«جنون الأسعار» يضرب سوق الخيوط الجراحية.. 6 أضعاف زيادة فى الأسعار خلال عامين.. والمستشفيات تعتمد على إنتاج مصنعين يعملان 24 ساعة لسد العجز

لم يترك غول الأسعار أقدس المهن وهى الطب دون أن يطالها بأذى، إذ ارتفعت تكلفة جلب الخيوط الجراحية 6 أضعاف أسعارها منذ عامين، رغم أنها من أهم المستلزمات الطبية المستخدمة فى العمليات الجراحية وخياطة الجروح وأنسجة الجسم لغلق أى جرح أو تمزق فى انسجة الجلد، وبدون الخيوط الجراحية لا يمكن إجراء العمليات الجراحية، إذ تعتبر من المستلزمات الاستراتيجية والحيوية التى لا غنى عنها فى أى إجراء طبى بكل المستشفيات.

وتأثرت الخيوط الجراحية بأزمة ارتفاع أسعار الدولار، حيث تعتمد فى صناعتها على مواد خام مستوردة من الخارج، لهذا تعانى المستشفيات الحكومية والخاصة فى الوقت الحالى من عجز فى الخيوط الجراحية سواء على مستوى كل الأنواع أو بعضها.

وتتنوع الخيوط منها ما يستخدم فى جراحات العظام والقلب والصدر والجهاز الهضمى وأيضًا الولادات القيصرية، وكل العمليات التى تجرى فى أعضاء الجسم المختلفة تحتاج لأنواع معينة من الخيوط الجراحية تختلف عن غيرها.

كيف تأثرت الخيوط الجراحية بأزمة توفير الدولار وهل شهدت أسعارها ارتفاعا؟ وأهم أنواع الخيوط الجراحية وهل يتم تصنيعها فى مصر أم تعتمد المستشفيات على الأنواع المستوردة منها وهل يمكن تقليد هذه الخيوط الجراحية، أسئلة تجيب عنها “فيتو” فى التقرير التالى.

كشف عدد من خبراء صناعة المستلزمات الطبية عن أسباب وجود عجز فى المستشفيات للخيوط الجراحية، وأكدوا أنه يعود إلى تغيير أسعار الدولار، ووجود صعوبة فى توفير المادة الخام، فضلا عن أن الخيوط الجراحية المستوردة لم تعد متوفرة فى السوق المصرى والتى كانت تسد احتياجات 50% من المستشفيات، وأصبح الاعتماد على المنتج المحلى خاصة مع قلة عدد المصانع البالغ عددهم ٢ فقط، ويعملون على مدار ٢٤ ساعة لسد الاحتياجات.

وقال محمد إسماعيل عبده، رئيس شعبة المستلزمات الطبية باتحاد الغرف التجارية، إن الخيوط الجراحية أغلبها استيراد وما يصنع فى مصر يعتمد فى إنتاجه على المواد الخام المستوردة، مشيرا إلى أن الإنتاج المحلى يوفر نسبة ضعيفة من الكميات التى تحتاج إليها المستشفيات.

وأشار لـ”فيتو” إلى أنه لا توجد صناعة للخيوط فى مصر، وكل ما يحدث مجرد تعبئة للخيوط الجراحية، موضحا أن كل المستلزمات الطبية تعانى نقصا وعجزا، والخيوط جزء بسيط من المستلزمات الطبية، وأكد أن صعوبة توفير الدولار وارتفاع أسعاره رفعت أسعار الخيوط الجراحية ٦ أضعاف عما كانت عليه منذ عامين.

بدوره قال رامى مباشر، رئيس التطوير بأحد مصانع إنتاج الخيوط الجراحية، إن صناعة الخيوط الجراحية محدودة عالميا، ويوجد حوالى ١١٠ مصانع فقط لإنتاج الخيوط الجراحية فى كل دول العالم، لافتا إلى أن أقوى دول فى توفير المواد الخام المستخدمة فى صناعة الخيوط الجراحية هى كوريا الجنوبية وأمريكا.

وتابع حديثه لـ”فيتو”: فى مصر نشترى المادة الخام، وتدخل مراحل تصنيع حتى تخرج كمنتج نهائى تحت رقابة هيئة الدواء المصرية للتأكد من جودة المنتج، مشيرا إلى مصر يتوفر بها مصنعان مصريان لتصنيع الخيوط الجراحية، ويصدران للخارج لدول الخليج وأفريقيا، بجانب مصنع ثالث يصنع الخيوط غير الممتصة التى لا تدخل فى جسم الإنسان.

وأوضح أن الخيوط الجراحية منتج مهم واستراتيجى لأى دولة يجب الحفاظ على توريده، مشيرا إلى وجود تحديات فى السوق المصرى منها توفير المادة الخام، لافتا إلى أن السوق كان يضم ٣٥ شركة ووكيلا تعمل فى الخيوط الجراحية وتستورد من الخارج، لكن لم يتبقَّ منها سوى ٥ شركات ما زالت تستطيع الصمود أمام تحديات السوق وتوفير العملة.

وتابع حديثه: الخيوط الجراحية المستوردة لم يعد لها مكان فى السوق، وأصبح حاليا الاعتماد على المنتج المصرى، مما انعكس على ضغط المصانع المصرية التى تورد لكل المحافظات، القطاع الحكومى والخاص مشيرا إلى أن ٦٠% من حجم الإنتاج للخيوط الجراحية فى هذه المصانع يذهب للقطاع الحكومى و٤٠% يذهب إلى الخاص.

وأشار إلى أن وكلاء الشركات الأجنبية سواء الألمانى أو الأمريكى أو الإنجليزى، أعلى جودة فى الخيوط الجراحية، ولكنها لم تعد موجودة فى السوق المصرى، وباتت الخيوط الجراحية المحلية هى المسيطرة على السوق.

وتابع حديثه: قبل عامين كان المنتج المصرى يعادل المستورد فى حجم الاستهلاك بنسبة 50% ولكن حاليا الاعتماد فى التوريد للمستشفيات على الإنتاج المصرى.

وعن مدى جودة الخيوط الجراحية المحلية، أكد أن المصانع المصرية حصلت على شهادة جودة تعادل المصانع الأوروبية فى إنتاج الخيوط الجراحية بجانب أن هيئة الدواء المصرية أجبرت المصانع على الحصول على هذه الشهادة التى توازى شهادة هيئة الدواء الأمريكية FDA بما يؤهلها لإنتاج صناعة قوية بسعر أقل من المستورد بنسبة كبيرة تصل إلى 150%.

وأوضح أن المصانع المصرية تسعى مع الضغط عليها إلى مضاعفة خطوط الإنتاج لتوفير الخيوط وسد العجز.

وأوضح أن سوق الخيوط الجراحية مراقب من هيئة الشراء الموحد، حيث تتم متابعة حجم الإنتاج فى المصانع ورصد أماكن العجز وسد احتياجاتهم بالإنتاج وأوامر التوريد التى تصدر للمستشفيات تحت رقابة هيئة الشراء الموحد.

وأضاف: الخيوط الجراحية تعتبر منتج طبى صعب غشها، لاسيما أنها موجودة فى كل المستشفيات الجامعية وكبرى المستشفيات الخاصة وأصبح المنتج المصرى ينافس المستورد بفارق سعر كبير يصل إلى ١٥٠% ونفس الجودة،

وأكد أن أهم التحديات التى تواجه المصانع المصرية الآن، هى توفير المادة الخام وتسهيل الإجراءات الإدارية وأيضًا تسجيل المنتجات الجديدة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الادبية والثقافية.