غينيا تقابل نفسها في كأس الأمم الأفريقية.. الأخوات الثلاث في مواجهة إفريقية لأول مرة.. «كوناكري» الأكبر والأغنى فرنسية.. «بيساو» برتغالية.. و«الأستوائية» تتحدث الإسبانية
غينيا، مفارقة عجيبة تجمع الأحد المقبل بين غينيا وغينيا، قد يدعو الأمر في البداية للاندهاش، لكن لا عجب، فمنتخب غينيا الاستوائية سيواجه غينيا، يوم الأحد 28 يناير الحالي، في دور الـ16 لكأس الأمم الإفريقية، فمنتخب غينيا تأهل إلى دور الـ16 في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2023، رغم الخسارة أمام السنغال، بهدفين دون رد، ليقابل منتخب غينيا الاستوائية.
تأهل منتخب غينيا الاستوائية
أما منتخب غينيا الاستوائية، فقد تأهل متصدرًا للمجموعة الأولى بفضل التعادل مع نيجيريا، ثم الفوز على غينيا بيساو، فكأس الأمم الإفريقية تشارك فيه 3 منتخبات لدول بنفس الاسم "غينيا"، غينيا، وغينيا الاستوائية، وغينيا بيساو، لأول مرة في تاريخ البطولة.
تقع دول ثلاثي "غينيا" في غرب أفريقيا، فهي دول مطلة على خليج غينيا، الذي أُخذت منه الدول أسماؤها، واختلفت التفسيرات المتعلقة بإطلاق اسم "غينيا" على هذه الدول الثلاثة، حيث أكدت المراجع التاريخية أن اسم خليج غينيا مشتق من اسم منطقة أخرى في قارة إفريقيا، ربما تكون غانا أو إقليم جني في مالي.
غينيا - كوناكري الفرنسية الأكبر والأغنى
وتعتبر دولة غينيا، التي كانت تُعرف بغينيا الفرنسية أو غينيا- كوناكري، هي الأكبر في المساحة والأقدم بين دول غينيا الثلاثة، ومساحتها 246 ألف كيلومتر، واستقلت غينيا عن فرنسا عام 1958، أي قبل 10 سنوات من استقلال جارتها غينيا بيساو، و15 عاما من ظهور غينيا الاستوائية.
المفارقة أن دول غينيا الثلاثة لا تتحدث نفس اللغة، بسبب اختلاف الدول التي استعمرتها، فالفرنسية هي اللغة الرسمية في غينيا، ويطلق عليها أيضا غينيا كوناكري نسبة لعاصمتها، بينما تتحدث غينيا بيساو البرتغالية، أما غينيا الاستوائية فهي الوحيدة الناطقة بالإسبانية في أفريقيا.
غينيا وغينيا بيساو متجاورتان
أما من ناحية القرب المكاني فنجد أن دولتي غينيا وغينيا بيساو متجاورتان، فيما لا تملك غينيا الاستوائية حدودًا مع دولتي غينيا الأخريين. ويعتبر منتخب غينيا هو الأكثر ظهورًا في نهائيات كأس أمم أفريقيا، لمشاركته في البطولة أكثر من 13 مرة في تاريخه، وهو أيضا الأنجح بينهم، حيث كان إنجازه الأفضل هو الحصول على وصافة نسخة 1976 التي فاز بها منتخب المغرب.
في المقابل تأهل كل من منتخبي غينيا بيساو والاستوائية للنهائيات 3 مرات، ونجحت غينيا الاستوائية في الحصول على المركز الرابع بنسخة 2015 التي أقيمت على أرضه، لكن منتخب غينيا بيساو لم ينجح في تجاوز دور المجموعات في أي من مشاركته بكأس أمم أفريقيا.
غينيا بيساو الأكثر فقرًا
يطلق على غينيا اسم غينيا- كوناكري، للتمييز بينها وبين جارتها غينيا بيساو وغينيا الإستوائية. عاصمتها كوناكري، وهي البلد الأغنى اقتصاديًا، والأكثر سكانًا، والأكبر مساحة جغرافية، والأقدم نيلا للاستقلال من غينيا بيساو وغينيا الإستوائية.
أما غينيا بيساو فحصلت على استقلالها عام 1968 عن البرتغال، وتتحدث بلغة تستعمل أحرف البرتغالية، وعاصمتها بيساو، لغتها الرسمية البرتغالية. وتعد الأفقر من كل النواحي مقارنة بغينيا وغينيا الإستوائية.
في حين حصلت غينيا الاستوائية على استقلالها عام 1973، عن إسبانيا ولذلك تتحدث بلغتها. وعاصمتها مالابو، لغتها الرسمية الإسبانية، وهي قريبة من وسط القارة الإفريقية، لا ترتبط بحدود جغرافية مع غينيا أو غينيا بيساو الواقعتين في الغرب، وتبتعد عنهما بمئات الألاف من الأميال، حيث يفصل بين غينيا الإستوائية ودولتي غينيا الأخريين 9 بلدان (الكاميرون، نيجيريا، البنين، توغو، غانا، بوركينا فاسو، ساحل العاج، ليبريا وسيراليون).
الإسبان يشتقون اسم غينيا من البرتغاليين
تشير بعض المراجع التاريخية إلى أن مصطلح غينيا في أصله، وإن كان بعضها يشير إلى أن الإسبان اشتقوه من جيرانهم البرتغاليين، الذي أطلقوا هذا الاسم على جميع المناطق الواقعة جنوب نهر السنغال، للإشارة إلى السكان الأصليين في هذه الأراضي في القرن الخامس عشر الميلادي.
ونقل البرتغاليون اسم غينيا إلى اوقيانوسيا، لذلك هناك دولة بابوا غينيا الجديدة، وتقع شمال أستراليا وتحمل هذا المصطلح في مسماها.
وبنظرة تاريخية للأخوات الثلاثة "غينيا" في قارة إفريقيا، نجد أن المراجع التاريخية تشير إلى أن "غينيا- كونكري"، تعرضت لهجمات تجار الرقيق البرتغاليين في أوائل القرن الخامس عشر الميلادي، وأصبحت هدفًا للأطماع الاستعمارية، حيث تم وضعها تحت الحماية الفرنسية عام 1849، وأعلنت فرنسا أن غينيا جزءًا من مستعمرات غربي أفريقيا عام 1904، حيث كانت فرنسا تعدّ هذه المستعمرة جزءًا منها، فأنشأت طبقة غينية تتبنى الثقافة الفرنسية وتخدم مصالحها.
أحمد سيكوتوري زعيم غينيا وأكبر داعم لفلسطين
بعد الحرب العالمية الثانية حملت غينيا اسم فرنسا ما وراء البحار، وبعد ذلك عُرفت باسم مجموعة الشعوب الفرنسية، ثم تحولت لدولة مستقلة، وكانت أول مستعمرة فرنسية تعلن استقلالها كاملًا عن فرنسا، بزعامة أحمد سيكوتوري، وهو صاحب المقولة الشهيرة: "لو تخلى كل العرب عن القضية الفلسطينية ما تخلينا عنها".
أما غينيا بيساو، الأقرب لغينيا، فهي واحدة من الدول الأفريقية الصغيرة، تبلغ مساحتها 36,125 كيلو متر مربع، تحدها السنغال من الشمال وغينيا من الجنوب والشرق والمحيط الأطلسي من الغرب كانت تُسمى أثناء الاحتلال البرتغالي بـ"غينيا البرتغالية"، وبعد استقلالها عام 1973، وأطلق عليها اسم "غينيا- بيساو" نسبة لاسم العاصمة، لمنع الخلط بينها وبين جارتها غينيا كوناكري، وتعتبر الدولة الوحيدة الناطقة بالبرتغالية، ويشكل المسلمون فيها غالبية السكان.
غينيا الاستوائية تستقل عن إسبانيا
أما غينيا الاستوائية فهي بعيدة عن دولتي غينيا- بيساو وغينيا- كونكري، فهي تقع وسط إفريقيا، وهي أصغر دول القارة من حيث المساحة، تبلغ مساحتها 28051 كيلو متر مربع، وبعد الاستقلال عام 1963 اعتمدت غينيا الاستوائية اسمها، وأصله موقعها في خليج غينيا، وقربها من خط الاستواء.
في عام 1963 قرر الرئيس الإسباني فرانكو، فجأة، أثناء انعقاد المؤتمر الأول لمنظمة الوحدة الإفريقية، في أديس أبابا، إلغاء الاستعمار الإسباني، تدريجيًا، ومنح الاستقلال الذاتي للمقاطعتين، فرناندوبو وريو موني، اللتين اندمجتا في كيانٍ إداريٍّ واحد. وبذلك، اُسقط في يد التنظيمات السياسية، التي كانت تتحرك في الخارج، وتطالب بالاستقلال، وكان على رأسها: الفكرة الشعبية لغينيا الاستوائية، التي اتخذت من العاصمة الكاميرونية، ياوندي، مركزًا لها، والحركة الوطنية لتحرير غينيا الاستوائية تمركزت في الجزائر.
اعتقال رئيس حكومة غينيا الاستوائية
اختارت الحركة الوطنية لتحرير غينيا الاستوائية القبول بقيام مؤسسات جديدة، تجسدت بتشكيل حكومة أفريقية، عام 1994، يرأسها بونيفاسيو آوندو يدوم، زعيم تنظمٍ مقرب من إسبانيا، الذي اعتقل في مطار زيمبابوي عام 2004، اعتقل بعدها ابن مارغريت تاتشر، رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك، في جنوب أفريقيا، وهو الممول للعملية، التي تهدف إلى الإطاحة بالرئيس تيودورو اوبيانغ نغيما واستبداله بالمعارض سيفيرو موتو نسا.
لأول مرة في تاريخ كأس أمم أفريقيا يقع منتخبان يحملان اسم غينيا في مجموعة واحدة، غينيا الاستوائية وغينيا بيساو هي الأولى أيضًا بين منتخبين يحملان اسم غينيا، ويواجه منتخب مصر الفائز من غينيا الاستوائية وغينيا حال تأهله إلى دور الثمانية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
