معرض القاهرة الدولي للكتاب.. حكاية النسخة الأولى.. كواليس إحراق العلم الإسرائيلي.. وسر إلغاء دورة 2011
معرض القاهرة الدولي للكتاب أقدم مشروع ثقافي في مصر والشرق الأوسط والعالم الثالث، ويوم إقامة معرض الكتاب هو عيدا للثقافة المصرية والعربية، 55 عاما مرت على انطلاق أول معرض للكتاب الذي انطلق عام 1969 بالتزامن مع مرور ألف عام على تأسيس القاهرة التاريخية، بدأ حين قرر وزير الثقافة ـ وقتئذ ـ الدكتور ثروت عكاشة أن يجعل الاحتفال ثقافيا، فكلف الدكتورة والباحثة والكاتبة سهير القلماوي للإشراف على إطلاق وإقامة أول معرض للكتاب، وقد تم الاحتفال بالدكتورة سهير القلماوي وتدشين اسمها كشخصية للمعرض في عام 2008 تكريما لها كأول رئيس للمعرض.
اليوم.. انطلاق الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب
وصنف معرض القاهرة الدولي للكتاب في عام 2006 كثاني أكبر معرض في العالم بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب ويزوره أكثر من مليوني شخص تقريبًا بصورة سنوية.
وتم افتتاح أول معرض للكتاب في 22 يناير 1969 في دورته الأولى بأرض المعارض بمنطقة الجزيرة، وهو مكان دار الأوبرا حاليا، وشارك في المعرض في هذا العام 5 دول أجنبية وأكثر من 100 ناشر على مساحة 2000 متر مربع، واستمر عمل المعرض ثمانية أيام.
وفق تقرير الهيئة العامة للاستعلامات ـ التي أكدت أن فكرة إنشاء المعرض الأول للكتاب الذي عرض عام 1969 ترجع إلى الفنان عبد السلام الشريف فهو صاحب فكرة إقامة معرض القاهرة للكتاب في ذلك التوقيت تحديدًا ليكون ذكرى وتوثيق لاحتفال القاهرة بألفيتها، ورحب الدكتور ثروت عكاشة بالفكرة وقام بالاتصال بسوق الكتاب الدولي المعروف في "ليبزيج" بألمانيا، كما تم إيفاد إسلام شلبي بصفته مندوبا عن وزارة الثقافة، وذلك للتمهيد لإنشاء معرض على غرار سوق الكتاب في ليبزيج، بنسخة عربية، وكلف بها الدكتور سهير القلماوي، وفق ما ذكره الباحث محمد سيد ريان في كتابه "حكاية أول معرض دولي للكتاب".
بأكثر من 220 إصدارًا.. حكماء المسلمين يشارك بجناح خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024
محاولات سابقة
سبق إقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب عدة محاولا لاقامة سوق للكتاب، فقد ثبت أن هناك أول معرض عربي للكتاب أقيم في مصر افتتح عام 1946، بحضور وزير المعارف العمومية وقتها ونخبة من كبار رجال الدولة وروَّاد العلم والفكر والأدب، ولكنه لم يكن سنويا أو بقدر وقيمة المعرض الحالي.
أسبوع الكتاب
وكذلك كانت هناك محاولة قبيل إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهي تحت اسم "أسبوع أسبوع الكتاب" وكان أسبوع الكتاب العربى الأوَّل في القاهرة في أكتوبر 1963م، وكان له مسميات في تلك الفترة، وهي: "مهرجان الكلمة العربية"، و"عيد الثقافة".
تغيير مكان المعرض عدة مرات
بعد تسع دورات من المعرض الدولي للكتاب كمنفذ لبيع الكتب تحول عام 1978 الى ملتقى أدبى، حيث عُقِدت حلقات دراسية على هامش المعرض، تميزت بمناقشات موضوعية حول عدة قضايا: كالأطفال والأسرة، واستمر انعقاد معرض الكتاب فى أرض المعارض بالجزيرة حتى عام 1983، ليتم نقله بعد ذلك إلى أرض المعارض بمدينة نصر، وتنطلق دورته الجديدة هناك فى عام 1984 ويستقبل الأعداد المتزايدة، وتنعقد الأمسيات واللقاءات بشكل أوسع، واستمر انعقاده فى مدينة نصر حتى 2018، ليتم نقله بعد ذلك من جديد، إلى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، في دورة 2020 أضيف إلى المعرض العروض السينمائية والمسرحية والموسيقية والفنون التشكيلية.
توقف مرة وتأجيل أخرى
واستمر انعقاد معرض القاهرة للكتاب في يناير من كل عام، ولم يتوقف إلا في عام 2011؛ بسبب أحداث ثورة الـ25 من يناير، كما تم تأجيله مرة واحدة عام 2021، ليقام في يوليو بدلا من يناير، بسبب فيروس كورونا، ثم عاد إلى ميعاده الأصلي في يناير تزامنا مع إجازة نصف العام 2022، وأقيم تحت شعار "هوية مصر..الثقافة وسؤال المستقبل" ولت اليونان ضيف شرف المعرض والأديب يحيى حقى هو شخصية العام، كما نظمت جوائز في 11 فرعا منها 9 للكبار واثنين للشباب.
وقع اختيار اللجنة العليا المنظمة لـ معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2024 على العالم الأثري الكبير سليم حسن عالم المصريات عميد الأثريين المصريين وأول أثرى مصري يرأس فريق التنقيب عن الآثار بالجيزة ليكون شخصية هذا العام للمعرض في دورته الـ55، ويعقوب الشاروني عن كتاب الطفل والذي افتتح اليوم 24 يناير.
يذكر أن أهم الاكتشافات التي نتجت عن أعمال التنقيب التي قام بها فريق الدكتور سليم حسن في منطقة أهرامات الجيزة هي اكتشاف مقبرة (رع ور)، وهي من أكبر وأضخم المقابر التي وجد بها آثار عديدة، كما اكتشف أكثر من مائتي مقبرة أهمها مقبرة (الملكة خنت كاوس) من الأسرة الخامسة، ومقبرة أولاد الملك خفرع، بالإضافة إلى اكتشافه مراكب الشمس الحجرية للملكين خوفو وخفرع، والعديد من القطع الأثرية والتماثيل.
وزيرة الثقافة: 1200 ناشر من 70 دولة يشاركون بمعرض الكتاب 2024 (فيديو)
تحديات كثيرة
واجه معرض القاهرة للكتاب تحديات كثيرة لكنه صمد واستمر الى اليوم منارة مصرية ثقافية، أول هذه التحديات عام 1981 حين شهد معرض القاهرة للكتاب احتجاجات شعبية ضد اشتراك إسرائيل واعتقال صلاح عيسى وحلمي شعراوي، وكان المعرض فى ذلك الوقت برئاسة الشاعر صلاح عبد الصبور باعتباره رئيسا للهيئة المصرية العامة للكتاب، وحدث أن استفز حضور السفير الإسرائيلى جمهور المشاركين بالمعرض، وتم إنزال العلم الإسرائيلي بالقوة، وتحولت ساحة المعرض منذ اللحظات الأولى لحرب إعلامية ضد إسرائيل، وتوالت البيانات من أحزاب التجمع، والعمل، والأحرار، والوفد ودعت البيانات إلى المطالبة برفع العلم الفلسطيني على جميع دور عرض الكتب،
حرق العلم الإسرائيلي
وفى عام 1985 خصص القائمون على المعرض جناحا خاصا لإسرائيل تعرض فيه كتبها، واحتج الكثير من المثقفين والسياسيين من رافضى التطبيع على اشتراك إسرائيل فى المعرض، واحتشد رافضو التطبيع الثقافى مع إسرائيل وجرى اقتحام الجناح الإسرائيلي بالقوة وحرق العلم الإسرائيلي.
معرض القاهرة للكتاب 2024، خريطة أجنحة دور النشر في الدورة الـ55
أزمة فرج فودة والغزالي
ومع تصاعد حدة الإرهاب في مصر، أعلنت الهيئة العامة للكتّاب، برئاسة الدكتور سمير سرحان، عن مناظرة فى معرض الكتاب تحت عنوان «مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية» وانقسم فيها الحاضرون إلى فريقين، الأول إسلامى التوجه ويضم الشيخ محمد الغزالى، ومرشد الإخوان مأمون الهضيبى، والمفكر المصري محمد عمارة، وضم الفريق الثاني فرج فودة ومحمد خلف الله، أحد أعضاء حزب التجمع، في مناظرة ضمن سلسلة من المناظرات على هامش المعرض، ما تسبب لاحقًا فى اغتيال المفكر فرج فودة على يد متطرفين متشددين بعد تكفيره والتحريض عليه من قبَل تنظيم الإخوان والجماعات الإسلامية المتشددة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.