المهاتما غاندي.. 76 عامًا على اغتيال القديس.. هندوسي أمطره بالرصاص لدفاعه عن حقوق المسلمين.. ووصاياه لا تزال منارات للإنسانية
رفع الشجاعة فوق كل القيم والصفات، واعتبر الجُبن من أحط الرذائل وأحقرها..إنه المهاتما غاندي الأسطورة الإنسانية الخالدة على مر التاريخ.
في يوم مثل هذا قبل 76 عامًا..أمطر هندوسي متعصب جسد المهاتما غاندي النحيل بالرصاص فأرداه قتيلًا وكانت جريمة "غاندي" التي دفع حياته ثمنًا لها هي دعوته إلى احترام حقوق المسلمين في الهند وكان "غاندي" مدافعًا عن حقوق المنبوذين في بلاده، ومن بينهم المسلمون وكان ذا نفس أبية، محبًا للناس، وداعية سلام وخير وتسامح.
اسمه الأصلي: موهندس كرمشاند غاندي. أبصر النور في الثاني من أكتوبر العام 1869 بإحدى مقاطعات الهند. كان والده رئيس وزراء إمارة بور بندر. وأسرته كانت ذات باع كبير في العمل السياسي. درس القانون في بريطانيا. وفي العام 1891 حصل على إجازة لمزاولة المحاماة. أما لقب "المهاتما" الذي اقترن باسمه فيعني: “صاحب النفس العظيمة أو القديس”.
المتتبع لمواقف "غاندي" يدرك أنه كان ذات نفس عظيمة وقديسًا؛ ويكفي أنه مات في سبيل دفاعه عن حرية وحقوق المسلمين المنبوذين في بلاده ولا يزال المسلمون في الهند يواجهون ظروفًا صعبًا وتمييزًا عنصريًا، بحسب ما قال حفيد غاندي لوسائل الإعلام في ذكرى وفاة جده العام الماضي، وكما تترجمه الأحداث الجارية على الأرض حتى اللحظة؛ لا سيما أن الحكومة الهندية الحالية بإدارة " ناريندا مودي" تغذي هذا السلوك غير الإنساني على نطاق واسع.
في السابع عشر من أغسطس قبل الماضي نشرت بي بي سي تقريرًا عن أوضاع المسلمين في الهند قدَّرت عددهم بـ 200 مليون نسمة، ما يجعلها ثالث أكثر بلد من حيث عدد المسلمين في العالم بعد كل: من إندونيسيا وباكستان. وعرج التقرير إلى أن أكبر أقليّة في البلد ذي الغالبية الهندوسية تواجه خطاب كراهية عنيفًا ومتطرفًا على كل المستويات من الدوائر الرسمية والشعبية هناك.
وبعيدًا عن مواقفه السياسية من التحولات السياسية التي شهدتها بلاده وتفاصيل عديدة في حياته.. فإن "غاندي" كان صاحب رسالة إنسانية بامتياز، ترجمتها مواقف رائعة وأقوال لا تزال خالدة، بل إن كثيرًا منها صار أمثالًا وحِكمًا بالغة وبليغة وتعتبر منارات للإنسانية على اختلاف أطيافها.
السلام والحرب
كان "غاندي" يؤمن بأن النصر الناتج عن العنف هو مساوٍ للهزيمة، إذ أنه سريع الانقضاء، وأن الفقر هو أسوأ أشكال العنف، وأن النصر الذي يحققه العنف هو بمثابة هزيمة؛ لأنه مؤقت. من أقواله العظيمة في هذا الإطار: " إننا سوف نكسب معركتنا، لا بمقدار ما نقتل من خصومنا، ولكن بمقدار ما نقتل في نفوسنا الرغبة في القتل"، مشددًا على أن " الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء، وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء"!
ومن نصائح "غاندي" المشهودة أيضًا: "حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه، لا بالسلاح الذي تخشاه أنت"، مؤكدًا أنه " ليس هناك طريق للسلام، بل إن السلام هو الطريق".
رسالة "غاندي" الإنسانية
كان "غاندي" –كما أسلفنا- إنسانًا عظيمًا، مدافعًا عن الإنسانية بكل ما يملك من إرادة فولاذية لا تلين. من القوانين الراسخة التي وضعها "غاندي" في دفاعه العظيم عن الإنسانية: "أية جريمة أو إصابة، بغَضّ النظر عن القضية، اُرتكبت أو سُبِّبَت لشخص آخر هي جريمة ضد الإنسانية"، داعيًا الناس بألا يفقدوا الأمل في الإنسانية؛ فإن الإنسانية محيط، وإذا كانت بضع قطرات من المحيط قذرة، فلا يصبح المحيط بأكمله قذرًا.
آمن "غاندي" بأن الأقوياء فقط هم من يملكون القدرة على المغفرة والصفح المبين، حيث كان يردد: "الضعيف لا يغفر؛ فالمغفرة شيمة القوي"، مؤكدًا: " في اعتقادي الراسخ أنّ قوة الروح تنمو بتناسب مع إخضاعك للجسد". كان ينصح من حوله قائلًا: "لا أحد يدوم لأحد، تعلم كيف تكون قويًا بنفسك".
ترك "غاندي" ومضات آسرة وأقوالًا رشيدة تصلح منهاجًا لحياة تخلو من الأحقاد والصراعات والعنف والكراهية والبغضاء والضغائن. من بين إرشادات "غاندي" الحياتية: "يكمن المجد في محاولة الشخص الوصول إلى هدف، وليس عند الوصول إليه"، مشددًا على أن الحب يمكنه كسر كل الحواجز.
تعامل "غاندي" مع الخطايا، باعتبارها سلوكًا إنسانيًا اعتياديًا، حيث كان يقول: "أكره الخطيئة، وأحب الخاطئ"، كما كان لا يترصد العيوب والزلات للناس، ولكنه كان ينظر إلى المزايا الحسنة في الناس؛ لأنه لا بشر يخلو من عيب أو نقيصة، كما كان يرفض الخوض في سير الآخرين والحديث عن اخطائهم.
آمن "غاندي" بأن "الأرض توفر ما يكفي لتلبية احتياجات كل إنسان، ولكن ليس جشع كل رجل"، مشددًا على أنه " لا يمكن لحضارة العيش إذا كانت تحاول أن تكون حصرية". تقاطعت بعض نصائح "غاندي" مع وصايا إسلامية، مثل: "عِش كما لو كنت ستموت غدًا، وتعلم كما لو كنت ستعيش للأبد"، حيث ينسب لعمرو بن العاص قوله: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا".
وصايا غاندي
احتل "الضمير" مساحة كبيرة في وصايا "غاندي"، حيث كان يؤمن بأن الضمير يُحتم أنه "لا عبرة لقانون الأكثرية"، كما كان على قناعة بأنه " يجب أن يعيش الأغنياء ببساطة أكثر؛ حتى يستطيع الفقراء أن يعيشوا"، مردفًا: "هناك محكمة عليا أعلى من محاكم العدل، والتي هي محكمة الضمير، إنّها تعلو بكثير كل المحاكم الأخرى". وقر في عقيدة "غاندي" أن "العناية الإلهية لديها ساعة مضبوطة لكل شيء، لا يمكننا قيادة النتائج، يمكننا فقط السعي جاهدين".
طالما تحدث "غاندي" عن صنف من البشر لا يشبعون ولا تمتليء بطونهم أبدًا، وهم من وصفهم بقوله: "هناك أناس في العالم على درجة من الجوع المادي، لدرجة أن الله لا يمكن أن يظهر لهم إلّا في شكل الخبز".
وأخيرًا..فإن من الأقوال الكاشفة في سيرة "غاندي" قوله: "سيتجاهلونك، ثم يحاربونك، ثم يحاولون قتلك، ثم يفاوضونك، ثم يتراجعون، وفي النهاية ستنتصر"، فهل بعد اغتياله في مثل هذا اليوم قبل 76 عامًا، انتصر قاتله وكارهوه..أم انتصر “غاندي” ببقائه رمزًا للإنسانية والحب والتسامح وكراهية العنف والتطرف والإرهاب بصورهم كافة.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.