أمريكا تعتزم مصادرة أصول روسية لصالح أوكرانيا
في خطوة تمهيدية لاتخاذ قرار بالتصرف بالأصول الروسية المجمدة في الولايات المتحدة، وافقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي على تشريع يقضي بتسليم الأموال المصادرة إلى أوكرانيا، في سياق إعادة إعمار ما خلفته الحرب الروسية.
خطوة أمريكية ضد روسيا
التشريع الذي يطلق عليه "قانون إعادة بناء الرخاء الاقتصادي والفرص للأوكرانيين" حاز على تصويت 20 عضوا مقابل صوت واحد رافض، وإذا تمت الموافقة عليه في مجلس الشيوخ وبعدها بمجلس النواب، لن يتبقى حينها إلا توقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن، ليصبح المشروع قانونا، يسمح لواشنطن بالاستيلاء على أصول البنك المركزي الروسي، في سابقة لم تتخذها أمريكا إلا مع الدول التي تدخل معها في حرب بشكل رسمي.
وتوقع مراقبون أن مشروع القانون سيرى النور وسيتم الموافقة عليه، خاصة أن الموضوع يحظى بدعم من الديمقراطيين والجمهوريين وإدارة الرئيس الأمريكي، وهو ما سيشكل ورقة ضغط كبيرة على الاقتصاد الروسي، الذي يعاني أساسا من العقوبات الغربية التي لم يسبق أن فرضت على أي دولة.
إمكانية الرد الروسي
لا شك أن الخطوة إذا ما تم اتخاذها ستشكل ضربة قوية للاقتصاد الروسي، وفي المقام الأول سعر الروبل أمام الدولار الذي شهد قفزات كبيرة في سوق الصرف منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، ويرى خبراء في الاقتصاد والقانون الدولي، أن روسيا تملك بعض الأوراق التي ستستخدمها، موضحين أن الضرر الأكبر على موسكو سيكون إذا ما حذت باقي الدول الغربية حذو الولايات المتحدة تجاه الأصول الروسية.
ويقول الخبير في الشؤون الاقتصادية سيرجي بالانتشوك، في تصريحات صحفية: بالتأكيد الخطوة سيكون لها أثر اقتصادي كبير وستدخل السوق في حالة صدمة، فأي ضامن اقتصادي للتجارة بأي عملة هي الأصول، التي يجري من خلالها إجراء العمليات التجارية الدولية، ومصادرة الأصول والتصرف بها ستشكل بعض الخلل".
وحول الرد الروسي يقول بالانتشوك: "أعتقد أن أصحاب القرار الاقتصادي في البلاد يتوقعون هكذا خطوات، وسيتخذون قرارات سريعة لحماية الروبل وعمليات التبادل التجاري، فعدد من المسؤولين قالوا انهم سيصادرون الأصول الغربية في روسيا، والتي توازي تقريبا ما لدى موسكو من أصول في الخارج، لكن على الرغم من هذا سيكون هناك تأثير على استقرار السوق".
فيما يرى الباحث في الشؤون القانونية والتجارة الدولية فاسيلي بوندارينكو، في حديثه أنه لا يرى أحد أن مصادرة الأموال والتصرف بها لن يكون له تأثير، لكن يجب الفصل بين الأصول الروسية في الولايات المتحدة، وبين الأصول في أوروبا، فروسيا لديها 5 مليارات دولار تقريبا كأصول لدى أمريكا، من أصل 300 مليار متواجدة في أوروبا، وتحديدا في بلجيكا، فإذا تمت مصادرة 5 مليارات فقط سيكون التأثير على الاقتصاد الروسي بنسبة هذه المليارات من مجموع الأصول الروسية".
ويتابع بوندارينكو: "لكن الخطر يكمن في اتخاذ أوروبا نفس الخطوة الأمريكية، هنا نستطيع القول إن الأصول كلها صودرت تقريبا مع إمكانية التصرف بها، وسيدخل الاقتصاد الروسي حينها في أزمة ستحتاج لعدد من السنين للخروج منها".
أزمة ثقة بين أمريكا وأوروبا
ويستبعد الخبير في الشؤون القانونية والتجارة الدولية بوندارينكو، أن تحذو العواصم الأوروبية حذو واشنطن، ويبرر ذلك بأن "هناك أزمة ثقة ستظهر في حال قامت أوروبا هي الأخرى باتخاذ قرار الاستيلاء على الأصول والتصرف بها، لا تستطيع أوروبا أن تنسى باقي دول العالم خاصة الهند أو الصين أو بعض الدول العربية، والتي ستفقد ثقتها بالبنوك الأوروبية كمكان آمن لوضع الأصول، وبهذه الحالة قد تتجه بعض الدول لسحب أصولها، وهو ما سيدخل منطقة اليورو بحد ذاتها في أزمة اقتصادية وهو ما تعول عليه روسيا في الحقيقة، إذا ما اتخذت هذه الدول قرارا مشابها للولايات المتحدة".
وحول ثقة الدول الأخرى في الولايات المتحدة يشير بوندارينكو: "لا شك أن الثقة ستتأثر لكن هناك عوامل سياسية لها علاقة بقوة الولايات المتحدة ونفوذها في العالم، لكن أوروبا تختلف وهي تعرف حجم نفوذها على الدول التي تودع أصولها عندها".
وردا على سؤال حول الخيارات الأوروبية في هذا السياق، يرى الخبير في الشؤون الاقتصادية بالانتشوك، "أنه قد تتخذ أوروبا قرارات لن أقول مماثلة، لكن قد تستولي على فوائد هذه الأصول أو تضع ضرائب على الفوائد وتقوم بتحويلها لكييف".
وخلص بالانتشوك بالقول: "بالنهاية في حال اتخذت أوروبا والولايات المتحدة قرارات من هذا النوع، سيكون التأثير قوي، لكن على المدى القصير فقط، بيد أنه على المدى الطويل، سترتبك سوق التجارة العالمية ككل وسيكون التأثير سلبي على الجميع".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.