسة والاقتصاد والأمن يؤدى بالوطن إلى فوضى عبثية فخطورة الفوضى لا تخفى على أحد فقد تكون مقدمة للتدخل الأجنبي وتفكيك الوطن كما يريد أعداؤه.
- الآن مصر تعيش موجات من الفتن ما هي أخطر تلك الفتن برأيك؟
الحقيقة أنه في مصر اليوم فتنة كبرى يدافع عنها الشباب الإسلامي وهى فتنة ما يسمى بالدفاع عن الشرعية والتضحية في سبيلها نعم كانت هناك شرعية للدكتور مرسي وهى شرعية الصناديق ووقف إلى جانبها معظم الشعب وفرحوا بها لأنها أنقذت مصر من عودة النظام القديم أي الدولة العميقة وممارساتها المعيبة ولكن الصناديق فقط جانب من جوانب الشرعية في النظام الديمقراطي يكملها في الجانب الآخر شرعية العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم وبهذا تكتمل الشرعية وتصبح حقيقية أما الإخلال بأي منهما فهو إخلال بتلك الشرعية وقد انتخب الشعب مرسي ليقوم بواجباته ومسئولياته كحاكم وأن يفي بوعوده الكثيرة ولكنه أخل بها ولم يفي بتلك العهود والوعود، فخرج الشعب بأعداد غير مسبوقة ثائرا ضد مرسي ونظام الإخوان وانحاز الجيش للشعب كما انحاز لنفس الشعب في ثورة 25 يناير.