رجال قسم شرطة البستان: أبطال لا يمكن نسيانهم تركوا وسام شرف على جبين الوطن
في عيدها الـ 72، الشرطة المصرية سطرت اسم الإسماعيلية بحروف من نور
قدمت الشرطة المصرية في يوم الـ25 من شهر يناير عام 1952، في الإسماعيلية إحدى أبرز المعارك التي أشعلت الحماس الوطني لدى أبناء الشعب المصري، وكانت ضمن المقدمات التي أدت إلى قيام ثورة 23 يوليو.
وحمل هذا اليوم مشاهد لم تنسى على مر التاريخ حفرت في ذاكرة أبناء الإسماعيلية، بل وأبناء مصر الذين كانوا شهود عيان على اعتداءات القوات البريطانية حيث سطر رجال الشرطة المصرية مواقف مشرفه منذ 72 عاما في مواجهة الاحتلال الانجليزي واستبسلوا في الدفاع عن الأرض والعرض.
خروج شعب الإسماعيلية
تلك المعركة التي جعلت أهالي الإسماعيلية يخرجون لاستقبال أبطال معركه الشرطة وسط هتافات لم تنقطع، وسط خزى وعار من قوات الاحتلال الانجليزي الذى علموا انهم انتصروا بسبب كثرتهم واسلحتهم مما جعلت الجنود البريطانيين بأمر من الجنرال "اكسهام" بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين الذين استبسلوا في الدفاع عن قسم شرطة البستان الذى كان موقعة مبتى محافظة الإسماعيلية القديم وذلك كريما وتقديرا وشجاعته وفي ذكرى معركة الشرطة.
بدأت تلك المعركة المفصلية في التاريخ المصري يوم 25 من شهر يناير عام 1952 عندما طالب الضابط الانجليزي "أكسهام"، قوات الشرطة المصرية بتسليم مبنى قسم أول البستان في محافظة الإسماعيلية، إلى القوات الإنجليزية والاستسلام والخضوع لهم.
حيث فرضت القوات الإنجليزية حصارا على شارع محمد علي بالكامل، مطوقتا قسم الشرطة إلا أن قوات الشرطة المصرية رفضت وأبت الاستسلام.
مصطفى رفعت وفضه طاعة أوامر الانجليز
فضربت القوات الإنجليزية أعيرة نارية على قوات الشرطة المصرية على سبيل التهديد والإرهاب، لكن قوات الشرطة المصرية رفضت الخضوع، وحاول الضابط الإنجليزي «أكسهام» الضغط بكل الطرق على القوات المصرية حتى إنه أرسل لقائد القسم في ذلك الوقت، والذي كان يدعى مصطفى رفعت، وطالبه هو وزملاءه بالاستسلام، إلا أنه رفض وقال «لن نترك مكان خدمتنا إلا إذا كنا جثثا هامدة».
ومن هنا بدأت المعركة
كانت قوة قسم شرطة البستان في ذلك الوقت لا تتجاوز 50 جنديا مصري، وكان سلاحهم عبارة عن بنادق خفيفة، صعد معظمهم إلى أعلى المبنى، وتم توزيع البقية على جوانب المبنى للحماية والدفاع.
بدأ تبادل إطلاق النيران بين الشرطة والقوات الإنجليزية حتى تم دك المبنى بالكامل، ليصبح أطلال مبنى لا حوائط، ولا نوافذ، ولا أي شيء، ورغم ذلك ظلت عناصر الشرطة المصرية صامدة لم تستسلم ولم تترك المبنى.
استمرت تلك المعركة التي امتدت لعشرات الساعات المتواصلة حتى اضطرت قوات الاحتلال الإنجليزي إلى دك قسم الشرطة بالكامل ورغم ذلك لن يتخلى أى فرد من رجال الشرطة المصرية عن دوره في الدفاع عن القسم، ذلك الأمر الذى دفع القوات الإنجليزية إلى زيادة الضغط على عناصر الشرطة للاستسلام بعد أن فشلت كل المحاولات في إجراء رجال الشرطة عن القسم.
دفعت الشرطة المصرية في ذلك اليوم 56 شهيدًا و73 جريحًا، واستولت القوات البريطانية على مبنى محافظة الإسماعيلية، بعد معركة سطرها التاريخ بحروف من ذهب تحسب لأبناء الشرطة المصرية ورجالاتها الأوفياء الذين رفضوا الاستسلام والانهزام.
المناديلي أهالي الإسماعيلية اسرعوا إلى قسم البستان لتقديم المساعدات وإسعاف الجرحى
وروى محمد المناديلي أحد أبناء الإسماعيلية الذين شاركوا في المقاومة ضد الإنجليز من مواليد 1902 إنه في يوم 25 يناير استيقظ أهالى الإسماعيلية على أصوات انفجارات مدوية وطلقات رصاص قادمة من شارع محمد علي حيث كان وأسرته يسكن في شارع الثلاثيني وهرع الجميع إلى مصدر الصوت، حيث وجد القوات البريطانية محاصرة قسم البستان "مديرية أمن الإسماعيلية" حاليا وأغلقت جميع الشوارع ومنعت وصول أي سيارات إسعاف لهم أو تقديم مساعدات من الأهالي.
وهددت القوات الإنجليزية بالقتل كل من يقترب موقع المعركة وأضاف إنه سمع قائد القوات البريطانية يوجه رسائل للقوات المصرية في الميكروفونات بالخروج وتسليم القسم لكن الضابط مصطفى رفعت رفض التسليم قائلا لم نستسلم الا جثثا، ثم عاد اكسهام بالتهديد مره اخرى بهدم مبنى قسم البستان والسكنات على من فيها فأصر القائد المصري على رفض التسليم.. وما هي الا لحظات وانهال القنابل على قسم البستان.
ثم تقدمت دبابات الإنجليز والسيارات المصفحة على جنود الشرطة وسعاده العساكر المصريين أعلى مبنى قسم البستان واشتبكت القوات المصرية البريطانية ولكن مع فرق مستوى التسليح فلم يكن لدى القوات المصرية سوى البنادق لي انفيلد ولم يتجاوز عددهم عن 800 جندي بلوكات ونظام وثمانين بالمحافظة أما قوات الإنجليز تجاوزت أعدادهم 7000 جندي مسلحين بالدبابات والمصفحات والمدافع واستمرت معركة دموية بين الطرفين أظهرت فيها الشرطة المصرية شجاعة وتضحية ولم يتوقفوا عن إطلاق النار حتى نفذت آخر طلقة لديهم.
وأشار إلى أن المعركة استمرت نحو ساعتين ثم اقتحمت القوات البريطانية مبنى قسم البستان واسرت من تبقى حيا من الجنود المصريين وقد سقط في تلك المعركه من جنود الشرطه نحو 59 شهيدا وأصيب منهم 80 جريحا وكانت خسائر الإنجليز 13 من القتلى و12 جريحا وقاومت القوات المصرية العدوان البريطاني بروح وشجاعة نادرة وهدد الإنجليز بنسف مبنى القسم عندما رأوا شدة مقاومتهم ولكن قائدهم اليوزباشي مصطفى رفعت رفض عندما طلبوا منه التسليم وظل يقاوم ببسالة إلى النهاية ولم يتراجعوا أمام العدوان المسلح.
عقب انتهاء المعركة أسرع أهالي الإسماعيلية إلى قسم البستان لتقديم المساعدات للجرحى وحملوا من تبقى من قوة القسم على أعناقهم لنقلهم إلى المستشفى وشيعت جنازات الشهداء في مشهد مهيب.
وتذكر إنه كان من بين الشهداء مسيحيين ولضيق الخناق على الأهالي في ذلك الوقت تم دفنهم في داخل مقابر المسلمين لكن الأكيد أن تلك المعركة أثارت غضب المصريين لتتوالى سلسلة من المظاهرات والعمليات الفدائية ضد قوات الإنجليز.
ورغم مرور 72 عاما على تلك المعركة إلا أنها مازالت تدرس بكتب التاريخ وبكليات الشرطة ليعرف الأجيال إن شعب مصر ورجالها خير أجناد الأرض.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.