"شريطين على كمه ولا فدانين عند أمه".. الأصل التاريخي واللغوي لـ"الشرطة".. ومعناها ومرادفاتها المختلفة
تحتفل مصر اليوم بالعيد الثاني والسبعين للشرطة الذى يخلد ذكرى معركة الإسماعيلية التى بدأت فى صباح 25 يناير عام 1952، عندما استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارًا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
وفي السطور التالية نتعرف على أصل كلمة الشرطة ومعناها ومرادفاتها.
الشرطة.. الفاطميون سموها بالمعونة والمماليك أطلقوا عليها الوالى وصلاح الدين تولى الشحنكية.
والشّرطة، هم الجند الذين يعتمد عليهم من السلطة في إستتباب الامن وحفظ النظام والقبض على الجناة والمفسدين وماشابه ذلك من أعمال تكفل سلامة الأمة والمجتمع وتحقق طمأنينتهم.
والهدف الرئيسي لعمل رجل الشّرطة هو المحافظة على النظام وصيانة الأمن العام الداخلي ومنع الجرائم قبل وقوعها وضبطها والتحقيق فيها بعد إرتكابها وحماية الأرواح والأعراض والأموال حسبما تعرضه عليه الأنظمة والأوامر ومن خلال قيام الشّرطة بهذه المهام يتعامل مع جمهور عريض من الناس من مختلف العمر الطبقات، وكلمة بوليس هي كلمة مركبة وتعني الشرط أو لوائح الضبط وهي كلمة أصلها يونانى أو فرنسي.
معانى ومسميات مختلفة
للشرطة معانى ومسميات في اللغة العربية فهناك من يقول انها كلمة عربية وهناك من يقول انها اجنبية، وأيا كان مصدرها، وقد اتفقت المعاجم اللغوية حديثا على تفسير كلمة الشرطة بما كان يتميز به رجالها من " شرط " بضم الشين، أي علامات ظاهرة أي شارات تميزهم بين الناس، وفى هذا يقول المثل الشعبى " شريطين على كمه ولا فدانين عند أمه "، فالشرطة علامة جمعها أشراط، لقوله سبحانه وتعالى في سورة محمد "فهل ينظرون إلا الساعة أن تاتيهم بغتة فقد جاء أشراطها ".
تفسير حسين مؤنس
ففي كتاب للدكتور حسين مؤنس بعنوان " فجر الاندلس " قال ان كلمة الشرطة ليست عربية الأصل بل هي بيزنطية واخذها العرب بنفس اللفظ وما يحمله من معان وحملوه معهم الى الاندلس، وقال بعض المستشرقين انها من المصطلحات التي كانت متداولة في الخلافة الإسلامية وكانت إما بيزنطية او فارسية وتدولتها البلاد التي وقعت تحت حكمهم وكانت الشرطة تعنى البوليس العسكرى.
الشرطة فى مصر الاسلامية
الا ان في دراسة قدمها الباحث الدكتور أحمد عبد السلام ناصف قدمها في كتابه " الشرطة في مصر الإسلامية " عن المسميات المختلفة لوظيفة الشرطة يعارض هذه الآراء التي اخذها المستشرقين دون تمحيص او نقد، فقد أكد بعض منهم أن كلمة الشرطة عربية الأصل ومشتقة من كلمة الشرط، وأنها ليست كلمة أعجمية أو دخيلة على اللغة العربية بل انها عربية الأصل لكنها لم تدخل لغة العرب الا بعد الإسلام.
العسس والطواف
عرفت وظيفة الشرطة في بداية العهد الاسلامى باسم العسس أو الطواف، وهو الخروج للطواف ليلا بين البيوت لتفقد أحوال الرعية ومعرفة الصغائر والكبائر من الأمور وللتبع أهل الشك والريب فيقال عس يعس عسا، فمثلا كان يقوم بالعسس عبد الله بن مسعود في خلافة أبى بكر الصديق، وكان عمر بن الالخطاب أيضا أشهر من قام بالعسس لمعرفة أحوال الناس اثناء خلافته.
وهناك من يؤكد بأن كلمة شرطة جاءت من زى صاحبها، بل ان صاحب الشرطة كان ينصب الاعلام والشارات التي تدل عليه على مجلسه، وسمى الشرط بذلك لأن لهم زيا يعرفون به، وقيل أيضا إن الشرط هم أول كتيبة من الجيش تشهد الحرب وتتهيأ للموت في المقدمة وهى ما تعرف الان بالفدائيين، ومما يدعن الرأي السابق حديث لابن مسعود أثناء فتح العرب للقسطنطينية حين قال ( ويستمد المؤمنون بعضهم بعضا فيلتقون ونشرط شرطة للموت لا يرجعون إلا غالبين ).
في عهد الخلافة الفاطمية ظهرت الشرطة باسم " حبس المعونة " أو دار المعونة، وتطلق كلمة المعونة على الشرطة لما تحويه من معان فرجالها يقومون بمعاونة الحكام في كثير من الأمور، ويعاونون الشعب في إحقاق الحق ودفع المضرة، وقيل ان كلمة المعونة كانت تطلق على غير شرطة العاصمة ـ اى ما تعرف اليوم بشرطة الأقاليم، ويسمى السجن بحبس المعونة وذلك في القرن الخامس الهجرى ـ كما ذكر المؤرخون.
صلاح الدين يتولى الشحنكية
وفى عهد الدولة الأيوبية عرفت الشحنة بكسر الشين وتعنى جماعة يقيمها السلطان في البلد لضبط الامن بها وجمعها شحانى الموكل بالامن، وكان صلاح الدين الايوبى يتولى وظيفة الشحنكية لمدينة دمشق عام 549 هـ، أما "الجلواز" فهى في بعض المعاجم اللغوية تعنى الشرطة أيضا ولكن المساعدين لصاحب الشرطة والجلوزة تعنى القوة والضخامة.
وهناك وظيفة الثؤرو، أو الأثرو وهو مساعد الشرطى ومعاونه وهو يعمل بدون أجر متطوعا، ويقابل الان وظيفة شيخ الحارة.
ومتولى الشرطة هو صاحب الشرطة أو متولى المدينة " المحتسب " فيما بعد، وجاء منها لقب الوالى في عهد المماليك، ووالى القرافة هو صاحب الشرطة في القرافة، ووالى مصر هو صاحب الشرطة في مصر، وكان هناك شرطة خاصة بالقلعة ويعرف فردها بوالى القلعة، وهناك والى الحرب اى الذى يقاوم العصابات الداخلية يأخذ الحق للضعيف ويقيم الحدود على من وجبت عليه.
عرف متولى وظيفة الشرطة في مدينة القسطنطينية بـ عسس ياشى، وفى اسبانيا بصاحب المدينة، وعرف في تونس باسم الحاكم وفى العصر المملوكى بالوالى.
ترجمة بوليس مان
وكما ذكر الدكتور أحمد ناصف فى كتابه أن كلمة " بوليس" أصلها من اليونانية القديمة “بوليتِيا”، وتعني في الأصل إدارة المدينة، وهي تشمل مجموع القوانين والقواعد التي يلتزمها المواطن من أجل أن يسود النظام والطمأنينة والأمان في المجتمـع، وصارت الكلمة فيما بعد تعني مجموعة رجال منظمـة مسلّحة مكلّفة أن تفرض إحترام هذه النظم والقوانين وكلمة شرطي هي ترجمة حرفية لكلمة بوليس مان الانجليزية.
الشرطة كلمة اصلها الاسم "شرط" في صورة مفرد مذكر وجذرها شرط وجذعها شرط وتحليلها الـ ش رط ة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية والفنية.